Post: #1
Title: حقول الموت: المخدرات تزدهر في دارفور بظل الحرب ..!!؟؟ كتبه د. عثمان الوجيه
Author: عثمان الوجيه
Date: 01-30-2025, 00:06 AM
11:06 PM January, 29 2025 سودانيز اون لاين عثمان الوجيه-القاهرة-مصر مكتبتى رابط مختصر
- في خضم الصراع الدامي الذي يشهده السودان، حيث تتناحر الأطراف على السلطة والثروة، تنتشر ظاهرة أخرى لا تقل خطورة عن دماء الحرب، بل تساهم في تغذيتها وتعميق جراحها: زراعة وتجارة المخدرات، فقد تحولت حقول دارفور الخضراء، التي كانت يوماً ما مصدر رزق لمزارعيها، إلى مزارع للموت، حيث تزرع نبتة البنقو المخدرة، لتغذي آلة الحرب وتدمر أجيالاً كاملة، وتحت غطاء الحرب، ازدهرت هذه التجارة الملعونة، فباتت المزارع تمتد إلى آفاق بعيدة، وتنتشر شبكات التوزيع في المدن والقرى، قد انضم العديد من تجار المخدرات إلى صفوف المليشيات، مستغلين الفوضى والحرب لتعزيز نفوذهم وثرواتهم، وتحولت قوات الأمن، التي كانت مكلفة بمكافحة هذه الآفة، إلى متواطئين أو حتى مشاركين في هذه التجارة، مدفوعين بالفساد والفقر، لم تعد زراعة وتجارة المخدرات مقتصرة على مناطق بعيدة، بل انتشرت في المدن الرئيسية مثل نيالا والضعين، وحتى في العاصمة الخرطوم، وأصبحت هذه التجارة تمثل مصدراً رئيسياً للتمويل للحرب، حيث يتم استخدام الأموال الطائلة التي تجنيها لتمويل شراء الأسلحة والمعدات العسكرية لمليشيا الدعم السريع المتمردة، ولم تتوقف تداعيات هذه الظاهرة عند هذا الحد، بل امتدت لتشمل المجتمع بأكمله، فقد أدى انتشار المخدرات إلى تدهور الصحة العامة، وارتفاع معدلات الجريمة، وتفكك الأسر، كما أدى إلى تدمير البيئة، حيث تستخدم المبيدات الحشرية الضارة في زراعة البنقو، مما يؤثر على التربة والمياه، إن ما يحدث في دارفور هو كارثة إنسانية، تتطلب تضافر الجهود الدولية والإقليمية لمواجهتها، يجب على المجتمع الدولي الضغط على الأطراف المتحاربة لوقف الحرب، والعمل على إعادة بناء الدولة والمؤسسات، ومكافحة الفساد، ومحاسبة المتورطين في تجارة المخدرات.. هنا تحضرني طرفة فليسمح لي القارئ الحصيف بأن أوجزها في هذه المساحة وبهذه العجالة وهي:- أستمتع بآراء القراء كمن يرتوي من عذب شراب، فأنا أعتبرها منارة أسترشد بها في رحلتي الكتابية، ولكن، سرعان ما يتحول هذا الاستمتاع إلى أذى حينما أصادف تعليقات سلبية لا تستند إلى أساس سليم، إنني أحرص على التواصل مع من أعرفهم إن وجّهوا لي نقدًا لا أراه بناءً، أسعى لفهم وجهة نظرهم، إلا أنني أتفاجأ برد فعل أحد أساتذتي الذين أكن لهم كل الاحترام والتقدير، فهو يبدو مسرورًا كلما طالت فترة انقطاعي عن الكتابة، وكأنه ينتظر تلك اللحظة ليعبر عن سعادته! سألته ذات مرة: "ما الذي يدفعك لقراءة ما أكتب إذا كنت لا تستسيغه؟ ألا تضيع وقتك سدى؟"، فكان رده صادمًا، إذ أخبرني أنه وبعض زملائه قد وصفوني بـ"منبع الأحزان" وكتاباتي بـ"السوداوية"، فقلت له: "أيها الأستاذ الفاضل، عن أي فرح وبهجة تتحدثون في وقتٍ يئن فيه السودان تحت وطأة حربٍ طاحنة، أزهقت أرواحًا بريئة وشردت الملايين، ودمرت كل ما هو أخضر ويابس؟ What joy and happiness are you talking about at a time when Sudan is groaning under the weight of a devastating war that has claimed innocent lives, displaced millions, and destroyed everything green and dry؟ وعلى قول جدتي:- "دقي يا مزيكا !!". خروج: (انشقاق في صفوف المعارضة السودانية "تقدم" تفك ارتباطها بمؤيدي حكومة موازية) ففي تحول جديد للمشهد السياسي السوداني المتأزم، أعلنت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم" عن فك ارتباطها بالمجموعة التي كانت تسعى لتشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة مليشيا الدعم السريع المتمردة، جاء هذا القرار تنفيذًا لتوصية اللجنة السياسية بتكوين لجنة فك الارتباط، وذلك بعد أن أثار اقتراح تشكيل حكومة موازية جدلاً واسعًا داخل التنسيقية، ولم يلقَ اقتراح تشكيل حكومة موازية، الذي تقدمت به مجموعة تضم بعض السياسيين والحركات المسلحة داخل "تقدم"، قبولًا واسعًا من قبل قوى التنسيقية، ورغم ذلك، فقد مضت هذه المجموعة قدماً في مساعيها لتشكيل حكومة بديلة، مدعومة بشكل أساسي من الجبهة الثورية ومكوناتها، والتي تضم أبرز الحركات المسلحة العاملة في السودان، وتأتي هذه الانشقاقات في صفوف المعارضة السودانية في ظل استمرار الحرب الدائرة بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع المتمردة، منذ 15 أبريل 2023، والتي أودت بحياة الآلاف وشردت الملايين، ودمرت البنية التحتية للبلاد، وقد أدت هذه الحرب إلى تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل كبير، مما دفع رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني إلى نقل مقر الرئاسة إلى مدينة بورتسودان، بعيدًا عن مناطق القتال، ويعكس هذا الانقسام عمق الخلافات حول كيفية التعامل مع الأزمة السودانية، والتساؤلات حول دور القوى السياسية في هذا الصراع الدامي، كما يثير تساؤلات حول مستقبل العملية السياسية في السودان، وإمكانية تحقيق المصالحة الوطنية في ظل هذه الانقسامات العميقة.. #أوقفواـالحرب ولن أزيد ،، والسلام ختام. [email protected] - @drosmanelwajeeh
|
|