السينما الصينية- من النشأة إلى العالمية- من ارواق فنون العالم تحت الطبع

السينما الصينية- من النشأة إلى العالمية- من ارواق فنون العالم تحت الطبع


01-14-2025, 04:01 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1736866885&rn=0


Post: #1
Title: السينما الصينية- من النشأة إلى العالمية- من ارواق فنون العالم تحت الطبع
Author: زهير ابو الزهراء
Date: 01-14-2025, 04:01 PM

03:01 PM January, 14 2025

سودانيز اون لاين
زهير ابو الزهراء-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





البدايات والتطور المبكر

بدأت السينما الصينية في أوائل القرن العشرين، متأثرة بصناعة الأفلام الغربية التي جلبها التجار والمستعمرون الأجانب إلى البلاد. كانت أولى الأفلام الصينية إنتاجًا محليًا أفلامًا صامتة قصيرة، مثل فيلم "دينغجونشان" (Dingjun Mountain) عام 1905، الذي يُعد أقدم فيلم صيني معروف. ومع ازدهار صناعة السينما العالمية في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، شهدت الصين ولادة "العصر الذهبي الأول" للسينما الصينية، حيث ظهرت استوديوهات كبرى مثل "مينغشينغ" و"ليانهوا"، وبرزت أفلام تعكس القضايا الاجتماعية والوطنية.
ما بعد الحرب العالمية الثانية والثورة الثقافية
بعد الحرب العالمية الثانية، دخلت الصين مرحلة جديدة مع صعود الشيوعية. في ظل الحكم الجديد، أصبحت السينما وسيلة للدعاية السياسية، حيث ركزت الأفلام على تمجيد الثورة والشخصيات البطولية. خلال الثورة الثقافية (1966-1976)، شهدت السينما تراجعًا كبيرًا بسبب الرقابة الصارمة، وتوقف إنتاج الأفلام غير الدعائية تقريبًا.
النهضة السينمائية بعد الإصلاحات الاقتصادية
مع انفتاح الصين اقتصاديًا في أواخر السبعينيات، دخلت السينما مرحلة جديدة من التحرر والتجديد. ظهر جيل جديد من المخرجين المعروفين بـ"الجيل الخامس"، مثل زانج ييمو وتشين كايجي، الذين أعادوا تعريف السينما الصينية بأسلوبهم الفني وقصصهم العميقة. أفلام مثل "الذرة الحمراء" (Red Sorghum) وزانج ييمو و"وداعًا يا خليلتي" (Farewell My Concubine) لتشين كايجي، حصدت إشادة دولية وجوائز مرموقة.
السينما الصينية في الألفية الجديدة
في العقدين الأخيرين، أصبحت الصين لاعبًا رئيسيًا في صناعة السينما العالمية. أُنتجت أفلام ذات ميزانيات ضخمة وتقنيات متقدمة، وساهمت في تعزيز مكانة السينما الصينية دوليًا. توسعت الموضوعات لتشمل الخيال العلمي، والأكشن، والدراما الاجتماعية، مما جذب جمهورًا عالميًا.
الأفلام الحائزة على جوائز دولية
وداعًا يا خليلتي (Farewell My Concubine) - 1993:
إخراج: تشين كايجي.
الجوائز: السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي.
يعد واحدًا من أعظم الأفلام في تاريخ السينما العالمية.
الذرة الحمراء (Red Sorghum) - 1988:
إخراج: زانج ييمو.
الجوائز: جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي.
فيلم درامي عن النضال والحب في ريف الصين.
البطل (Hero) - 2002:
إخراج: زانج ييمو.
الجوائز: ترشيح لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي.
فيلم ملحمي يتميز بالإبهار البصري وقصة مستوحاة من التاريخ الصيني.
الأرض المتجولة (The Wandering Earth) - 2019:
إخراج: جيو فان.
الجوائز: إشادة نقدية ونجاح كبير في شباك التذاكر.
يُعد من أوائل أفلام الخيال العلمي الصينية التي نالت شهرة عالمية.

الطريق إلى البيت (The Road Home) - 1999:

إخراج: زانج ييمو.

الجوائز: جائزة الدب الفضي في مهرجان برلين السينمائي.

فيلم درامي رومانسي يعكس الحياة الريفية الصينية.

لمسة الخطايا (A Touch of Sin) - 2013:

إخراج: جيا زانكي.

الجوائز: جائزة أفضل سيناريو في مهرجان كان السينمائي.

يقدم رؤية نقدية للصين الحديثة من خلال قصص متشابكة.

مقارنة السينما الصينية بالسينما العالمية

التوجه الفني مقابل التجاري:

بينما تركز هوليوود على الأفلام التجارية ذات الميزانيات الضخمة، تميل السينما الصينية إلى المزج بين الأفلام الفنية والتجارية، حيث تجمع بين قصص محلية ومؤثرات بصرية متقدمة.

التأثير الثقافي:

تتميز السينما الصينية بإبراز الثقافة والتقاليد الصينية، بينما تهدف السينما العالمية غالبًا إلى تقديم قصص ذات طابع عالمي.

حجم السوق:

أصبحت الصين السوق الأكبر للأفلام عالميًا، مما دفع العديد من شركات الإنتاج العالمية للتعاون مع صنّاع السينما الصينيين.

التحديات والمستقبل

رغم النجاح الكبير، تواجه السينما الصينية تحديات مثل الرقابة الصارمة والقيود السياسية التي تحد من حرية الإبداع. ومع ذلك، يُتوقع أن تستمر السينما الصينية في النمو والابتكار، بفضل استثماراتها الضخمة وتوسعها في الأسواق العالمية.

من بداياتها المتواضعة في أوائل القرن العشرين إلى أن أصبحت قوة مؤثرة في صناعة السينما العالمية، قطعت السينما الصينية شوطًا طويلًا. بفضل التنوع الثقافي والابتكار الفني، تواصل الصين إبهار العالم بأفلام تجمع بين العمق الثقافي والجاذبية التجارية، مما يجعلها عنصرًا أساسيًا في مستقبل السينما العالمية.