النكبوى تأبط شر مقال !! كتبه الأمين مصطفى

07:08 PM January, 25 2025

سودانيز اون لاين
الأمين مصطفى-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

الغرف بالالقاب والتوزيعات او المقال الدوار:
ينقل بالتوقيع او عدد المشاهدات فيسرع إلى التوزيع فى عهد انتهاء صحف الشمولية الورقية التى تحولت لتوقيعات فى شكل خلعة لاجتذاب الذباب الالكترونى الدوار المغفل النافع !!!
يا لها من مفارقة عجيبة! استشاري جراحة كلى، يفترض به أن يكون مشغولاً بإنقاذ الأرواح ومعالجة المرضى فى دولة المؤسسات ، يُكرّس قلمه للدفاع عن نظامٍ بائدٍ أوصل البلاد إلى ما نحن فيه. وكأنّ فشل الكلى الذي يُعالجه لا يُقارن بالفشل السياسي والاجتماعي الذي أوصلنا إليه المخلوع!
واأعجب من ذلك، تبريره للانقلاب الحالي، الذي جاء ليُصلح ما أفسده الدهر، فإذا به يُحوّل البلاد إلى مرتعٍ للمرتزقة والميليشيات، كلٌّ يدّعي الوصاية على الوطن. وكأننا في سوق نخاسة، لا دولة ذات سيادة. ألم يشاهد هذا الاستشاري فيديوهات "كيكل الهجام" وأمثاله، وهم يعيثون فساداً في الأرض باسم "الارتكازات"؟ يا له من ارتكازٍ يُثقل كاهل المواطن ويزيد من معاناته!
هذا الاستشاري، الذي يخشى من "الاحتباس" الذي يُودي بالكلى، يتجاهل أن الانقلابات هي "الاحتباس الحقيقي" الذي يُصيب الأمة بالشلل، ويُعيق تقدمها لعقود. يتوهم أن الدبابة كفيلة بإعادة الأمور إلى نصابها، ناسياً أن الدبابات لا تُصلح اقتصاداً منهاراً ولا تُعيد ثقةً مفقودة.
هذا الدفاع المستميت عن المخلوع والانقلاب يُثير الشكوك. هل هو نابع من قناعة راسخة، أم من مصلحة شخصية؟ أم أنه مجرد "بوق" يُردد ما يُملى عليه؟ فإذا لم يكن ما يكتبه باسمٍ مستعار، فذلك يُثبت أن ليس كل من امتهن حرفةً، حتى لو كانت الطب، يفهم في السياسة. فكم من طبيبٍ ماهرٍ هو مجرد تابعٍ ذليلٍ لراكبي الدبابات!
باختصار، على هذا الاستشاري أن يُركّز على تخصصه، وأن يترك السياسة لأهلها. فتشخيص أمراض الكلى أجدى وأنفع من تبرير الأخطاء والخطايا.
أدركت حينها أن كل هذه الألقاب الطويلة والعنوان الصارخ لم تكن سوى وسيلة لجذب انتباه القارئ، وإيهامه بأنه سيقرأ شيئًا ذا قيمة. أما محتوى المقال، فكان باهتًا وسطحيًا، لا يحمل أي معنى حقيقي.
تذكرت حينها مقولة مشهورة: "كلما زادت الألقاب، قلّ المحتوى". ويبدو أن هذه المقولة تنطبق تمامًا على مقال "البروفيسور الدكتور المهندس الخبير الفلكي الجيولوجي عالم الحشرات الفيلسوف !!
الخلاصة الساخرة: لا تنخدعوا بالعناوين الصارخة والألقاب الطويلة. فالمحتوى الحقيقي هو الذي يحدد قيمة المقال، وليس شكله الخارجي.

#لاتكن _كما الطيرة كما قال المخلل الاسطراطيجى لمذيع قناة خيبة على الهواء