حكاية مسرح النويلة .. بداية العودة للريادة جواهر المعارف السودانية للأطفال والناشئة (30) يوسف ارسطو أنشأ نادي النويلة في العام 1946م لجهد نفر من أبنائه وشبابه النيرين آنذاك ، فالقرية كانت محط أنظار الخاشي والماشي ،المغرض والمضطر الظالم والمظلوم ،لانها مقر الناظر والنظارة منذ بد الاستعمار الثنائي، ورائدة منارة التعليم في المنطقة قاطبة، فمدرستها افتتحت آول دفعاتها في العام 1908م،ومنها تخرج ابنها رائد التعليم عبد القادر الخوجة من كلية غردون قبل تكوين مؤتمر الخريجين 1918م وهو وأسرته ، ساهموا كثيرا في نشر التعليم في المنطقة و كردفان ودار فور ،فقد عين مديرا للتعليم هناك وانشاء عديد المدارس ومعهد التربية بالدلنج الذي تطور إلي كلية ثم جامعة ،اجتماعيا ارتبط بالناس وتزوج هناك في جبال النوبة وانجب .. بعض من أبنائه واصل في مشروع والده ومنهم الذي أصبح مدير معهد التربية وإعداد المعلمين والمعلمات بالحصحيصا . فالخوحة أول من قام بتعليم بناته في القرية وهن لهذه الميزه علمن أولادهن حتي تخرجوا من من أعرق الجامعات والكليات بما فيها طب الخرطوم.وعلي مستوي المؤسسات الرسمية فقد كانت بها سراي المأمور الانجليزي ومحكمة الناظر التي تعقد جلسات المحاكمات التي يؤمها المتخاصمين من جميع أرجاء الولاية مابين النهرين كل سبت واربعاء كما أنشأ بها مجلس اتحاد المزارعين ،و الطاحونه الوحيدة في المنطقة في ذلك الوقت يرتادها الناس لمعشهم وعيشهم اليومي لهذا مقصد كثيرا من الخلق و تعج بالحركة بسبب حاجاتهم و اسئلتهم مع السلطة لهذا كانت وللان مقر تجمع وسوق صباحي إلي الحادية عشرة يضاهي اي سوق في المدن.. لا ينقص المنطقة شئ من ما يحتاجه الناس، جملة وقطاعي كما يقولون ولهذا فمستوي المعيشة مرتفع جدا واعلي من المدن وعلي سبيل المثال تستهلك القرية أكثر من ألف ومائتين رطل لبن في حساب 800 جنيه للرطل ما يعادل 8 مليار علي حسب الحسابات الجديدة رغم أن معظم سكان القرية لديهم اكتفاء ذاتي من الألبان وان المتعاطين للتمباك يتكلفو نصف مليار في اليوم الواحد يستجلب من سوق المناقل التي تبعد 20 كيلو ومتوسط عشرة جوال سكر كبير فإذا اضفت اللحوم والخضروات والفواكه آلتي لا يستهلكها سوى القله من كبار التجار والمزارعين رقم أن القرية بها أكثر من مئتان وخمسين معلما وعشرات الموظفين فمتوسط معاش الأسرة 10 الف في اليوم وهذا أعلي من اي راتب للموظفين في السودان لكن لأن المنطقة زراعية ومعظم وموظفيها وغيرهم مزارعين لهذا يسد النقص بالانتاج الزراعي فجل الناس تعمل بالزراعة وتحصد الحبوب من قمح وزرة وخضروات وبصل وفول سوداني و بقوليات من عدس و لوبيا وفول مصري كما بها بعض المزارع المختلطة من دواجن و ابقار ويعتمد بعض الناس علي صيد الاسماك في معاشهم وعلي مستوي الاراضي السكنية فهي تضاهي المدن في الثمن وعلى سبيل المثال تم الغاء عقد واتفاق أولي لبيع منزل لمستثمر أراد تحويله لمركز صحي رفض صاحبه مبلغ 340 مليار وطلب 350مليار ،وبعد أن كانت المباني تبني ارضي فقط من الطوب الاحمر بدأت الأعمدة ومشاريع الغابات الاسمنتية رغم أن جل الخريجين ومن اغترب قد رحلوا للمدن خصوصا الخرطوم ومدني والمناقل بعد مجئ الإنقاذ إلا أن قبل الحرب وفي اواخر عهد الإنقاذ بدأت الناس في الإستقرار والإستثمار في المنطقة والمؤكد أن المنطقة سوف تتغير تتحول إلى منطقة زراعية صناعية كما هو في مخطط معهد النويلة الفني وعلميا أيضا كانت المنطقة مقر تعليم للبنات في المرحلة المتوسط والثانوي العام وصممت وبها داخليات تضاهي تلكم آلتي في الجامعات تقام فيها عشرات الأسابيع الثقافة والمهرجانات كل عام وفي كل المناسبات والتي يبدعن فيها ويظهرن فيها في المسرح والغناء والرياضة فقد أقيمت دورة كرة قدم للبنات1954م وبعض من شاركن في تلك الدورة كلاعبات أو حضرن المهرجان موجودات الآن كما مثلت بنات المتوسط مسرحية ( قيس وليلى) كاملة 1981 م وقد حضرت وكنت حينها ابن 11من السنوات العرض وعدد من الاسكيتشات في تلك الأمسية المهمة في تاريخ حياتي في ما بعد .وللعلم من قامت بتمثيل دور قيس هي الاقتصادية أماني عبدالله الحسن تخرجت من جامعة الخرطوم اقتصاد في نهاية الثمانينات ومن قامت بتمثيل دور ليلي إسمها محاسن صديق تخرجت من جامعة الخرطوم اداب في نفس الفترة مما يعضض رؤي التربويون في إمكانية المسرح زيادة وعي وإدراك الاطفال والناشئة ليرتادوا الآفاق بتوفرهم على الثقة بالنفس والنجاحات علميا واجتماعيا و إنسانيا . أما الفرق المسرحية والغنائية آلتي زارت القرية وقدمت عروضها بالنادي فلم يتبقى أحد من الفرق المسرحية و فناني ذلك الوقت لم يقدم تجاربه في المنطقة. وقد ساعد تنافس طائفتي الأنصار والختمية من ذلك الالق والجمال فزيارة إسماعيل الأزهري سكرتير نادي الخريجين للمنطقة 1950م رافقه فيها بعض المسرحين و المغنين الكبار تبعها أن حضر السيد عبد الرحمن وبرفقته الفنان الذري إبراهيم عوض وفرقته والممثل عثمان حميدة تور الجر وبعض المسرحيين ليقدموا عرضاً بتذاكر بالنادي كما العملاق الفاضل سعيد قدم عروضا نهاية الستينات حسب الراوي وكان النادي قد استضاف بعض الفرق والفنانين منذ التأسيس بمعدل عرض كل عام كما موجود في أرشيف النادي وذاكرة بعض الناس الذين التقينا بهم وسجلنا معهم مقابلات وفي المسرح المدرسي للأولاد قد أشتهر كثير الممثلين واصبحوا نجوماً في المجتمع ،اذكر منهم إبراهيم محمد توم الذي كان دائما يضحك الناس بمفارقاته العجيبة فعندما يطلب منه الاستاذ قول با بنت با بنت يرد با بعره ليؤكد تمسكة بريفيته ومن الممثلين أيضا الطيب عبد الله الضوء وهاشم عمر والأخير تخرج من جامعة الخرطوم كلية الزراعة جامعة الخرطوم وهو متأثر بأسرته الكبيرة فهي أسرة فنية بامتياز فمعظم أبنائها عازفين للعود والمندلين والارغن والايقاع وقد امتهن بعضهم هذه المهنة في بعض الأوقات ومن هولاء عمر محمد ذين عازف مندلين وارغن ،كان مشهورا في المنطقة قاطبة عبد الله الطيب عزف المنديل وأستاذ الطاهر عازف ممتاز للمندلين والعود