تسارعت الأحداث ضد بشار في سوريا.. و تتسارعُ ضد حميدتي في السودان.. كتبه عثمان محمد حسن

تسارعت الأحداث ضد بشار في سوريا.. و تتسارعُ ضد حميدتي في السودان.. كتبه عثمان محمد حسن


12-14-2024, 02:10 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1734181843&rn=0


Post: #1
Title: تسارعت الأحداث ضد بشار في سوريا.. و تتسارعُ ضد حميدتي في السودان.. كتبه عثمان محمد حسن
Author: عثمان محمد حسن
Date: 12-14-2024, 02:10 PM

01:10 PM December, 14 2024

سودانيز اون لاين
عثمان محمد حسن-السودان
مكتبتى
رابط مختصر







* يرى البعض الثورة الشعبية الهادرة في سوريا، ويتساءل عن عدم إظهار روسيا أي محاولة جادة لإنقاذ نظام بشار الأسد من براثن الشعب الثائر.. و أن إنهيار النظام تم بغتةً، ولا بواكي روسية عليه!

* ويتمنى هذا البعض حدوث إنهيار كامل للسلطة في السودان، بمثلما انهار نظام بشار.. وينسون أن بالسودان كمية من المرتزقة و [الشفشافة و الملاقيط!] يترصدون انهيار. الدولة السودانية..

* و لأنهم بلا بصيرة فإنهم لا يبصرون انهبار ميليشيا الجنجويد بسرعة خاطفة في السودان حالياً... و يخطئون تقدير الاحداث و يقلِّبون الصورة بوضع سلطة الشرعية الشعبية الحالية في السودان محل ميليشيا الجنجويد المنبوذة شعبياً.. و قطعاً سوف يجدون الصور متشابهة بشكل متطابق عند تقليب الوقائع..

* غير أنهم لا يتجاهلون إرادة الشعوب كآلية لازمة لاحداث التغييرات، خاصةً الجذرية منها، لكنهم يخطئون التصوير!..

* إن الشعب السوداني يريد تغييراً جذرياً، غير مهادنٍ أبداً، وليس بمنآىً عن محددات أهداف ثورة ديسمبر المجيدة التي أسقطت نظاماً استبدادياً غاشماً و أسقطت معه مجموعة من المنتفعين الدائرين حوله.. ولا شك في أن الشعب السوري يريد التغيير وفق محددات معلومة لديه بعد نصف قرن من حكم طائفي شمولي غاشم..

* لقد تأذى الشعب السوري طويلاً من نظام بشار، وهو نظام مبني على (الممانعة) ضد إسرائيل والدول الغربية، إلا أن قوة النظام كانت مبنية على قمع الشعب وإذلاله وقهره وإجباره على الدفاع عن تلك (الممانعة)، حفاظاً على النظام نفسه..

* وطال أمدٌّ القمع والقهر وحدث شرخ كبير، مستحيل التجسير ، بين الشعب السوري و بين طائفة العلويين (١٠%)، من جهة، وببن المجموعات السنية (٨٧%) ومجموعات ومذاهب دينية أخرى (١٠%) ، من جهة مقابلة....

* و على الذين يجرون المقارنات أن يدركوا أن النمط الطائفي والمذهبي الموجود في سوريا لا شبيه له في السودان..

* وقد يتساءلون عما إذا كانت الثورة السورية ثورة سنية ضد الطائفة العلوية التي شطح دستورها، غير المكتوب، بالابتعاد الصارخ عن الأسس التي بُتي عليها الاسلام، أم يا تراها ثورة شاملة شاملة جميع الطوائف والمذاهب الدينية؟

* والرد هو أنها ثورة جذرية شعبية شاملة..

* ولأن الشعب هو الآلية اللازمة لاستقرار دولة ما أو لإحداث أي تغيير جذري فيها.. فإن الواضح إنعدام تلك الآلية لدى ميليشيا الجنجويد والقحاتة للاستقواء بها داخل السودان لاقتحام الخرطوم كما اقتحم السوريون دمشق؟

* فمن فضلكم، لا تربطوا الأحداث ببعضها ربطاً (فسيولوجياً) سريعاً، فتتوقعوا حدوث إنهيار في الخرطوم يتبع إنهيار النظام السوري وبالمسطرة..

* هذا لن يحدث!

* أما عن العلاقات الروسية السورية، فإن روسيا كانت قد هيأت نفسها لحدوث إنهيار ما للنظام السابق.. وتواثقت مع قادة المعارضة السورية المسلحة على تأمين القواعد العسكرية الروسية و مؤسساتها الدبلوماسية بالأراضي السورية، وفق الاتفاق المبرم ببنها وبين النظام السابق بمنحها الحق في استخدام قاعدة (حميميم) لأجلٍ غير مسمىً..

* و قد استخدمت روسيا تلك القاعدة مراراً لقصف قوات المعارضة السورية قبل سقوط بشار .. وتضم القاعدة مقاتلات ومروحيات حربية إضافة إلى منظومات صواريخ متنوعة..

* وقبل سقوط النظام، قلّصت روسيا حجم قواتها في القاعدة، لتركِّز مجهودها الحربي على الحرب في أوكرانيا، إذ كانت تكلفة تشغيل القاعدة عالية جداً و كانت بدون عائد اقتصادي أو عسكري يجيب (حقها)!

* أما عن تكلفة تعاطي روسيا مع السلطة الحاكمة (شعبياً) في السودان، فإن هناك عائد اقتصادي قائم الآن و عائد استراتيجي عسكري ، منظور ، لصالح الاقتصاد الروسي وصالح العسكرية الروسية.، و هناك عوائد اقتصادية أخرى محتملة ، علاوة على التوجه الروسي التوسعي في الجغرافية السياسية في إفريقيا..

* وما زيارات وزير الخارجية الروسي، لافروف، لعدد من دول الساحل الأفريقي التي انسلخت من فرنسا ، وآخرها دولة تشاد التي رسمت طريقها للانسلاخ.. ما تلك الزيارات إلا رأس الجليد للتطلعات الروسية في أفريقيا..

* و من المشاهًد فإن روسيا تعتبر السودان مركزَ ثقلِها في أفريقيا Center of gravity!

* أبها الناس، لا تخلطوا الوقائع عندما تسدرون في أحلامكم و تمنياتكم المعقوفة!