Post: #1
Title: أن مبادرة الحزب الشيوعي السوداني لوقف الحرب واسترداد ثورة ديسمبر المجيده تمثل طرحًا سياسيًا عميقً
Author: يحيى ابنعوف
Date: 12-22-2024, 09:27 AM
08:27 AM December, 22 2024 سودانيز اون لاين يحيى ابنعوف-كندا مكتبتى رابط مختصر
يحيى ابنعوف أن مبادرة الحزب الشيوعي السوداني لوقف الحرب واسترداد ثورة ديسمبر المجيده تمثل طرحًا سياسيًا عميقًا وخطوة ضرورية لاستعادة مشروع الثورة ومواجهة نظام الحركة الاسلامية والاقتلاع من الجذور وهذا ما كان يبحث عنه الشارع السوداني فترة الشراكة مع اللجنة الأمنية لنظام الحركة الإسلامية قبل الحرب وبعد الحرب . قد تم تداول الوثيقة صادرة عن لجنته المركزية بتاريخ ديسمبر 2024 والوثيقة موجهة إلى الكيانات المهنية وجميع القوى السياسية الوطنية، بالإضافة إلى جميع القوى المدنية، حركات الكفاح المسلح المطالبية، والقوى والمنظمات التي تسعى إلى التغيير الجذري، بغرض استعادة دور الحركة الجماهيرية، واعتبارها ضرورة ملحة لإنهاء الحرب. من بين النقاط المثيرة للجدل حول المبادرة ما وُصف بتشابهها مع طرح الحزب الشيوعي وتقدم الذي يُركز أيضًا على إعادة هيكلة الجيش ورفض العسكرة السياسية. ومع أن الطرحين يتقاطعان في بعض الأهداف ، فإن هناك اختلافات جوهرية. التغير المعني هنا الذي طرحه الحزب الشيوعي السوداني ليس التغير الصوري؛ الذي يعتمد على تغير فوقي.. لا يمس الجوهر.. إذا نحن هنا بصدد تغير عميق يغوص في عمق المشكل ويصل إلي صميم الازمة. عليه يصبح التغير هنا بمعني: الهدم والقطع / الازاحة والجرف/ الابدال والاحلال/ القطع مع القديم كليا.. التغير هنا يؤكد علي أمر حيوي وجوهري هو: (نفي النفي) .. بالنظر الازمة السودانية الماثلة والراهنة.. تعددت الاطروحات التي تبحث المشكل وتقدم الحلول والمبادرات؛ أن المعسكر الانقلابي (بشقيه: عسكري/ مدني) هذا المعسكر الماسك بتلابيب السلطة والثروة؛ يفضل الانحياز للقديم بقوة السلاح.. والبقاء في الماضي.. لذلك هم يقدمون خطاب ماضوي بلغة عصرية.. فهم يتشدقون الوطنية بالتحول الديمقراطي بينما الحقيقة التي لا تقبل الشك مطلقا.. أن هكذا خطاب المقصود به تغبيش الوعي.. فالفعل اليومي على أرض الواقع يكذب هذا الادعاء جملة وتفصيلا … هذا المعسكر يدرك جيدا أنهم طلاب سلطة وثروة.. ويدركون جيدا أنهم لا محالة ساقطون.. لكنهم يحاولون ايقاف عجلة التاريخ.. وهو أمر مستحيل تماما. المعسكر الثاني (تقدم) هو معسكر التغير في بنية السلطة.. بمعني أن الحل يكمن في عودة العسكر للثكنات.. ووجود قوي مدنية تؤسس لانتقال ديمقراطي سلس.. غير أن اشكال هذا المعسكر الأساسي أنه ينظر إلى التغير على أنه ناتج خطاب تصوري ذهني؛ بمعني أن عملية التغير أمر صادر عن نخب فوقية.. تمتلك إرث نضالي ضد الأنظمة الشمولية والديكتاتورية؛ هذا النوع من التغير؛ قد يبدو مظهريا يقدم حلا للمشكل.. لكن في الحقيقة أن هكذا تغير.. قد يؤخر الانتقال الديمقراطي؛ فهو يبقي على جزء من القديم؛ على الرغم من طرحه تصورات عصرية تماما.. لكنه يظل مكبل الي الماضوية لسبب أن مصالح هذه النخب تستوجب ذلك. المعسكر الأخير هو معسكر التغير الجزري.. الذي هو في أصله مرتبط بالتصور (المادي) للتغير.. بحيث أنه ينفي التصور الذهني للتغير ويستبدله بالتصور الواقعي؛ أي أنه نابع من جدلية علاقة السلطة بالشعب؛ فالسلطة هنا نابعة من الشعب وعائدة إليه؛ هذا التغير معني بالجماهير ودورها في إدارة شؤنها الحياتية المادية؛ لذلك هذا التغير هو ما يجب أن تنشده الجماهير نفسها لسبب أنه يحررها؛ ويجلب لها الديمقراطي المستدام.أن السودان بطبيعته الديمقراطية هو وطن التعدد والتنوع ولا مجال فيه لاي رؤية أحادية قاصرة هذا هو المحك الحقيقي لمشروعية أي طرح لتحقيق السلام ووقف الحرب خلاصة الامر أننانؤمن إيمانا قاطعآ بأنه لا يمكن لاي نظام فاشي شـمولي…أن يتحـول الي نظام ديمقراطي كفانا تجارب من ابريل1985 وحتى ديسمبر2018. لا يفوتنا أن نحي شهدائنا في كل زمان وفي كل مكان، ونعاهدهم على أننا لن نسمح لأن تذهب تضحياتهم سدىً كما يريد البعض، وسنعيد سيرتنا القديمة وسنثور وننتفض ضد كل جبروت وتسلط وديكتاتورية، وسنهد قلاع الظلم الغاشم، وسنرمي برموز الفساد والإفساد إلى مزبلة التاريخ .
|
|