Post: #1
Title: العوامل التي عرقلت الانتقال الديمقراطي وأشعلت فتيل الحرب في السودان كتبه الطيب الزين
Author: الطيب الزين
Date: 11-25-2024, 11:23 AM
10:23 AM November, 25 2024 سودانيز اون لاين الطيب الزين-السويد مكتبتى رابط مختصر
كشفت الحرب الحالية في السودان عن ثلاث عوامل رئيسية عرقلت مسيرة التحول المدني الديمقراطي. أولاً: فلول النظام السابق، ثانياً: انتهازية القوى السياسية، وثالثاً: التدخل الخارجي. فلول النظام السابق بعد اندلاع ثورة ديسمبر المجيدة في نهاية عام 2018,، كان لقائد قوات الدعم السريع موقف تاريخي لن ينساه الشعب السوداني. فقد رفض الخضوع لتوجيهات الطاغية عمر البشير، وأعلن في خطاب له أمام الملأ أن قواته لن توجه سلاحها نحو صدور المساكين والغلابة، بل نحو الفاسدين الذين سرقوا اموال الشعب، وفي ذلك الخطاب ذكر أسم مجرم الحرب أحمد هارون وقال يجب أن يكون محله الطبيعي السجن. هذا الخطاب ساهم بشكل كبير في بث الحماس في نفوس الثوار الذين نجحوا في الإطاحة بنظام البشير في 2019. ومع إختفاء البشير عن المشهد الرسمي، إعتقد الكثيرون أن السودان دخل مرحلة جديدة نحو الديمقراطية. لكن فلول النظام السابق ما زالوا حتى الآن يحتفظون بنفوذ واسع في مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والدبلوماسية والإعلامية. هؤلاء يسعون للحفاظ على مصالحهم التي جنوها في عهد الطاغية، وينخرطون في نسج المؤامرات وبث الخطابات العنصرية والجهوية لقتل الحس الوطني وزعزعة الإستقرار وإعادة تشكيل المشهد السياسي بما يخدم أجندتهم. العامل الثاني وهو إنتهازية القوى السياسية. إنتهازية القوى السياسية في تجسدت الالتزام بالحياد والفرجة خلال الحرب القذرة التي تعصف بالبلاد. هذه القوى، التي تصدرت المشهد بعد نجاح الثورة، لم تظهر رؤية واضحة أو مبادئي ثابتة، مما ساهم في تمرير مخططات قوى الردة والظلام. إن هذا الوضع يعكس إفتقارها للتنسيق والتعاون الضروريين لإنهاء النزاع، ويزيد من حالة الإحباط بين المواطنين الذين يتطلعون إلى قيادة مسؤولة. العامل الثالث: التدخل الخارجي يعد التدخل الخارجي عاملاً آخر زاد من تعقيد الأوضاع في السودان. العديد من الدول الإقليمية والدولية لها مصالح خاصة في البلاد، وغالباً ما ترتبط هذه المصالح بنهب ثروات السودان الوطنية. في ظل الفوضى وعدم الإستقرار، كما كان الحال في عهد البشير، تستغل بعض الدول هذه الظروف لتحقيق أهدافها. على وجه الخصوص، نظامي عبد الفتاح السيسي وأسياس أفورقي اللذان يسعيان إلى القضاء على الثورة السودانية التي وحدت الشعب وأظهرت وعيه تجاه المؤامرات التي تحاك ضده. في ظل هذه التعقيدات، يجب على جميع أبناء وبنات الشعب السوداني أن يتحدوا ويعملوا معاً من أجل مستقبل أفضل. يتطلب ذلك من الجميع تجاوز الإنقسامات لمواجهة المؤامرة الشريرة التي ينفذها البرهان بأسم الجيش المختطف. إن الإنتقال المدني الديمقراطي ليس مجرد خيار، بل هو ضرورة ملحة لبناء وطن تسوده الحرية والعدالة الإجتماعية والسلام وصون قرارنا الوطني. القضية، قضية وطن لن تقبل الصمت والفرجة والحياد. والله سنبقى نقاتل من أجلك يا وطن حيثما كنا حتى تتحقق أهداف الثورة في الحرية والعدالة والسلام الثورة مستمرة .. ونصر حليف الأشاوس حملة راية ثورة ديسمبر المجيدة ✌️
|
|