Post: #1
Title: قانون الأقوياء الدولي الظالم كتبه عبدالرحمن محمـــد فضــل
Author: عبدالرحمن محمد فضل
Date: 12-03-2024, 05:40 PM
04:40 PM December, 03 2024 سودانيز اون لاين عبدالرحمن محمد فضل-السعودية مكتبتى رابط مختصر
عمود ظِلَال القمــــــر عبدالرحمن محمـــد فضــل [email protected]
لم تكن غالب الحروب أبدا في يوم من الأيام إنسانية اي بغرض رفع الظلم عن المظلموين واعادة الحق الي اهله هذه النوعية من الحروب غالبها كان يقودها الانبياء والرسل لدعوة الناس لعبادة الله الواحد الاحد ومحاربة الشرك والظلم وان الشرك لظلم عظيم ، اما غير ذلك فنجد غالب الحروب ظالمة تفتقد للانسانية لذلك قرر العالم بعد الحرب العالمية الثانية أن يكون متحضرا، فجاء بما يسمي (ميثاق الأمم المتحدة) ليؤكد حرصه على إنقاذ الأجيال القادمة من ويلات الحروب وفظائعها لكنه كرر خطأ عصبة الأمم، فأعطى (خمسة أعضاء حق النقض، ليقوض بذلك إرادة الشعوب) ، "انها لقسمة طيزي وظلم عظيم" وليصبح رهينة بيد الأقوياء، ولتصبح العدالة نسبية ومتغيرة. لم يدقق الميثاق في أعراف وقوانين أوروبية الأصل، بل جعلها قانونا للبشرية جمعاء، وهي تتراكم منذ زمن ذلك الإسباني "فرنسيسكو فيتوريا" في القرن الخامس عشر، مشرعن حق الإعتداء على الغير ومصادرة أملاكهم، من خلال تقسيم العالم إلى شعوب متحضرة وغير متحضرة، فاتحا الباب أمام مبدأ أرض بلا سكان، فالدول الأوروبية المحتلة صاحبة مصطلح اكتشاف الشعوب طبقت قوانين التحضر هذه، بأنه يحق لها إذا ما قاومها سكان الأرض أن تقتلهم وتخضعهم بالقوة، ونهج كذلك مشرعين أوروبيون هذا النهج، من أبرزهم " غروتيس" الهولندي المسمى أبو قانون البحار الذي شرعن لبلاده أن تستولي على ما تريد، لكونها الأقوى بحريا هكذا تعززت هيمنة أوروبا، مما سمح لها بأن تنظر الي الإمبراطورية العثمانية آنذاك بانها غير متحضرة، لكن بعد الحربين العالميتين وظهور قوى أخرى تمثلت بالإتحاد السوفياتي، بدأ القانون الدولي يتغير في الشكل، إنما ليس في الجوهر، فقد طعن المشرعين السوفيات بمعظم الأعراف والإتفاقيات المتشكلة في أوروبا، لأنها نتاج علاقات قوى غير متكافئة، وأنكروا إلزاميتها، وقبلوا أعرافا أخرى ما دامت تحقق مصالحهم وللاسف نجد ان الدول المستضعفة لم تستطع المجادلة، بل ألزمت بهذا القانون إلزاما هذا الواقع القانوني يفسر لنا بجلاء موقف الغرب في غزة، وانتهاك إسرائيل للقانون الدولي، لدرجة أن وزير الدفاع الإسرائيلي استرجع مفهوم التحضر القديم، فوصف أهل غزة بالحيوانات، وأعاد للأذهان شرعنة ذلك الإسباني فيتوريا بسحق غير المتحضرين، ولو استدعى الأمر قطع الماء والكهرباء، ومنع الغذاء وقتل الأطفال، وهاهو السودان يعيش في صراع دامي وظلم للانسان والمجتمع الدولي لايري الا مصالحه فقط ولا يهمه ابدا الإنسان سواء كان في غزة او السودان او باكستان او اليابان، لماذا ترضي دول العالم بحق النقض الفيتو لهؤلاء الدول الخمس لماذا لا تثور بقية دول العالم ضد هذا القانون الوضعي الظالم الذي وضعه الانسان الظالم لكي يمارس مزيد من الظلم وقتل وتشريد وتجوع كثير من الشعوب.
|
|