تلعب المنظمات الإنسانية الطوعيه الخيرية المحليه دورا" حيويا" في حياة المجتمعات التي تتعرض للكوارث من صنع الله ك«الزلازل،البراكين،الفيضانات،الريح العاتي....الخ» وأخرى أشد إيلاما" من صنع الإنسان ال«Man made disastrous » ك«الأمراض،الفقر،الحروب اللعينة» ونظيراتها من الكوارث الأخرى.
تهتم المنظمات الإنسانية بتقديم العون للمحتاجين في مجالات عدة ك«الطبية،التعليمية،الأكل،خدمات المياة،الزراعية،» وأخرى مختصة بتوزيع مواد غير غذائية ال«Non Food Items-NFI».
معظم هذه المنظمات غير ربحية «Non-profit organizations» أي طبيعة عملها تحمل صبغة إنسانية وأخرى قد تكون ربحية وإن تدثرت بثياب الإنسانية بينما بعضها لا تعمل للأهداف الإنسانية وحدها بل قد تدير مهام إستخباراتية تحت زريعة العمل الإنساني وهذه النقطة بالذات ظهرت بصورة مكثفة وواضحة لكل العاملين مع الوكالات الإنسانية الدولية بإقليم دارفور في العام 2009 بعد طرد البشير للمنظمات الإنسانية العامله هناك وإستبدالها بأخرى وطنية حسب ما جاز تسميتها!
سهولة قانون تسجيل المنظمات الوطنية التي يشرف عليها مفوضية العون الإنساني «Humanitarian Aid Commission-HAC» بالمركز والولايات أتاحت الفرصة للكثير لتسجيل منظمات إنسانية خيريه لا حصر لها من دون مراقبة أنشطتها بعد التأسيس مما خلقت فوضى في دولاب العمل الإنساني وأصبح من السهولة بمكان لأي شخص تأسيس منظمة إنسانية تحت عنوان جاذب ومثير للشفقة والرحمة لكي يتكسب من وراءها أصحاب الأطماع الذاتية والأجندات الخفية.
الملاحظ ظهور الكثير من المنظمات الإنسانية الطوعيه المحلية بلافتات وبوسترات منشورة على نطاق واسع تطالب بالتبرع لإنقاذ المتضررين من الحرب وتقديم ما أمكن من غوث إنساني لهم.
من ناحية المبدأ والمنطق لا أحد يقدح في الأدوار التي تقوم بها المنظمات ولا أعتقد أن أصحاب الضمائر الإنسانية يقفون حجر عثرة أمام هذا الفعل الإنساني النبيل ولكن الذي يثير الدهشة والإستغراب هو أن بعض هذه المنظمات تطالب بالتبرع وإرسال المبلغ المرصود للمنظمة باسم شخص عادي أو باسم/مدير المنظمة وهذه نقطة تستحق التوقف وإرجاع البصر كرتين وتثير الكثير من التساؤلات وعلامات الإستفهام وقد يتبادر إلى الذهن باديء ذي بدء غياب عنصر النزاهة والمصداقية!
السؤال هو لماذا لا تتم إرسال المساهمات/التبرعات لحساب المنظمة؟ -أين النزاهة والأمانة هنا؟ -الا يوجد حساب بإسم المنظمة؟ -إذا لم يوجد حساب كيف تم التصديق لها بممارسة العمل في حقل الغوث الإنساني؟ -بأي منطق يحق لشخص قبول تبرعات شخصية إعتبارية «المنظمة» لحسابه الخاص؟ -أين المؤسسية والمسؤولية والموضوعية؟ -كيف يتسنى للمتبرع أو المحسن وصول مساهمته إلى المنظمة من ثم للمحتاجين؟ -من يحاسب من؟ و من يصدق من؟ وما هي معايير المحاسبه وكيف يتسنى ذلك؟! -أليس من الأولى إيلاء التبرع مباشرة لحساب المنظمة لإبراء ذمة المتبرع؟
في تقديري المتواضع يجب أن لا يضيع المتبرعين/المانحين أموالهم لواجهات أو أسماء منظمات خيرية مالم يضعوا في الإعتبار الأتي:
🔹التأكد من أن الحساب المحول إليه حساب شخصية إعتبارية«المنظمة»وليس حساب شخصي. 🔹معرفة طبيعة ومهام المنظمة صاحبة المبادرة. 🔹التعرف على سجل الإنجازات السابقة للمنظمة. 🔹حيادية المنظمة ونزاهتها حيال برامج عملها. 🔹عدم وجود سجلات فساد سابقة ضد المنظمة. 🔹تمتع المنظمة بسمعة طيبة و«Brand» ومكانة طيبة في نفوس المجتمع. 🔹خلو العاملين فيها من جرائم الفساد المالي أو أي جرائم أخلاقية تخل بالشرف والأمانة.
♦️يرجى متابعة الإجراءات الرسمية في حالة التعامل مع الشخصيات الإعتبارية حتى لا تضاع الحقوق.
♦️إذا لم يتمكن المانحين من الحصول على المعلومات الأساسيه المتعلقة بأنشطة المنظمات التي تدير التبرعات أو «Fund raising» يجب عدم التعاطي معهم حتى لا تضيع جهودكم هدرا" وهباءا" منثورا وعاقبتها حرث في البحر!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة