تزداد معاناة المواطنين الذين يقطنون أحياء مدينة جوبا ، عاصمة دولة جنوب السودان في الشهر و الأسابيع الأخيرة التي تسبق أعياد الكريسماس وراس السنة الميلادية ، و بخاصة الاحياء الطرفية ، حيث تتحول إلى بؤرة لنشاط المجرمين المسلحين ، حيث ينتظر هؤلاء الفئة من الناس حلول ساعات الليل بفارغ الصبر ، حيث يمثل الليل شريكهم الذي يساعد في ستر جرائمهم عن أنظار السلطات الحاكمة ، حيث تمثل كافة المنازل ؛ مستورة الحال أو غير مستورة الحال ، هدفاً رغماً عن أنف ساكنيها تحت تهديد السلاح الناري ، و الغريبة أن السلطات الحاكمة تسمع بجرائم متتالية في حي معين ، و لا تحرك ساكنا ، يدل على شيء من الجدية في ذلك الحي لمجابهة خطر هذه الفئة ، مما أدخل المواطن في جوبا في حيرة ، فهو يتساءل : هل أصبحت روحه و ماله مباحاً لهؤلاء ؟ هل هو يعيش فعلاً في ظل دولة ؟ أم في ظل لا دولة ؟ لأن وجود الدولة لها تبعات معينة ، و عدم وجودها أيضاً لها تبعات معينة مختلفة ، فهو يريد معرفة الحقيقة ، لأن الأمر قد تجاوز حده . إن مسألة الأمن هي أحد أهم المسائل في دساتير الدول ، و غيابه يمثل أكبر خطر على وجود الدول ، حيث يقول التأريخ أن دخول الامبراطوريات في حالة السيولة الأمنية هو أول بادرة من بوادر زوالها و كذلك الدول في العصر الحديث ، فلا بد من أن تتعامل الدول مع مسألة الإنحلال الأمني بكل حزم ، و تظهر كل الجدية في التصدى له للحفاظ على كيان الدولة ، فالحكومة الاتحادية و حكومة ولاية الاستوائية الوسطى مطالبان بالجلوس كل مرة ، في كل سنة قبل شهر من أعياد الكريسماس ، لوضع خطة أمنية مشتركة لتأمين كافة أحياء جوبا من نشاط المجرمين ممولة من الطرفين ، و يشارك فيها كافة الأجهزة الأمنية ، و يشرف عليها الجهات العليا بصورة مباشرة ، هذه هي الطريقة المثلى لإقناع المواطنين و المجرمين بأن الإجرام طريق خطر و وعر للثراء ، فعليكم إلتماس طرق أخرى للكسب حفاظاً على أرواحكم و سلامتكم ، و دمتم آمنين سالمين ، حكام و محكومين في جوبا في عيدكم القادم .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة