وطن مستباح .. وجراح لا تندمل.!! كتبه محمد عبدالله إبراهيم

وطن مستباح .. وجراح لا تندمل.!! كتبه محمد عبدالله إبراهيم


01-25-2025, 00:29 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1737761369&rn=0


Post: #1
Title: وطن مستباح .. وجراح لا تندمل.!! كتبه محمد عبدالله إبراهيم
Author: محمد عبدالله ابراهيم
Date: 01-25-2025, 00:29 AM

11:29 PM January, 24 2025

سودانيز اون لاين
محمد عبدالله ابراهيم-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





24 يناير 2025.
كلهم في القتل شركاء، بلا قلب ولا روح
يمضغون الحلم والآمال في صبح ولا مزح
كلهم ذئب إذا أظفارهُ انغرست بلا كبح
والوطن المسكين يصرخ في وجوههم .. كفى جرحي.!
لا أمان هنا .. لا سلام في أرض باتت جرحا
حربهم نار تأكل الأخضر والقلب والمفتح
والشوارع دم والبيوتُ ركام من دمع وصراخ مجرح
والمآذنُ حزينه والسماء تئنُ .. "إلى متى الموتُ مستباح في السطح؟"
يا بلاداً نُحرت على يد أبنائها بلا صفح
يا أماً أضرمت في روحها حرباً وغرست رمحاً
نبكيك نحن وجراحُك في صدرنا كالنطح
دمُ الأطفال فوق التراب يروي حكايا الحقد والسفح
وأمهات تحتضنُ الليل كأنه مأواهنَّ من الجرح
كل حجر ينوح وكل نخل ينحني كفاحاً بلا فرح
وكل قلب يهمسُ .. "متى ينتهي هذا النطح؟"
كيف صارت الأوطان حُلما تسير في العتمة؟
ألم يكن لنا من ترابك ماءً لنعيش؟
وكيف تحولنا إلى طعام للألم .. وكأس من الوجع؟
ماذا فعلنا لكي نصير مجرد أشلاء وأحزان؟
إلى متى ستظل الأرض تأخذنا إليك حطاما؟
أين وعودنا؟ أين عزتنا؟ أين وطننا الحي الذي تبنيناه بدمائنا؟
كل طرف يصرخُ باسمك وفي صمت الضمير يموتُ العدل
كلهم يدعون حبك .. وسراً يزرعون فيك الجراح
يا أرضا تتكسر على أطراف الحرب، وتصرخ في وجه الجميع "كفى!"
هل هذه النهاية؟ هل هذه وصية الأجداد؟ هل من عهد يظل معقوداً في زمن لا يعرف سوى الخراب؟
يقتلونك بلا شفقة .. يقطعونك بلا رحمة
يأخذون منك الكرامة .. ويزرعون بيننا التفرقة
هم يقتتلون باسمك .. ونحن نُقتل في صمت مآذننا
فمن يطفئ النار التي أشعلوها فينا؟
هل يمكن أن نكون أبناءك بعد كل هذا الدم؟
أين الوعود التي رسمت على الجباه؟
أين كان الأمل؟ أين كانت الأرواح التي كانت تغني في الفلاح؟
لقد ضاع الوطن في فوضى من لا يرحمون
يا بلادنا يا قلباً محطماً .. نبكيك كما يبكي اليتيم .. ونصرخ "متى يتوقف نزيف الجراح؟"
أين كانت وعودنا بالحرية .. أين الوعود التي سطرناها بدماء شبابنا؟
أطراف الصراع يمزقوننا، يتقاذفوننا بين رياح الكراهية
ويغيب صوت العقل في صراع لا ينتهي
نقاتل بعضنا باسم الحرية .. ولكننا نسينا أن الحرية لا تبنى بالدماء
وأن السلام لا يأتي إلا إذا زرعناه في قلوبنا لا في بنادقنا
يا بلادنا .. أي دماء هذه التي سكبت على أرضك؟
ألم يكن الأمل في أعيننا يوما ما؟ ألم نكن نسعى معا لبناء وطن يسع للجميع؟
كيف لأحلامنا أن تتحقق بعد أن تساقطت في الحروب الطاحنة؟
كيف لأرض لطالما حلمنا فيها بالحرية أن تصبح ساحة للدماء؟
كيف أصبحنا نبحث عن العدالة في أنقاض الوطن الممزق؟
بين أطراف الصراع .. ضاعت الآمال التي زرعناها في قلوبنا
وكم دفعنا من أرواح في سبيل حلم كان أقرب ما يكون؟
احلام شعباً بوطن حر ديمقراطي
أصبح يبحث عن نفسه بين أكوام من الدمار والدماء
والسلام الذي حلمنا به .. أصبح سرابا في صحاري الوجع
كان السلام في قلوبنا .. واليوم أصبح الجرح في صدرنا
وكان الوطن وطنا لنا .. واليوم أصبحنا ضيوفا في أرضنا، لا نعرف متى سنغادر
أطراف الصرع لا تكتفي .. بل تزيد أوجاعنا كل يوم
وتغرق الأرض في بحر من الكراهية .. ونحن نغرق معها
كل طرف يرفع راية .. ولكننا جميعا نغرق في دمائنا
والأمل الذي كنا نحلم به أصبح غريبا علينا .. يتلاشى في العتمة
وكيف نعود إلى الأحلام التي ضاعت في خضم المعركة؟
أم هل نصبح جزءا من التاريخ المكسور الذي يعيد نفسه بلا نهاية؟
يا بلادنا .. كنا نؤمن بأن الحرية تبدأ من هنا
لكننا اليوم نبحث عن السلام الذي فقدناه بين أطراف الصراع
رغم كل الجراح .. ورغم الضياع .. لا يزال هناك بصيص أمل
في قلوبنا .. في أرواحنا .. والشعب لن يستسلم بعد ..
سنمضي رغم الألم .. رغم الحروب .. وسنعيد بناء وطن يعيد لنا كرامتنا
يا بلادي صبراً وإن طال الأنينُ .. فان فجرك لا يمحى
سيشرق من دماء الأبرياء وطن يعيد الأمل لأرواحنا ويشفي كل جرح مستباح
وسيأتي يوم نسطر فيه تاريخنا من جديد .. تاريخاً نحتفل فيه بالحرية .. السلام .. والعدالة.
[email protected]