دونالد دك أو استدعاء الاستنارة||| كتبه الأمين مصطفى

دونالد دك أو استدعاء الاستنارة||| كتبه الأمين مصطفى


01-04-2025, 05:05 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1735963541&rn=0


Post: #1
Title: دونالد دك أو استدعاء الاستنارة||| كتبه الأمين مصطفى
Author: الأمين مصطفى
Date: 01-04-2025, 05:05 AM

04:05 AM January, 03 2025

سودانيز اون لاين
الأمين مصطفى-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




في عالم الخردة المتراكم، حيث تتنافس أكوام الصدأ على اعتلاء القمة، بزغ نجم بطلنا. ورث عن والده، الذي قفز من الخردة إلى العقارات قبل أن يرحل إلى دار البقاء، إمبراطورية تجمع بين رائحة الحديد القديم وبريق البنايات الشاهقة. لكن طموح بطلنا لم يتوقف عند هذا الحد، فقد وجد نفسه منجذبًا إلى طريق أسهل للثروة، طريق لا يتطلب عرق الجبين ولا تدخل فيه عجلة الإنتاج إلا من باب توفير فرص عمل للآخرين، ألا وهو عالم المراهنات المثيرة، حيث تُباع الأحلام وتشترى الأوهام في حلبات مصارعة "مُحبكة" وأفلام ترفيهية من نوع خاص.
هكذا، انطلق بطلنا في رحلة جمع الأموال الطائلة، التي سرعان ما توجها ببناية شامخة تحمل اسم عائلته، لتعلن عن وصوله إلى مصاف الأثرياء. ولكن كما يقول المثل، "عندما تبلغ الثروة القمة، تبحث عن رأس الشهرة"، ورأس الشهرة هنا لم يكن سوى عالم السياسة، عالم الأضواء والكاميرات، عالم السجاد الأحمر والنشيد الوطني ورحلات الطائرة الرئاسية.
منذ نعومة أظفاره، وقبل أن يغزو الصلع رأسه، كان بطلنا مفتونًا بممثل سينمائي شهير، ذلك الممثل الذي انتقل من الشاشة الفضية إلى كرسي الرئاسة. تقمص شخصيته بكل تفاصيلها، حتى بات نسخة طبق الأصل عنه، شكلاً وموضوعًا. وهكذا، قرر بطلنا خوض غمار الانتخابات الرئاسية، وفاز بها بالفعل! ولكن ليس بفضل أصوات الجماهير المتحمسة، بل بفضل انتخابات "مُريبة" تخللتها تدخلات أجنبية مشبوهة وخبرات دعائية مستوحاة من حلبات المصارعة، حيث كان يُسقط خصومه بضربة قاضية، ثم يخرج من الحلبة منتصرًا، لكن هذه المرة ليس بشعر كثيف على رأسه، بل بصلعة لامعة تشهد على قوته!
لكن دوام الحال من المحال، ففي الانتخابات التالية، سقط بطلنا سقوطًا مدويًا، وكأن "الدولة العميقة" قررت إعادة ترتيب الأوراق وفقًا لجدول زمني لا يخضع لقوانين المنطق. انهالت عليه القضايا من كل حدب وصوب، حتى بات غير مؤهل للترشح لمنصب "مختار" القرية، ناهيك عن منصب رئيس الجمهورية.
لكن بطلنا، كالنمل العنيد الذي لا يعرف اليأس، عاد بنبؤات وأحلام وردية، كعادة القادة الذين يعانون من "متلازمة السلطة". عاد إلى الانتخابات مرة أخرى، في معركة خاسرة بكل المقاييس، ولكنه فاز! في مشهد هز أركان القانون وتحدى كل التوقعات.
ثم جاءت "النبؤة الكبرى"، تلك التي أُطلقت عليها مجازًا "رصاصة القدر"، والتي مهدت له الطريق إلى الرئاسة. ذهب مطلق النار إلى طي النسيان مع التحقيقات، وبقي بطلنا، ذلك الرئيس الذي ينسف الأدلة ويهزم أقوى الخصوم، سواء كانوا واقفين على أقدامهم أو جالسين على كراسيهم في قاعات المحاكم.