Post: #1
Title: لا يطيقون سيرتها لأنها اقتلعتهم من الكرسي الكيزان وثورة ديسمبر عداء يتجاوز السياسة
Author: عبد المنعم هلال
Date: 12-20-2024, 00:04 AM
11:04 PM December, 19 2024 سودانيز اون لاين عبد المنعم هلال-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر
هلال وظلال
منذ انطلاق شرارة ثورة ديسمبر المجيدة التي أنهت حكم الكيزان بعد ثلاثة عقود من الاستبداد والفساد والطغيان بات هذا التيار يضمر عداءً عميقاً لها. ليس عداءً سياسياً فحسب بل هو عداء متجذر في شعورهم بالهزيمة التاريخية والاقتلاع القسري من كرسي الحكم الذي اعتقدوا أنهم سيخلدون عليه. ثورة ديسمبر كابوس الكيزان الذي أقلق مضاجعهم ويرى الكيزان في هذه الثورة تهديداً وجودياً فقد كشفت فسادهم واستبدادهم للعالم أجمع وللشعب السوداني على وجه الخصوص ولم تكن ثورة ديسمبر مجرد احتجاجات أو حراك عابر بل كانت زلزالاً سياسياً واجتماعياً أزاح الستار عن استغلالهم للدين والسياسة ونهبهم لمقدرات البلاد لخدمة مصالحهم الخاصة ورغم سقوط نظامهم لم يتوقفوا عن محاولات تشويه الثورة بكل السبل وصفوها بـ(ثورة الخراب والدمار) واتهموها بأنها مدفوعة من الخارج وادعوا أنها السبب في أزمات البلاد الراهنة متناسين إرثهم الثقيل من الفشل الاقتصادي والحروب والفساد. لماذا يعادون سيرتها ..؟ لأن الحديث عن ثورة ديسمبر يذكرهم بلحظة فقدانهم السيطرة وضياع الكراسي وبأن إرادة الشعب السوداني قهرت طغيانهم. إنها رمز لوعي ثوري يخشونه لأنه يقف حائلاً أمام عودتهم للحكم لذا يعملون جاهدين لإسكات أي صوت يحتفي بهذه الثورة ويستحضر قيمها. عداء الكيزان للثورة لن يتوقف وسعيهم لاستعادة نفوذهم سيستمر وهذا يتطلب من القوى الثورية ومن كل السودانيين المؤمنين بالحرية والسلام والعدالة أن يتماسكوا ويحافظوا على وحدتهم وتماسكهم لإعادة ألق الثورة وقطع الطريق على الكيزان للعودة. ثورة ديسمبر لم تكن نهاية الطريق بل بداية جديدة لإعادة بناء الدولة السودانية على أسس العدالة والحرية والسلام. هي ملك الشعب السوداني ورمز لإرادة التحرر من الاستبداد، وعداء الكيزان لها لن يمحو هذه الحقيقة.
|
|