في هذه الايام يدور الحديث بشكل كثيف عن عملاق الذكاء الاصطناعي الصيني الجديد Deep seek وكيف أدى للقضاء على تطبيقات الذكاء الاصطناعي الأمريكي أشهرها Chat Gpt ياتري هو بسبب المنهج الاشتراكي التحرري من النظم الرأسمالية التي كانت وراء هذا الإنجاز التقني الكبير والمهم حيث يُلاحظ أن كل أنظمة الذكاء الاصطناعي الأمريكي والغربي بشكل عام إما مرتفعة التكاليف أو منخفضة الجودة، لكن أنظمة الذكاء الاصطناعي الصيني فهي علي العكس تماما، حيث جمعت بين الجودة وانخفاض السعر وطبعا بكل تاكيد بانه ليست كل برامج الذكاء الاصطناعي الصينية مجانية ، لكن بالمقارنة مع نظيرتها الأمريكية فالصين أرخص وأجود بكثير، ولمن يدعي أن هذا تقليد، فعليه ان يقنع جماهير المستخدمين بذلك، خصوصا وأن الولايات المتحدة منذ حقبة ترامب الأولى فرضت عقوبات على الصين تهدف لإعاقة وصول الصين للرقائق والشرائح الألكترونية المتقدمة التي تنتج هذه الأنظمة واشعلت الحرب الاقتصادية بين الولايات المتحده وجمهورية الصين ورغم ضراوة هذه الحرب لكن الصين حصلت عليها، وأنجزت حضارتها التقنية بمجهود ذاتي مبهر والسؤال الذي يطرح نفسه من أين حصل الصينيون على هذا التطور التقني في ظل العقوبات والإعاقات التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية ؟ الاجابة بدون شك هي الاصرار والتحدي والابداع وعدم الرضوخ للهيمنة الأمريكية والغربية فمن خلال المتابعة لاخبار الصين نجد ان الصينيون وفقا للإحصائيات هم أكثر شعوب العالم إبداعا ببراءات الاختراع، وهم الأكثر تطورا في أنظمة الذكاء الاصطناعي خصوصا أنظمة التوليد سواء الفيديوهات والصور، أو التفكير البشري العميق كأي فيلسوف، وهذا ما لم تصل إليه أنظمة الذكاء الغربية بعد والتي لا تزال تعمل بنظام جمع المعلومات، وليس التفكير العميق، ليست أول مرة تفعلها الصين حيث نجد سابقا قضت الصين على بعض شركات المحمول مثل نوكيا وموتورولا وسيمنز وغيرهم، وهددت عرش آبل وسامسونج وذلك بحجم مبيعات هو الأعلى والأرخص معا، كهواوي وأوبو وشاومينج وغيرهم اقول للذي يريد التطور والنجاح ابحث عن المنهج الإنساني ستجد انه هو وراء الصناعة والتكنولوجيا، فهو أهم ألف مرة من المنتج النهائي، فالثقافة التي أنتجت السلعة هي أهم من السلعة نفسها، فالثقافة متجددة، وهي شريان الحياة للسلع، وهي التي تهدف لتغيير العالم للأفضل وتقليل معدلات الظلم ورفع منسوب العدالة، وتظل القاعدة ثابتة أن من يعمل لصالح الفقير، وللأغلبية الكادحة في هذا العالم هو الأكثر نجاحا، وفي ذات الوقت هو أكثر من (يُحارَب وتُشوه سمعته) وتفرض عليه العقوبات الظالمة من قبل الظالمين الذين يريدين فرض هيمنهم علي العالم لهذا اميركا تريد كل الدول تحت قدميها راكعة ذليلة لهم، تريد كل الدول تدور في فلكهم ، لايريدون دول منتجة تصنع امجادها وحريتها واقتصادها وتاريخها وحضارتها وظل اسلوب فرض العقوبات الظالمة هي السلاح المستخدم لتركيع الدول في العالم والسودان ظل تحت الحصار الامريكي لعدة عقود ومازال وعاني الشعب السوداني من هذا الحصار الجائر الظالم وكثير من شعوب العالم الاخري ولكن اصحاب الطموح والارادة لايردخون ابدا للهيمنة، والظلم، اللافت في الامر نجد ان التطبيق الصيني DeepSeek أنتجته شركة متخصصة في الذكاء الاصطناعي وتغلب بعد صدوره مؤخراً على جميع تطبيقات الذكاء الاصطناعي الغربية بمافيها التطبيق الأمريكي الأشهر Chat GPT وأصبح الاول في التحميل بمتاجر التطبيقات، لماذا أصبح الاول في التحميل؟لانه لا يتطلب دفع مبالغ شهرية لاستخدامه مثل التطبيقات الأخرى -يدعم التفكير العميق - سريع - يدعم لغات كثيرة بمافيها العربية - نتائج البحث فيه دقيقة للغاية - لا يوجد حد للاستخدام بعكس التطبيقات الأخرى وللمقارنة فقد كلف هذا التطبيق مبلغ 5.7 مليون دولار فقط، ويعمل فيه 200 موظف فيما شركة Open Ai الأمريكية والتي تملك Chat GPT لديها 4500 موظف، وبسبب هذا التطبيق الصيني خسرت أسهم شركات التكنولوجيا الأمريكية في 28 يناير مبلغ تجاوز التريليون دولار لوجود بديل أفضل ومجاني عند الجماهير وهذا التفوق الصيني يذكرني بأن، السودان لم يستطيع استخرج البترول وبناء خطوط الانابيب والمصافي لتكرير ونقل البترول إلا عندما اتجه شرقا واعطي ظهره للغرب حينها نجح في استخارج البترول واستفادة من هذه الثروة الهامة ونجح في ذلك بمساعدة الصين، الغرب لايريد للدول ان تخرج عن هيمنته ووصايته ولايريد لها التقدم العلمي والعسكري والتقني والزراعي والصناعي ولا يريد للدول الفقيرة وشعوبها وقادتها النهضة والحرية والتقدم في الانتاج والنهوض الصناعي والتقني والعلمي ولكن هيهات ثم هيهات. ويظل اشعال الحروب وفرض العقوبات علي قادة ورموز السودان هي سلاح موجه لصدر الشعب السوداني وياجبل لايهزك ريح. تم الإرسال من هاتف Huawei الخاص بي
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة