وداعاً دولة الجلابة ... ومرحبا دولة جبال النوبة (٢) كتبه أ الفاضل سعيد سنهوري

وداعاً دولة الجلابة ... ومرحبا دولة جبال النوبة (٢) كتبه أ الفاضل سعيد سنهوري


12-21-2024, 02:53 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1734789224&rn=0


Post: #1
Title: وداعاً دولة الجلابة ... ومرحبا دولة جبال النوبة (٢) كتبه أ الفاضل سعيد سنهوري
Author: الفاضل سعيد سنهوري
Date: 12-21-2024, 02:53 PM

01:53 PM December, 21 2024

سودانيز اون لاين
الفاضل سعيد سنهوري-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر





أ.الفاضل سعيد سنهوري

أدمنت النخب السياسية التاريخية القديمة والحديثة للجلابة من الشمال والوسط النيلي (يمين ويسار) علي تشجيع الأنظمة السياسية المختلفة في الأستمرار في الحفاظ والبقاء علي كرسي الحكم لطالما هي تحافظ علي مصالح الشمال النيلي والوسط المستعرب مقابل الديمقراطية والحكم المستقر والتداول السلمي للسلطة.

وتغافل الجزء الاكبر وغض الطرف من تلك النخب عن الدعوات لإعادة كتابة وقراءة التاريخ السياسي السوداني لانه يجرمها، وما تزال المحاسبة التاريخية تمثل الهاجس الأكبر لتلك النخب، لذلك هي حريصة كل الحرص علي أنتاج وصناعة وإفتعال حروب دموية بالاقاليم السودانية حتي يظل الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي كما هو وتستمر فيها كل ظروف وشروط الترقي الاجتماعي تميل الي مصلحة مؤيديها.

هذة الحروب المدمرة النخبوية النيلية من الشمال والوسط النيلي بداءتها في جبال النوبة واعتمدت حتي علي النوبة في استمرار وبقاء دولة 1956 ومازالت تستغل بعضهم الي ليضمن لها البقاء في السلطة وانتاج مركز حكم سلطوعي يكرس إحتكار السلطة والثروة في قبضة حفنة من المستعربيين والعروبيين وبقايا تجارة الرق الذين تسلطوا علي رقاب السودانيين.

وامعاناً في ذلك أستخدمت تلك الاقلية الأساليب الخبيثة المختلفة لإشغال السودانيين الأخرين وصناعة الجهل والتخلف وتقديم أنفسهم كأفراد (نخب) وكمجتمعات مستنيرة لها الميزة والأفضلية في ادارة البلاد مع أستمرار تغذية الحرب والإقتتال بين المكونات الاجتماعية خصوصا في جبال النوبة ومن بعد ذلك دارفور والنيل الأزرق في شكل مقزز من العنصرية والجهوية التي لم يسبقهم فيها أحد حتي من قبل تكون الدولة السودانية في العام 1956.

أعتمدت (نخب الجلابة) السياسية التاريخية النيليلة سياسة تكريس الفوارق الإجتماعية وتغذية الكراهية تجاه أنسان جبال النوبة وتنميط الشخصية للنوبة في المخيلية الشعبية من خلال الأعلام وتوظيف حتي مؤسسات الدولة بان النوبة يصلحون فقط للجندية والاعمال الهامشية وانهم بلا دين وهم كفارة غير مسلمين.... وغيرها من الصفات الزميمة ودمغ حتي الثوار المطالبين بمطالب تاريخية بالعنصريين وغير السياسيين وأنهم جهويين واكثر الامثلة وضوحا هو معارضة 46% من نواب الاحزاب التاريخية في التصويت لرفع وإلغاء ضريبة الدقنية علي النباوي في أول برلمان سوداني منتخب.

وفي نفس الوقت وفي اطار الدولة السودانية ومؤسسات حكمها الديكتاتورية سمحت تلك النخب السياسية النيلية في المعارضة (يمين ويسار) لمنسوبيهم من القبائل النيلية بخلط العلاقات الاسرية للقبائل الشمالية النيلين والوسط في إدارة الدولة وجعلوها في حلقة واحدة تتوارثها القبائل (الوظائف/ العطاءات/ الوزارات/ علاقات السوق والتجارة/ تقسيم الوزارات..الخ)، حيث شكل تقسيم الثروة والسلطة بين الجلابة من الوسط والشمال بالتناوب أساس لتداول السلطة المركزية بين أبناء الجلابة المندكورات العنصريين من الشمال والوسط النيلي، حيث لا يهمهم العلم فيها والدراية بالعمل والاختصاص بقدر ما يهمهم ابن الاسرة او العشيرة والوجاهة ليحظى بالراتب والامتيازات وتكريس الولاء المطلق للعقد الاجتماعي الذي يحافظ علي سياسة أمتياز الجلابة في الإستحواز المطلق علي الثروة والسلطة وكل ريعها الإجتماعي والثقافي.

في مقابل تلك الخطط العنصرية الجهنمية التي اعتمدتها النخب النيلية (السياسية التاريخية القديمة) معارضة وحاكمة ترك ابناء جبال النوبة في وضعية التهمهيش السياسي والاقتصادي والاجتماعي المتعمد، ووضعية الترميز التضليلي لمن تم إعادة صياغتهم ثقافيا وأجتماعيا ودينيا (عبيد الجلابة) ليكون مجرد ديكورا في السلطة التي أستحوزت عليها نخب الجلابة من النخب السياسية التاريخية القديمة.

أن نخب الجلابة النيليين (النخب السياسية التاريخية) هم المسؤلين عن جعل الجيش القومي (مجازا) ان تتحول الي مجرد جيش صفوي ومليشيا لخدمة طرح الدولة السودانية من أطارها الافريقي لمصلحة الدولة ذات الخصائص (عربية اسلامية نيلية) في شكلها الخارجي، وفي حقيقتها الداخليه هي مجرد قربة مقدودة تسعي الي الحفاظ علي الانظمة السياسية الديكتاتورية (العسكرية) التي تراعي وتحافظ علي مصالح المجموعات والقبائل الشمالية النيلية والوسط المستعرب علي حساب الشعوب الاخري، وأصرت هذه النخب علي المحافظ علي هذا الوضع كقاعدة صلبة للحفاظ علي قيادة الجيش ومجالسها العسكرية وهذا من الاسباب الجزرية لان تودع جبال النوبة هذه الكومة من القازورات الفكرية وتصبح دولة قائمة بذاتها.

ويلاحظ انه مع مرور السنوات العجاف للانظمة السياسية المدعومة من نخب الجلابة توالي الحقب السياسية التي تتماها معها غالبية نخب الجلابة السياسية (يمين ويسار) مرة تلو الاخري، والحقيقية المؤسفة هي لقد أستطاعت هذة النخب التاريخية السياسية للجلابة مدعومة بالتدخلات الخارجية من بعض دول الجوار (العروبية – الاسلاموية) التي كانت تحرص على مصالحها التي كانت ترعاها مختلف الأنظمة السياسة الديكتاورية من فرض سيطرتها على القرارات التي شكلت مواقف مفصلية في الدولة السودانية والتي كانت خصم علي أي فرصة للتطور الطبيعي والتنمية الاجتماعية لانسان وشعب اقليم جبال النوبة، وحرمتهم من المشاركة في السلطة بل حتي وصم الرؤي السياسية ومبادي الاحزاب المناطقية الاقليمية ومطالب السياسية للاحزاب والقادة التاريخين والسياسيين من جبال النوبة بالعملاء والخونة وبالخيانة التاريخية ووصمهم بالمخربيين والعنصريين مثل (انقلاب فيليب غبوش، والكتلة السوداء وحركة الزنوج الاحرار...الخ ) وغيرها والتي سنتاولها بالتفصيل لاحقا.

نواصل ،،،،،،