الصراع الأيدلوجي بين الشيوعيين والأسلاميين ظل وسيظل هو من أهم الأسباب التي قادت السودان لوضعه البائس الحالي ، صراع العنف اللفظي والبدني وبعيدا عن الأساليب الديمقراطية المتعارف عليها في المجتمعات المتحضرة التي تحترم الحق في إمتلاك الفكرة وصاحبها وحقه في الدفاع عنها ونشرها هو مايقود لفرض الديكتاتوريات والحروب ، وفي ظني أن حل تلك المعضلة يكمن في تأسيس شعور أجتماعي حقيقي بأحترام فكرة الدولة المدنية وأسلوب تبادل وقبول أي فكر مهما كان طالما لا يخالف قواعد الديمقراطية وأحترام الحقوق المدنية . عشنا في السودان كشعوب متباينة مختلفة في الأثنية والثقافة وحتي علي مستوى النوع ومارسنا عنصرية علي كل تلك المستويات لكن ذلك لم يكن سببا لتهتك نسيجنا الأجتماعي ، كنا نتقدم رويدا نحو التقبل والتعايش بسماحة كبيرة لكن ماعمق الجراحات وباعد الشقة وهتك النسيج لدرجة نشوب الحرب العنصرية بكل مايحمل الوصف من تحديد هو نشوب حرب أخلاقية وفكرية عنيفة بين التيارين السياسيين أعلاه ، صراع الشيوعيين والأسلاميين ، ومالم يتخلص كلاهما من أحمال وأوهام أمتلاكهما الحقيقة المطلقة وتوهم فرض تلك الفكرة بالحسنى أو بالأعنف وتواريا في بعض الأحيان خلف دسر وأستار الديمقراطية وتوسلا للحظة فرض الفكرة غصبا وعنفا بمجرد أمتلاك السلطة لن نصل ابدا لسلام لبلادنا ، مع الأعتبار تماما للفرق الكبيير بين ممارسة السياسة بين الحزبين ومدى عسف وعنف الأسلاميين وتجربتهم الماثلة القريبة . نحتاج في مجتمعنا للجلوس لتحاور ونقاش حقيقي وبتجرد ، يحتاج كل فرد وكل مؤسسة مدنية أو حزبية أو حتي علي مستوى العقيدة العسكرية لأن نقتنع بصدق أن لا حل ولاسبيل للحفاظ علي بلادنا وأنسانها إلا بالأيمان بالديمقراطية أسلوبا للحياة وبحق أي فرد سوداني في أمتلاك فكرته وحقه في الدفاع عنها وتداولها ونشرها بسلام بشرط أن لاتحوي تلك الأفكار أي أتجاه للفرض غصبا حتي لو بدعاوي دينية وأفتراض أمتلاك حق إلاهي . والحرب الدائرة الان هي مجرد البوتقة الملتهبة والتي ستصهر وتزيب وتبخر كل العفن العنصري وستصل بنا جميعا بعد حين للأقتناع لاسبيل للحياة ألا بتقبل بعضنا البعض . الحرب شر مطلق لكن بداخلها بزر خير فلا نبتئس ، وهي دعوة للتفكر والتأمل والأيمان بأن الفجر قريب وآت لا ريب .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
سهيل احمد الارباب
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست