العيش في قرية عادلة خير من العيش في قارة ظالمة كتبه الطيب الزين

العيش في قرية عادلة خير من العيش في قارة ظالمة كتبه الطيب الزين


01-06-2025, 11:31 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1736159502&rn=0


Post: #1
Title: العيش في قرية عادلة خير من العيش في قارة ظالمة كتبه الطيب الزين
Author: الطيب الزين
Date: 01-06-2025, 11:31 AM

10:31 AM January, 06 2025

سودانيز اون لاين
الطيب الزين-السويد
مكتبتى
رابط مختصر




رغم ما عرفه الشعب السوداني من كوارث ومحن منذ عام 1956، ما زال البعض يعاني من وعي زائف يُخدر عقولهم حتى الآن، غير قادرين على التحرك خطوة لكسر أغلال العبودية. يعيشون مثل التيوس المخصية، دوماً يبحثون عن مبررات تشرعن الجرائم التي ظلت ترتكبها الطبقة الطفيلية التي وظفت الدين والمال والجيش والأمن، بل حتى الجريمة المنظمة، التي تنصب شراكها لضحاياها، وبالتالي التحكم في ضحاياها وتحويلهم إلى قطيع تهشّه وتنشّه كيفما شاءت بعد السيطرة على جهازهم المناعي الثقافي والفكري والأخلاقي.
وفي ظل العولمة الوحشية، التي حطمت كل الحدود وإخترقت حتى خصوصيات الناس، يقال إنها حولت العالم إلى قرية أو قرى، يظهر أن العيش في قرية عادلة يمثل خياراً أكثر جدوى من العيش في قارة ظالمة تنتهك الحقوق وتصادر الحريات.
في القارة الظالمة، "السيف البتار" هو وحده القادر على حل المعضلة. فالحوار والنقاش مع الطبقة الطفيلية الفاسدة التي أدمنت العيش على دماء ضحاياها لا يجدي نفعاً.
واقع الإستبداد لا يمكن معالجته بلغة الاستجداء التي توارى وراءها الساسة الجبناء، رافعين شعار: أوقفوا الحرب، بينما هم في قرارة أنفسهم يعلمون تمام العلم أن ما يسمى بالحركة الإسلامية هي التي أشعلت نيران الحرب اللعينة.
هكذا، قوى ظلامية طفيلية إنتهازية لن تنفع معها لغة التوسل والإستجداء. القوة وحدها هي القادرة على تغيير قواعد اللعبة لصالح ضحايا الظلم الطويل.
لذا، نقول للأشاوس: أمضوا قدماً في تشكيل حكومة ثورية في مناطق سيطرتكم، غير عابئين بالمخذلين هنا وهناك. شقوا الظلام، سطروا صفحات التاريخ بعزة وكرامة، عيشوا الحياة أحراراً في قرية عادلة، حتى لو ليوم واحد، أفضل من أن تعيشوا كل أعماركم في قارة ظالمة.
إن العيش في قرية تحترم حقوق الإنسان، وتسمح بتداول السلطة بشكل سلس، وتوزيع الثروة بشكل عادل، يُعد خياراً أفضل بكثير من العيش في قارة ظالمة تنتهك كرامة الإنسان وتضيع الحقوق.
تحقيق العدالة الإجتماعية في بلد مثل السودان، الذي نخر فيه الإستبداد والفساد والظلم حتى وصل العظم، لن يتحقق بمنطق "أخوي وأخوك"، بل بالقطع النظيف. العقول المتجحرة والنفوس المريضة لا ينفع معها سوى العلاج بالكي.

الطيب الزين