لماذا أشعلت الحركة الإسلامية الحرب في السودان؟ كتبه الطيب الزين

لماذا أشعلت الحركة الإسلامية الحرب في السودان؟ كتبه الطيب الزين


01-23-2025, 11:23 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1737627829&rn=0


Post: #1
Title: لماذا أشعلت الحركة الإسلامية الحرب في السودان؟ كتبه الطيب الزين
Author: الطيب الزين
Date: 01-23-2025, 11:23 AM

10:23 AM January, 23 2025

سودانيز اون لاين
الطيب الزين-السويد
مكتبتى
رابط مختصر





من الوهم الاعتقاد أن الحرب التي تقودها الحركة المجرمة، التي تسمي نفسها بالإسلامية، هدفها الأساسي هو القضاء على قوات الدعم السريع فحسب، وهذا الأمر يعتبر من سابع المستحيلات، لأن قوات الدعم السريع تمثل إرادة الشعب السوداني الذي كفر بالاستبداد والفساد والظلم. إن هذه الحركة تعبير عن أزمة وعي سياسي عجز عن تقديم مشروع سياسي يحترم العقل والحقوق والحريات. وبالتالي، ترتب على هذا الوعي الزائف، المغلف بخطاب ديني، تأويلات دينية متخلفة ومتطرفة تعادي العقل والتنوير والحرية.
إن نشوء هذه الحركة خلق حالة من التشويش والتضليل وإفساد قيم الحداثة بخطاب ديني عاطفي سجالي بلا مضمون فكري أو منهجي يخاطب جذور الأزمة الوطنية. لذلك لجأت إلى خطاب التكفير وممارسة العنف لإخضاع الناس لإرادتها وسلبهم حرياتهم وكرامتهم وانتهاك حقوقهم باسم الدين.
الحرب الدائرة الآن هي نتيجة حتمية لأزمة غياب الوعي السياسي الصحيح، الذي يساهم في بناء الفرد والمجتمع والدولة، وحل التناقضات الاجتماعية والاقتصادية بوعي وحكمة وعقلانية. لقد أفضى عجز هذه الحركة الظلامية عن تقديم مشروع سياسي وطني ديمقراطي نهضوي إلى لجوئها إلى التآمر والعمل في الخفاء، واختراق صفوف الجيش السوداني منذ وقت مبكر.
وقد قال الطاغية الضلالي عمر البشير في إحدى تصريحاته الإعلامية، إبان حكمه، إنهم منذ سبعينيات القرن الماضي، كانوا مكلفين بتشكيل خلايا داخل الجيش من جهة، ومن جهة أخرى، كشف نشاط الأحزاب الأخرى حتى يقطعوا عليها الطريق من الوصول إلى السلطة. تجربة هذه الحركة المجرمة في حكم السودان لأكثر من ثلاثة عقود تُعد خير شاهد على فشلها في تقديم مشروع سياسي يستجيب لتطلعات الشعب السوداني في بناء دولة مدنية ديمقراطية فدرالية تحكمها المؤسسات والقانون. لذلك، لجأت إلى العنف والجبروت لقهر إرادة الشعب السوداني باسم الدين.
إعلان الحركة الظلامية للحرب على قوات الدعم السريع يظهر الأزمة الأخلاقية التي تعيشها هذه الحركة المجرمة منذ نشأتها، إذ تحاول التغطية على ذلك بالمكر والتآمر والغدر، وكل ذلك تبرره برغبتها في تطبيق الشريعة الإسلامية. أي شريعة هذه تبرر لها تنفيذ انقلاب عسكري على إرادة الشعب وتعطيل النشاط السياسي والاجتماعي والثقافي والإعلامي ومصادرة الحريات العامة والاستئثار بثروات البلاد وتوظيفها لشراء ضعاف النفوس المريضة وشراء الأسلحة وتوظيف الأجهزة الأمنية والجيش المختطف لقهر الشعب؟
إن هذه الحركة تعادي العقل والحرية والعدالة والسلام، ولذلك ترفض السلام لأنها حركة إجرامية بامتياز.
إن وجودها في الساحة السياسية يعني استمرار الأزمة الوطنية، لذا يجب هزيمتها وإزاحتها من الساحة السياسية السودانية، وفتح مسارات جديدة نحو مستقبل مشرق للسودان، وهذا يعني أن تتحرك قوى المجتمع السوداني في كل المسارات العسكرية والسياسية والدبلوماسية والإعلامية، والإسراع في تشكيل حكومة ثورية لتملأ الفراغ السياسي وتحقق تطلعات الشعب السوداني في الحرية والعدالة والسلام.

الطيب الزين