مشروع "MENA 2050" وتأثيره على السودان في ظل التحديات السياسية والاجتماعية

01:48 PM November, 12 2024

سودانيز اون لاين
زهير ابو الزهراء-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

يعد مشروع "MENA 2050" أحد المشاريع الإقليمية الطموحة التي تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (MENA). من خلال التركيز على أهداف حيوية مثل الأمن الغذائي، والطاقة النظيفة، والتعليم الرقمي، والبنية التحتية، يسعى المشروع إلى التصدي للتحديات الكبرى التي تواجه المنطقة، مثل التغير المناخي والنمو السكاني المستمر. إلا أن هذا المشروع، رغم طموحاته، يواجه تحديات كبيرة، خاصة في ظل الصراع مع المشاريع الأخرى على المستوى الإقليمي والدولي، إلى جانب ردود الفعل المتباينة من النخب السودانية في المجتمعات الفقيرة.
فكرة المشروع وأهدافه الأساسية
تتمثل فكرة مشروع "MENA 2050" في خلق إطار عمل إقليمي يمكن من تحقيق تنمية مستدامة وشاملة للمنطقة عبر تبني سياسات مبتكرة لمواجهة التحديات البيئية والاقتصادية. يركز المشروع على عدة محاور رئيسية مثل:
الأمن الغذائي تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي في الدول المشاركة.
الطاقة النظيفة تعزيز استخدام مصادر الطاقة المتجددة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
البنية التحتية تطوير البنية التحتية في مجالات النقل والمياه والاتصالات.
الاقتصاد الرقمي تعزيز تقنيات المعلومات والاتصالات والابتكار في قطاع التعليم.
هذه الأهداف الطموحة تسعى لتقديم حلول إقليمية للمشاكل المستعصية مثل استنزاف الموارد الطبيعية، وارتفاع معدلات الفقر، والنمو السكاني السريع، فضلاً عن التحديات المرتبطة بالتغير المناخي.
التحالفات والشركاء الحاليين
يستند المشروع إلى تحالفات قوية مع مجموعة من الشركاء الدوليين والإقليميين مثل البنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إضافة إلى تعاون مع الجامعات والمؤسسات البحثية المحلية في المنطقة. كما يعتمد المشروع على الشراكة بين الحكومات، القطاع الخاص، والمنظمات الدولية لتحقيق أهدافه الاستراتيجية. تُعد هذه التحالفات ضرورية لتوفير الدعم الفني والمالي اللازم لتنفيذ المبادرات الكبرى، إضافة إلى بناء مشاريع صغيرة تركز على تعزيز القدرات المحلية للمجتمعات.
التحديات ومدى قبول المشروع لدى النخب في المجتمعات الفقيرة
بينما يلقى المشروع دعمًا كبيرًا من النخب السياسية والاقتصادية التي تدرك قيمته في معالجة قضايا التنمية المستدامة، إلا أنه يواجه صعوبة في قبول المجتمعات الفقيرة، خصوصاً في الدول التي تعاني من عدم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي. تواجه هذه المجتمعات تحديات في فهم المشاريع الكبرى التي قد تبدو بعيدة عن احتياجاتها اليومية.
في السودان، على سبيل المثال، يعاني العديد من المواطنين من الفقر المدقع، ولا يشعرون بالارتباط المباشر بالمشروعات التي قد تنفذ ضمن "MENA 2050". لذا فإن نجاح المشروع يتطلب زيادة الوعي بين هذه الفئات، مع التركيز على تحقيق فوائد ملموسة مثل خلق فرص عمل وتحسين الوضع المعيشي من خلال دعم الزراعة والتعليم.
دور المثقفين ونخب المجتمعات في إنجاح المشروع
يمكن أن يكون للمثقفين دور محوري في تسهيل قبول مشروع "MENA 2050" بين المجتمعات المحلية. من خلال توعية الجمهور بمزايا المشروع، يمكن للمثقفين مساعدة الناس على فهم كيفية تأثير هذه المبادرات على حياتهم اليومية. يمكن للكتاب والمفكرين السودانيين مثل سلوى دلال الله وولاء عصام البوشي أن يساهموا في ربط المشروع بالقضايا المحلية، مما يعزز من قدرة السودان على الاستفادة منه.
النقد من اليسار السوداني لمشروع "MENA 2050"
اليسار السوداني يعبر عن شكوك كبيرة حول الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية لمشروع "MENA 2050"، معتبرًا أنه يمثل امتدادًا للسياسات النيوليبرالية التي قد تزيد من تبعية السودان للقوى الاقتصادية الكبرى. يعتقد بعض المفكرين أن المشروع قد يؤدي إلى تعزيز الهيمنة الرأسمالية على الموارد المحلية، ما قد يوسع الفجوة الطبقية ويزيد من الفقر في المجتمعات الريفية. من وجهة نظرهم، فإن انخراط السودان في تحالفات اقتصادية متقدمة قد يضغط على الحكومة لتبني سياسات تتعارض مع احتياجات الفقراء.
دور الصحافة السودانية في تحليل مشروع "MENA 2050"
تلعب الصحافة السودانية دورًا مهمًا في نشر الوعي حول مشروع "MENA 2050". الصحفيون السودانيون ينطلقون في تحليلهم من عدة محاور رئيسية تشمل تقييم تأثير المشروع على السيادة الوطنية للسودان، وفحص انعكاساته الاقتصادية على الطبقات الاجتماعية، بالإضافة إلى تسليط الضوء على المخاطر البيئية المحتملة. في ظل غياب التغطية الواسعة في الإعلام التقليدي، تساهم الصحافة المستقلة عبر منصاتها الإلكترونية في تقديم تحليلات متوازنة تتيح للجمهور السوداني فهم المشروع وأثره المحتمل.

ويبقى مشروع "MENA 2050" فرصة حقيقية للنمو المستدام في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لكن نجاحه في السودان يتوقف على عدة عوامل، أبرزها دعم النخب السياسية والمثقفين وتعزيز الشفافية في تنفيذ المشاريع المحلية.
من خلال إدارة هذا المشروع بما يتماشى مع احتياجات الشعب السوداني، يمكن أن يسهم "MENA 2050" في توفير حلول طويلة الأمد للتحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها السودان.