والارغن و الايقاع ولا ذال يهتم باكتشاف المواهب في المدارس ويقدمهم عبر الحان الاناشيد ومن ثم الأغاني وهو الآن متعاون معي لاكتشاف بعض الأصوات وتقديمها في أنشطة مسرح و جميعات مكتبة الأمل ومن المحتمل أن تظهر نتائج لجهده بعض الأعمال في احتفال الجمعية الوطنية للعلم والثقافة والتربية بعيد الاستقلال المجيد ورأس السنة الميلادية الجديدة 1-1-2025م إن شاء الله اللافت أن القرية بها عدد 6 خريجين من قسم الدراما كلية الموسيقى والدراما يوسف ارسطو ،عمار مصطفى ،امجد عباس البشير ،احمد صلاح الجاك وميسون عبد الحميد وواحد خريج النيلين وهو الطيب عبد الله حسن إضافة تشكيليين من كلية الفنون حمزة محمد عظيم و عثمان ابراهيم ( الدسوقي)ودرس قسم الموسقا( أربعة تخرج منهم اربعه) تخصصات ارغن وعود واكورديون ( عبد المحمود عوض الجيدسامي فضل المولى- الطيب عبدالله- وعبد الباقي محمد ،)والأخير يعمل معنا لإخراج بعض الأعمال في المناسبة المذكورة آنفا . محمود عوض الجيد لم يكمل لكنه يعزف العود والايقاع وهو أصلا ممثل كما توجد بالقرية منذ منتصف الثمانينات عدد من الجمعيات الخيرية والتي مارست ولازالت تمارس أنشطة ثقافية ومنها جمعية الأمل وجمعية حاج الصديق وجمعية الحي الأوسط ،فجمعية حاج الصديق عملت ونظمت عديد الفعاليات بالحي وخارجة وقد استضافت فرقة الاصدقاء وقدمت عرض بسنما المناقل في أواخر الثمانينات أو أول التسعينات لو لم تخونني الذاكرة وقد كان سكرتير الجمعية انئذن المهندس نزار محجوب الجاك ولأنه وزوجته الطبيبة لم يجدا ما يريدا هاجرا الي الولايات المتحدة الأمريكية أما فيما يعني بالأنشطة التي اقمناها نحن منذ دخولي الكلية 1999-2000 فهي كثيفة واهمها فعاليات الاحتفال بمئوية التعيم،1908-2008م التي استضفنا فيها جماعة مسرح السودان وفرقة من جنوب السودان وعملنا بحوث ودراسات عن التعليم والمسرح والإنسان والأرض كما عملنا على استضافت فرق شبه سنويا في مناسبات الاعياد وعمل اسابيع ثقافية ومعارض كتاب كل سنة بالتعاون مع الروابط في الجامعات والجمعيات الخيرية والتي كانت تمارس جلها العمل الثقافي إضافة للأعمال الخيرية والإنسانية والآن رغم ظروف هذه الحرب المجنونة فقد أعاد الشباب بناءً سور النادي وقد قابلني رئيس النادي النشط ياسر سليمان موسى وأخبرني بانهم جمعوا مواد من ارشيف النادي لادارته واهم إنجازاتها منذ العام 1946 م حيث كان يرأسه خواجي والرؤساء الذين تعاقبوا و أركان حرب كل واحد منهم وادوارهم وأخبرني بانهم بصدد صياغة المادة في كتيب إضافة لتجهيزاتهم لبناء المسرح بمواصفات تستضيف وتستقبل فرق كبيرة فوعدته بعمل الممكن وبعض المستحيل لخدمة اهلي وبلدي لكن بخصوص تشيد الخشبة للمسرح فالمسألة لديها متخصصون ولابد من الاستفادة من خبراتهم فلا بد من بعض الوقت للتواصل معهم لرسم الخارطة والمقاسات والله المعين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
يوسف ارسطو
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست