تجلت وقاحة روسيا في إستخدامها الفيتو ضد قرار يدعو لوقف إطلاق النار في السودان، مما يعكس سياسة تفضيل الفوضى على السلام. مشروع القرار الذي أعدته بريطانيا وسيراليون دعا الأطراف المتنازعة في السودان إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية، مما يبرز سقوط دعاة الحرب الذين يفرحون باستمرار النزاع الذي يحصد أرواح السودانيين. كيف يمكن لروسيا أن تستخدم حق النقض (الفيتو) لإسقاط مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي الذي يهدف إلى حماية المدنيين من النزاع الذي يمزق البلاد منذ أبريل/نيسان 2023؟ كان مشروع القرار يدعو الأطراف إلى "الوقف الفوري للأعمال العدائية والالتزام بحسن نية بحوار" يمكن أن يؤدي إلى خفض التصعيد والتوصل إلى اتفاق عاجل على وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني. كما ناقش مجلس الأمن مشروع القرار الذي دعا إلى تنفيذ الالتزامات السابقة لحماية المدنيين وإيقاف العنف بكل أشكاله المرتبط بالصراع، بالإضافة إلى السماح بوصول إنساني سريع وآمن إلى جميع أنحاء السودان. وقد حث القرار الدول الأعضاء على تجنب أي "تدخل خارجي يثير الصراع وعدم الاستقرار"، مطالباً جميع الأطراف باحترام الحظر المفروض على نقل الأسلحة إلى دارفور. تجدر الإشارة إلى أن الصراع الذي اندلع بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل/نيسان 2023 أودى بحياة عشرات الآلاف وشرد أكثر من 11 مليون شخص. وفقاً للأرقام الصادرة عن الأمم المتحدة، يواجه 26 مليون شخص في السودان نقصاً حاداً في الغذاء. إن إستخدام روسيا لحق الفيتو في مجلس الأمن يوضح مدى تورطها في الجرائم التي أشعل فتيلها فلول النظام السابق، مما يعوق نجاح مسيرة الإنتقال الديمقراطي في السودان. يؤكد هذا الموقف على إستثمار روسيا في الأزمات وتفضيلها لإستمرار معاناة الشعب السوداني الناجمة عن الحرب، مما يكشف عن تواطؤها مع الأنظمة الاستبدادية في المنطقة. إن هذه اللحظات التاريخية تتطلب منا جميعاً إدراك الأبعاد الحقيقية للحرب، والتأكيد على أهمية دعم حقوق الإنسان والحفاظ على السلام. كما نطالب جميع دعاة السلام في العالم برفع أصواتهم ضد التدخل الخارجي الذي يعمق معاناة الشعب السوداني ويحطم آماله في مستقبل أفضل. كما نؤكد مهما فعل الأشرار، سيبقى الحق منتصراً على الباطل، بإرادة الشعب السوداني الجسور.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة