ضياع السودان على أيدي الكيزان.. بين انقلاب 30 يونيو وخيبات 25 أكتوبر واشتعال 15أبريل كتبه

ضياع السودان على أيدي الكيزان.. بين انقلاب 30 يونيو وخيبات 25 أكتوبر واشتعال 15أبريل كتبه


11-16-2024, 01:41 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1731717716&rn=0


Post: #1
Title: ضياع السودان على أيدي الكيزان.. بين انقلاب 30 يونيو وخيبات 25 أكتوبر واشتعال 15أبريل كتبه
Author: عبد المنعم هلال
Date: 11-16-2024, 01:41 AM

00:41 AM November, 15 2024

سودانيز اون لاين
عبد المنعم هلال-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



هلال وظلال


ضياع السودان على أيدي الكيزان..
بين انقلاب 30 يونيو وخيبات 25 أكتوبر واشتعال 15أبريل

تعتبر الأحداث المفصلية التي شهدها السودان منذ استقلاله نقاطاً رئيسية في تشكيل الواقع الذي وصل إليه اليوم لكن هناك نقاط سوداء تركت أثراً عميقاً في تاريخه الحديث حيث بدأ السودان في الانهيار في 30 يونيو 1989 ثم تأزم الوضع أكثر في 25 أكتوبر 2021 وصولاً إلى نقطة اللاعودة في 15 أبريل 2023 وبين هذه الأحداث المتتابعة ظل العامل المشترك في كثير من هذه الكوارث والمصائب هو النظام السابق وما يعرف بالكيزان.
في 30 يونيو 1989 استولى نظام (الإنقاذ) الكيزاني على السلطة عبر انقلاب عسكري بقيادة عمر البشير بدعم مباشر من الحركة الإسلامية السياسية ولم يكن هذا الانقلاب مجرد تبدل في السلطة بل كان بداية لعقود من الحكم القمعي الذي أجهض الديمقراطية وضيق على الحريات وسعى لفرض أيديولوجية دينية متطرفة وعمل النظام على تفكيك المجتمع وإضعاف مؤسسات الدولة حيث شهدت البلاد استنزافاً غير مسبوق لمواردها وتحولت إلى ساحة صراعات وحروب أهلية أرهقت الشعب السوداني وجعلت من السلم الاجتماعي حلماً بعيد المنال.
ثم جاءت ثورة ديسمبر 2018 المجيدة كصوت شعبي قوي يطالب بالحرية والسلام والعدالة وأسقطت نظام الإنقاذ في أبريل 2019، محققة انتصاراً جزئياً على الكيزان لكن الحلم السوداني بمدنية شاملة اصطدم في أكتوبر 2021 بعودة قوى الثورة المضادة حيث جاء الانقلاب العسكري ليعيد عقارب الساعة إلى الوراء ورغم وعود السلطة الانتقالية بمستقبل أفضل تحول الوضع إلى مأساة أخرى للشعب السوداني حيث فشلت السلطة الجديدة في الاستجابة لتطلعات الشعب مما جعل السودان يواجه تحديات اقتصادية وسياسية تفاقمت يوماً بعد يوم.
مع اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023 دخل السودان في مرحلة جديدة من الانهيار الشامل وتحولت العاصمة الخرطوم ومدن أخرى إلى ساحات حرب بين قوات الجيش والدعم السريع وعاش السودانيون تحت رحمة المعارك الضارية التي لم تستثني أحداً كانت الكارثة أكبر من أي حدث سابق حيث تعرضت البنية التحتية للتدمير وتدهور الوضع الإنساني إلى مستويات مأساوية واضطر الملايين إلى الفرار والنزوح بحثاً عن الأمان وفي هذه المرحلة تأكد أن السودان ضاع تماماً وأن آمال الشعب في بناء دولة مستقرة باتت حلماً صعب المنال ويبقى القاسم المشترك بين كل هذه الأحداث والمصائب هو ما خلفه نظام الكيزان فقد شكل هذا التيار عائقاً أمام التحول المدني والتغيير وعمل على تمكين نظامه عبر عشرات السنين من خلال السيطرة على مفاصل الدولة واستنزاف مواردها لصالح الفئة الحاكمة. كان الكيزان بمثابة جذور عميقة لمشاكل السودان حيث ساهموا في نشر الفساد والإفساد وأدى وجودهم إلى زعزعة الاستقرار وتفكيك مؤسسات الدولة وتدمير النسيج الاجتماعي حتى بعد سقوط النظام ظلت آثارهم حاضرة وتؤثر في المشهد السوداني الراهن.
رغم هذا التاريخ الحزين والتدمير الممنهج الذي اتبعه الكيزان في حق البلاد فإن أمل السودان يكمن في وعي الشعب وتصميمه على عدم تكرار أخطاء الماضي فقد أظهر الشعب السوداني عبر تاريخه قوة وإرادة للتغيير كما أثبت أنه لا يستسلم بسهولة ويظل مستقبل السودان مرهوناً بمدى قدرته على تجاوز هذه المراحل المظلمة وإيجاد قيادة وطنية قادرة على النهوض بالدولة وتحقيق تطلعات الشعب في الحرية والسلام والعدالة.