سؤال في صلب فلسفة تاريخ الأديان السماوية بقلم المهندس أحمد نورين دينق

02:58 PM November, 19 2024

سودانيز اون لاين
أحمد نورين دينق-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

البعض يحتفي بالإجابات النموذجية لبعض الأسئلة المهمة في حياتنا ، و لكن ، خبراتي في الحياة ، دلتني بأن طرح الأسئلة الجوهرية أهم بألف مرة من عملية الإدلاء بالأجوبة النموذجية ، لأنها ، تفتح نوافذ جديدة للمعرفة الإنسانية ما كانت تتاح لولا دخول ذلك السؤال الجوهري المهم ... و من هنا ، نجد أن العبقرية ، لا تتوقف فقط ، على القدرة على إنجاز الإجابة النموذجية و الصحيحة كما يعتقد الأكثرية ، و السؤال مفتاح المعرفة ، لأنه يسبق الإجابة ، كما يسبق الداء الدواء .. فليحرص الجميع في الأسرة على زرع التساؤل في الأطفال الصغار ، بدوام طرح الأسئلة أمامهم ، بغرض تعليمهم فضيلة السؤال ، فيتعلمون طرح الأسئلة في كل صغيرة وكبيرة من تفاصيل حياتهم ، و ذلك لعمري سهم عظيم في حقل المعرفة الإنسانية ، سيستفيد منه الجميع في مستقبلهم ، و مستقبل الإنسانية على حد سواء . السؤال الجوهري الذي يطرح نفسه بقوة في داخل أعماق نفسي ، و وددت أن أشرك الجميع من أتباع الديانات السماوية بالإجابة عليه ، هو سؤال يقفز على الأذهان المتأملة في قصة سيدنا: نوح عليه السلام ، فهذه القصة لها تواجد في معظم الأديان السماوية ، فقد ورد فيها أن له القليل من الأتباع الذين آمنوا بدعوته التي إستمرت زهاء ٩٥٠ سنة ، و ضمن هذه القلة ؛ ثلاثة من أبنائه و هم : سام ، حام ، يافث ، أما الابن الرابع: كنعان ، فلم يؤمن ، فكان من المغرقين ، و لفظة : قليل هي عكس لفظة : ثلة ؛ و التي تعني : الكثرة ، و هي في العدد أكثر من لفظة : بضع ، و التي تعني : أكثر من واحد و أقل من عشرة . فإذا كان أتباع سيدنا نوح عليه السلام من غير أبنائه ممن نجاهم الله مع نبيه في السفينة فوق العشرة من الرجال والنساء من غير أبناء سيدنا نوح عليه السلام ، و لم يثبت أنهم كانوا عقيمين لا يستطيعون الإنجاب ، فلماذا يقصر التأريخ النسل البشري على أبناء نوح الثلاث الناجين و يتجاهل نسل المؤمنين الذين نجوا مع نوح عليه السلام في السفينة ؟
E_M : [email protected]