كانت هدى تعشق الحيوانات، لكن لقاءها بهذا المخلوق سيغير حياتها إلى الأبد. وجدته بالقرب من الحديقة، مخلوق صغير يرتجف، ظنته جرواً ضالاً، فأخذته إلى منزلها. أسمته "قوقو" وأحاطته بالرعاية والحب. لكن "قوقو" كان يكبر بسرعة غريبة، ويتصرف بطرق مرعبة. أصوات غريبة، قفزات مخيفة، وأظافر حادة كالمخالب. بدأت هدى تشعر بالقلق. بحثت في الإنترنت، وصُدمت بما رأت: صورة لحيوان يشبه "قوقو" تماماً، لكن بحجم أكبر بكثير، وتحتها كلمة واحدة: "بعشوم". شعرت هدى بالرعب يتسلل إلى قلبها. أدركت أنها لم تكن تربي جرواً، بل حيواناً برياً خطيراً! في تلك اللحظة، سمعت صوتاً خلفها. التفتت ورأت "قوقو"، أو بالأحرى البعشوم، يقف على قدميه الخلفيتين، ينظر إليها بعيون براقة مخيفة. كان أكبر بكثير مما تتخيل، وفروه الكثيف يغطيه بالكامل. كانت أنفاسه حارة تُشعِرها بالخوف. ارتجف جسد هدى من الخوف، حاولت التراجع للخلف، لكنها اصطدمت بالجدار. كان البعشوم يقترب ببطء، وعيناه لا تفارقانها. كانت تعلم أنها في خطر حقيقي. بيدين مرتعشتين، أمسكت هدى بهاتفها واتصلت بحديقة الحيوانات المحلية. بصوت يرتجف، أخبرتهم عن وجود بعشوم في منزلها، وطلبت المساعدة على الفور. انتظرت هدى في رعب، تسمع أصوات البعشوم الغريبة في أرجاء المنزل. كانت دقائق الانتظار كأنها دهر. أخيراً، سمعت صوت سيارة تقف أمام المنزل، وأصوات رجال يتحدثون. فتح رجال حديقة الحيوانات الباب ودخلوا بحذر. كان البعشوم يقف في وسط غرفة المعيشة، ينظر إليهم بعنف. استخدم الرجال سهام التخدير للسيطرة عليه، ونقلوه إلى حديقة الحيوانات. بعد رحيلهم، جلست هدى على الأريكة، وهي ترتجف من الصدمة. أدركت أنها نجت بأعجوبة من خطر حقيقي. تعلمت درساً قاسياً عن التعامل مع الحيوانات البرية، وأن عالم الحيوانات مليء بالمفاجآت المخيفة !!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة