رأيت حكومات الغرب المتعجرف من خلال مجريات الاحداث في سوريا وسعيها وتكالبها بغرض حماية مصالحها وايجاد موضع قدم لها في سوريا بعد ان سيطر الثوار علي الحكم في سوريا، ولكن للاسف يظهر للمراقب ذلك الصلف البائن لدي الحكومات الغربية وعنجهيتها الواضحة من خلال التعامل مع المجتمعات والحكومات العربية والاسلامية، ويظهر لنا ذلك جليا في نظرة الاستبداد والتعالي نحو حكومة سوريا الجديدة بقيادة احمد الشرع، فإن أحد ملامح العجرفة والغرور الغربي تتجلى بوضوح من خلال وزيرة الخارجية الألمانية (أنالينا بيربوك) والوزير الفرنسي ( جان نويل بارو) في زيارتهم الي سوريا حيث استقلا ، طائرة شحن عسكرية مخصصة للعمليات العسكرية ولقد ظهرا وهما ينزلان من الطائرة مرتديان سترات واقية من الرصاص، في مشهد متعمد ومصمم ليوحي بأنهم يزورون منطقة عمليات عسكرية نشطة وغير آمنة فالغرض من هذا المظهر وهو طائرة الشحن العسكرية والسترات الواقية من الرصاص ماهو الا ترسيخ وتصدير صورة الي الإعلام الغربي والعالمي عن وضع سوريا الحالي وذلك لكي يخدم الأهداف الأوروبية، ويوحي بأن وضع حكومة سوريا مازال مضطرب وغير آمن، كما يشير المشهد الدراماتيكي للوزيرة الألمانية والوزير الفرنسي ان دول الغرب و السياسيين الأوروبيين "المغامرين" ذهبوا الي دمشق في عملية إنقاذ عبر طائرات عسكرية لمقابلة مجموعات مسلحة في ميدان عمليات عسكرية غير آمن ومستقر، وهنا يظهر مدي المكر والدهاء والصلف والعجرفة التي تنعكس في عدم اعترافهم بأنهم مسئولون مدنيون ذاهبون للقاء سياسي مع مسؤلون سياسيون في دولة لها سيادة وحكومة، لقد عاني مواطني الدول العربية والإسلامية وكثير من الحكومات العربية من نظرة وتعامل الحكومات الغربية واليوم في سوريا يظهر هذا التعامل مع حكومة احمد الشرع وعلي وجه الخصوص من الأوربيون وخاصة الألمان، حيث اظهار ذلك التعالي وتلك العجرفة وياتري هل هذا النمط والسلوك في التعالي لدي هؤلاء هو جِبلة طبيعية وجزء من تكوينهم النفسي هذا أضافة الي تمسكهم بالأخلاق الصليبية الممتدة عبر التاريخ والتي تذكرنا بما يسمي بالحملات الصلبية علي الرقعة الجغرافية لدول المنطقة العربية والاسلامية، السؤال المحوري الذي يطرح نفسه لماذا دعاة الديمقراطية والعدالة والانسانية لم تستطيع أن ترتقي بهم الحضارة الغربية المزعومة وتغير سلوكهم وتعاملهم عبر تلك السنوات علي الاقل منذ قيام" الثورة الفرنسية"، ان الدراما والحبكة السياسية لقد رسمت عبر سيناريو دقيق ومحكم ذلك المشهد بدقة في استخدام طائرة نقل عسكرية وارتداء سترات واقية من الرصاص في زيارة لسياسين مدنيين لدولة ذات سيادة، بل ان التعالي والمكر والعجرفة لم تتوقف عند المشهد المصمم للهبوط في دمشق، بل تعداه للحديث مع الإدارة الجديدة بلهجة متعجرفة ممتلئة بالاستعلاء، عندما تقول الوزيرة الالمانية النازية (أنالينا بيربوك) للإدارة السورية ما معناه "لن ندفع مال لتنظيمات إسلامية مهما غيرت شكلها"وكأن السوريون طلبوا منهم ان يدفعوا لهم اموالا، وكأن الأوروبيون في الأصل يدفعون مالاً من اجل سواد عيون الناس من العرب والمسلمين، لقد ظلت "الإعانات والمساعدات" الأوروبية المزعومة مساعدات زائفة ، توجه بالأساس للإنفاق على مؤسسات وهياكل أوروبية تعمل في برامج إنمائية محددة تهتم بدعم قضايا المرأة والحرية الجنسية والتفكك الأخلاقي والقيمي، وغالبية أموال المساعدات تذهب كرواتب لموظفين أوروبيين كبار يديرون هذه الأنشطة في البلاد التي تحتاج إلى لقمة العيش والماء والدواء، ولا تحتاج لبرامج تمكين المرأة والحرية الجنسية ودعم الأقليات وغيرها من الأبواب التي يدخل منها الأوربيون لإفساد المجتمعات وتدمير ما تبقى لها من قيم واخلاق ودين وتماسك وأصول مجتمعيه عريقة لماذا الحكومات في الدول الأوروبية يصدرون مشهد للعرب والافارقة والاسيويون والمسلمون بأنهم شر مطلق، إلا قليلاً منهم، ولماذا هذه العداوة للاسلام والمسلمين وياتري هل هنالك كيانات اسلامية تنتظر دعم من الحكومات الغربية الشي الوحيد الذي يقدمه الغرب هو فرض العقوبات علي الشعوب قبل الحكومات بمنعهم الدواء والغذاء والعلاج بل تظهر هذه العداوة حتي في وسائل التواصل الاجتماعي الشهيرة مثل الفيسبوك ومنصة إكس تويتر سابقا في حال كتابة ونشر اي شي يتعارض مع مصالهم مما يعرض الحساب للحظر او التقييد او الحذف لماذا هذا التعنت والعجرفة والظلم حتي اصبح معادات كل ماهو اسلامي وكل ما يدعو للعدل ويندد بالظلم وكل مايدعو للقيم والاخلاق ويحارب التفسخ والانحلال وعبادة غير الله الواحد الأحد الفرد الصمد هو عدو للحكومات الغربية والاروبية لماذا هذا الصلف وهذا الظلم وتلك العجرفة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبدالرحمن محمد فضل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست