في التاسع عشر من ديسمبر تشرق في ذاكرة السودان شمس مجد لا تنطفئ تلك اللحظة التي صاغ فيها النائب عن دائرة بقارة نيالا غرب "عبدالرحمن دبكة" التاريخ بمقترحه العظيم لإعلان استقلال السودان من داخل قبة البرلمان في زمن تصارعت فيه القوى الدولية لتقسيم إرادة الشعوب كان دبكة شعلة وعي وجرأة متجاوزاً حسابات الخوف والانقسام ليضع بصمته في قلب معركة التحرر الوطني فمقترحه لم يكن مجرد كلمات بل إعلاناً عن ميلاد أمة حرة وشهادة على قدرة السودانيين على صياغة مصيرهم بأيديهم لطالما كانت قيادات الهامش في السودان منبعاً للتغيير وصوتاً للثورة حاملةً تطلعات الشعب في التحرر من كل أشكال الهيمنة والتهميش ومستلهمةً روح الأجداد الذين قادوا معارك الاستقلال والكرامة فعبدالرحمن دبكة ابن الهامش الأصيل كان رمزاً لهذه الروح حينما وقف بشجاعة داخل قبة البرلمان ليقترح استقلال السودان لم تكن خطوته مجرد إعلان سياسي بل تجسيداً لوعي الهامش وإرادته الصلبة في صياغة مستقبل الوطن واليوم يسير أحفاده من قيادات الهامش على نفس الدرب رافعين شعلة النضال ضد الاستبداد مستندين إلى إرث دبكة ومبادئه ومؤكدين أن الهامش سيظل قلب السودان النابض وقوة التغيير التي لا تنكسر فاليوم وفي معترك جديد لا يقل عنفواناً عن ذلك الماضي يقف أحفاد دبكة في صفوف الكفاح مواجهين قوى الظلام التي جثمت على صدر الوطن عبر الإسلام السياسي وميليشيات البرهان إن هذه المعركة ليست مجرد مقاومة لاستبداد راهن بل هي فصل ممتد من نضال طويل يطمح فيه السودانيون إلى التحرر الكامل من قيود القهر والاستغلال وفي مواجهة هذا الطغيان يكتب الشعب السوداني بدمائه ملحمة جديدة من الإصرار على بناء دولة مدنية تقوم على قيم الحرية والعدالة والمساواة عبدالرحمن دبكة لم يكن فقط رمزاً للاستقلال السياسي بل كان تجسيداً لعزيمة السودانيين التي تأبى الانكسار واليوم تُستلهم روحه في ميادين الكفاح ضد جيش البرهان وجماعاته الإرهابية التي حولت مؤسسات الدولة إلى أدوات للقمع والنهب وأحفاده اليوم يقفون على أكتاف هذا الإرث العظيم يحملون رايات التحرر من حكم الفرد واستبداد الأيديولوجيا متحدين تحت هدف مشترك هو بناء سودان يتسع للجميع إن معركة السودانيين اليوم ليست مجرد ثورة سياسية بل هي استعادة لكرامة الوطن التي لطّختها عقود من الاستبداد والظلم ؛ وإذا كان استقلال السودان لم يكن مجرد حدث بل كان تحولاً جذرياً في وعي الأمة فإن التحرر من نظام البرهان والإسلام السياسي هو انعطافة جديدة نحو وطن ينتمي لأبنائه؛ وطن يستمد قوته من تنوعه ووحدته ؛ وطن يبنى على أسس العدالة والإنصاف وسيادة القانون في كل شبر من أرض السودان تتردد أصداء الماضي المجيد في نضالات الحاضر مؤكدة أن روح عبدالرحمن دبكة لم تغب بل تتجسد اليوم في كل صوت حر وفي كل قلب ينبض بالأمل نحو فجر جديد إنها مسيرة لا تنتهي وإرث حي يتعاظم مع كل جيل ليبقى السودان كما كان دائماً أرضاً للحرية وموطناً للعزة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة