2.مسوده ثانيه على حافة المسأله كان يتوكأ على أنها تلك الايام نداولها بين الناس .. بلا هويه .. بلا ظرف .. بلا كينونة .. ينسج من خيوط كلماته بيتا للعنكبوت بخيوط واهية فى خريطة وطنه العارى فى لافتة مكسورة واقفة على رمل أحلامه .. غدا سوف يشرق فجر .. لا مناص ، فكيف لا .. هاهو يكتب ويمزق لفافاته ..من نسيج عنكبوت فمه على الورق : طويلة كشجرة الزان ابتسامتها لحظات الغروب ،قالت له :انى جائعه .. (كتبها قصه ) – ولم يستطيع ان يطعمها – فتاة الزان- غنى لها هدهدها .. ولم تأت بصيصا من ضوء برغم حلكة الليل ..(روضه) يمر أمامها يوميا روضة للأطفال .. تدفعه رجله اليسرى ..فيلتفت الى سورها .. يجد الأطفال متحلقين حولها روضه أمه بائعة الشاى .. تذكر انه قال لها يوما : أدينى أشترى قلم ..فطأطأت رأسها ورفعت دمعه لافتة تعلن عن حالها .. لم يحتمل وطأة إحساسه تحتها .. كان صغيرا وصل الى غرفة الدرس .. (أخرجوا الكراسه والقلم وأرسموا الخريطه ) قالها الأستاذ
السودان
كانت هذه الكلمه مكتوبه على حافة المسأله ... طرد من الفصل،خرج غير آبه..ولم يرسمه أطلاقا لان أمه لم يكن لديها .. لتشترى له قلما للرصاص.. الرصاص الذى إنهمر فى رأسهم فى (كبويتا) ..بالـتأكيد لم تشتريه أمه .. انتهى من الخدمه الإلزاميه التى علمها بالصدفه عندما جرى كل الصبيه فى السوق وبقى هو واقفا .. فأخبروه ودعوه بلطف لتأدية ضريبة الوطن .. رأى الخريطة مرة أخرى .. يحملها قائد الحرب ..تذكر إنه طرد من الفصل .. ولم يرسم الخريطة الموصله الى (أمه) لكنه نسج بخيط عنكبوتى داخله وطنا جديدا يعلم به ولكنه لايعلم كيف يمسك به . فعمره اليوم يناهز الثلاثين (مهدود الحيل) ..عاطل .. بلا هويه .. بلا كينونه . وحينما توفيت (روضه) أمه .. شعربمرارة جوفه تخطط لرسم الف خريطه فى ذهنه يمكن رسمها بدون الحوجه الى قلم رصاص . -- دكتورالوليد محمد الحسن ادريس
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة