توهجت أميمة كشمعة مضيئة منذ لحظة اندماجها في منتدى شروق الثقافي، وعملت بهمة فراشة لا يدركها التعب. انضمت أميمة إدريس محمد إبراهيم إلى المنتدى في بداية دورته الثانية. وحضرت في هذه الدورة وحدها 32 فعالية من جملة 41 فعالية تم رصد حضورها، وقد تفوقت في ذلك على أعضاء من اللجنة التنفيذية. وترأست أميمة في تلك الدورة عدد سبع فعاليات ممثلة لمنتدى شروق؛ من اهمها فعالية "خليل عجب الدور فخر القضارف" ، بحضور شاعر القضارف الضخم خليل عجب الدور ذات نفسه - رحمه الله - في محاولة متواضعة من المنتدى لرد الاعتبار إليه، أو لتكريمه. وكان شاعر القضارف الفحل خليل عجب الدور، الذي امتدحه العلامة عبد الله الطيب، حاضرا في كتابات بابكر محمود النور - رحمه الله - الذي كانت اميمه تضع له اعتبارا خاصا لدوره المهم في تأسيس منتدى شروق. ولقد كان لوجود بابكر النور في لحظات تأسيس المنتدى الأولى أهمية كبرى، إذ انه كان الأكبر سنا والأوسع معرفة والأعمق تجربة. ولو سارت الأمور - كما يريد بابكر - لكان اسم شروق الان هو "منتدى عبد الرحمن آدم الثقافي"، وهذا كان مقترح بابكر الذي أراد به تخليد الشاب النابغة عبد الرحمن آدم، ابن ديم النور، الذي ذهب إلى دراسة العلوم في بريطانيا، إبان الاستعمار، وعاد من لندن إلى ديم النور كجنازة. وشاع أن البريطانيين قتلوه لنبوغه الخطر. وهذا يكشف توجس أهل ديم النور من المستعمرين، وعُمق اهتمام بابكر بالتاريخ وبالشخصيات المهمة في مسار المجتمعات السودانية. كتب بابكر النور عن خليل عجب الدور حين التقى به في لحظة كان يتمدد فيها أرضاً بطول جسده النحيل عند مدخل مكتبة المجذوب بسوق القضارف . لم يكن للشيخ (خليل عجب الدور) الذي تجاوز الثمانين عاماً خياراً غير أن يتمدد بتلك الكيفية ليرتاح قليلاً حتى يزول الإعياء الذي باغته فجأة وهو في طريقه يتوكأ ، ويقول بابكر: في سامرنا الذي ترتبه الصدف في مكتبة المجذوب ذكرته بما قاله قبل أكثر من ربع قرن: (الأديب في بلادي ، يعاني الكثير من العقوق في حياته ولا يصبح ملء السمع والبصر إلا بعد انتقاله للدار الآخرة). أدارت أميمة فعالية "خليل عجب الدور فخر القضارف" وهو على قيد الحياة، في محاولة لكسر مقولة عجب الدور التي وثقها بابكر. كما أمسكت أميمة بدفة فعالية (تجربة الكتيابي الشعرية) التي تحدث فيها الشاعر عبد القادر الكتيابي عن تجربته، بحضور الشاعر محمد طه القدال - رحمه الله. وقد وجه احد الجمهور اتهاما للشعراء في شخص الكتيابي بأن الشعراء يتبعهم الغاوون، مستدلا بالآية، ولكن الكتيابي الممتلك لناصية الفقه واللغة وضع الأمور في نصابها، ولا غرو فهو القائل: على كيفي ... أرقع جبتي أولا أرقعها.. أطرزها من الالوب .. ألبسها على المقلوب. أخلعها .. على كيفي . أنا لم أنتخب أحدا... وما بايعت بعد محمد رجلا . ولا صفقت للزيف .. لماذا أعلنوا صوري؟ لماذا صادروا سيفي..؟ استطاعت أميمة ان تدير دفة هذه الفعاليات الكبيرة وتخرج بها الى بر الأمان والمعرفة. إن إدارة اميمة لعدد سبع فعاليات، وهي عضو المنتدى، الذي لما يدخل اللجنة التنفيذية بعد، يدلل على نشاطها الضخم، كما يشير الى انفتاح اللجنة التنفيذية وقتذاك على الاعضاء النشطين وعدم احتكارها لمنصة شروق. لقد كان بابكر النور انسانا مثقفا خفيف الظل، تستحق قفشاته - مثل كتاباته - ان يبذل الجهد لجمعها. لما وقع - عند تأسيس المنتدى - اختيار الاعضاء لاسم (شروق) قال بابكر "خلاص بعد ده نلبس فنايل وكدارات ونجي" فقد بدا له الاسم أقرب الى اسماء فرق كرة القدم! وذات مرة اختفى عضو المنتدى المؤسس توفيق جعفر، الذي قدم اول فعالية في تاريخ المنتدى. ورغم أن توفيق أحد الذين التحقوا بالحركة الإسلامية في صباه الباكر، لكنه ظل فقيرا يعاني من شظف العيش. اختفى توفيق لمدة غير قصيرة. ولما سأل عنه البعض، أجاب بابكر: " الجماعة ودوهو الخرطوم ياخد كورس في السرقة"! ذرفت أميمة الدموع في فعالية تأبين بابكر النور التي نظمها المنتدى، والتي أفرد لها أحمد طه الجنرال مساحة مقدرة في صحيفته السوداني، ابتداء من الصفحة الاولى، التي انفسحت لبابكر النور بعد رحيله. *** انضمت أميمة للمنتدى بكلياتها، فهي لم تكن حاضرة بأفكارها وجهدها ووقتها فحسب، بل وجادت بمالها أيضا. ففي ذات الدورة الثانية كانت سدادة لاشتراكاتها. ولما حانت زيارة البروف عبد الله علي ابراهيم للمنتدى، كانت المرأة الوحيدة التي شاركت في النفير على قدم المساواة مع اعضاء من شروق. وبذلك خطت اسمها كأول امرأة تتبرع للمنتدى. أما في تبرعات اليوم المفتوح، فقد تفوقت علينا جميعا بكرمها. لم يتفوق عليها أحد سوى الأستاذ إبراهيم علي أبكر، السكرتير العام للمنتدى والذي له بصمته الكبرى في مأسسة عمل شروق؛ وكل ذلك موثق في خطاب ميزانية الدورة الثانية. لم تجد أميمة بالمال وحده، فكلنا يذكر استضافتها للشاعرة المتميزة نجلاء عثمان التوم حين قدومها لإحياء نهارات الشعر وأمسياته، برفقة الكائن الخلوي عثمان البشرى. بل وتبرعت عينيا للمنتدى، ولعل ابرز تبرعاتها بورتريه الشيخ بابكر بدري، الذي أهدته لشروق. لقد أعطت أميمة ولم تستبق شيئا، ولم تنل مقابلا من المنتدى، سوى التواصل الإنساني وبعض من الوعي والمعرفة. كان انتخاب أميمة في اجتماع الجمعية العمومية، واستلامها لزمام السكرتارية العامة في الدورة الثالثة، تتويجا طبيعيا لمسيرتها العامرة. وقد وضعت بصمة لا تنمحي على البناء المؤسسي للمنتدى. *** َ ربما تأثرت أميمة - خريجة جامعة الأحفاد - بالشيخ بابكر بدري رائد تعليم البنات، ورائد المقاومة الناعمة ضد الاستعمار الانجليزي - والذي أهدت أميمة لوحته للمنتدى. فبعد أن قاتل الشيخ بابكر في صفوف المهدية قتالا باسلا؛ اختار بعد هزيمة الدولة المهدية واحتلال الانجليز للسودان - اختار لنفسه مهمة نشر التعليم، ولا سيما تعليم البنات، ابتداء من مدينة رفاعة، الجريحة هذه الأيام بسلاح الجنجويد. لم يدخل الشيخ بابكر في صدام مباشر مع الاستعمار، إلا في حدود التغلب على العراقيل التي تعترض طريق مهمته المحددة بوضوح. لم يختر الشيخ طريق مناضلي ثورة اللواء الأبيض الذين نازلوا الاستعمار نزالا عنيدا مهروه بالدماء! فأين الحق يا ترى؟ اختلفت السبل والهدف واحد، فتحرير الشعب من نير الاستعباد والاستغلال، يضاهي تحرير الشعب، لا سيما نسائه، من ربقة الأمية! كانت أميمة ترى أن هنالك خطرا على المنتدى من السياسة والأحزاب السياسية. وترى ضرورة تجنب التصادم مع السلطة، حتى ولو كنا على حق. ولما وقف والي القضارف المكلف مبارك منير هجو عقبة كأداء في وجه المنتدى، كان لأميمة راي في كيفية التعامل مع الأمر. اغتنم المنتدى فرصة زيارة البروف عبد الله الصديق للسودان - بالتنسيق مع نصير المنتدى والذائد عن حياضه بقلمه وماله الأستاذ عبد الله علقم - وعمل على الاستفادة من البروف لتناول مشكلة تمس صميم حياة إنسان القضارف. وافق البروف عبد الله الصديق، برحابة صدر، على المجيء من الخرطوم إلى القضارف - خصيصا - لتقديم محاضرة حول "مشكلة مياه القضارف" في منبر شروق، وتم الإعلان عن الفعالية. بيد أن البروف عبد الله الصديق اتصل معتذرا عن الحضور، فقد تلقى تهديدا مبطنا، عبر الهاتف، من والي ولاية القضارف! ذهبنا إلى كلية الطب، حيث كان من المفترض ان تقام الفعالية، لنعتذر للقادمين من الجمهور. كان هنالك رأي بان نقول للحاضرين أن سبب عدم قيام المحاضرة هو تهديد والي القضارف للضيف. ولكن أميمة كانت ترى ان نكتفي بالاعتذار دون تفصيل، وقد انصعنا لرأيها. *** بعد أن منع جهاز الأمن إقامة فعالية "الآثار الاقتصادية لانفصال الجنوب" التي كان من المفترض ان يتحدث فيها أستاذ الاقتصاد بجامعة القضارف شريف إسماعيل، ووزير المالية بحكومة ولاية القضارف معتصم هارون - تزايدت المضايقات على المنتدى بمتتالية هندسية، حتى أغلقت كل الدور العامة، أبوابها في وجه شروق .. آهٍ ما أقسى الجدار عندما ينهض فى وجه الشروق ربما ننفق كل العمر كى ننقب ثغرة ليمر النور للأجيال مرة! فكّرت اللجنة التنفيذية لأول مرة في إقامة الأنشطة بدور القوى السياسية، بافتراض (ثبتت عدم صحته) أنها أقل استجابة لضغط الأجهزة الأمنية. وبعد نقاش مستفيض غلب الرأي الداعي لإقامة النشاط في دار تحالف قوى الإجماع، وكان لأميمة صوتها المضاد الرافض لهذه الوجهة جملة وتفصيلا. وتسبب هذا التوجه في نهاية المطاف في استقالة أميمة من موقعها كنائب لرئيس المنتدى في الدورة الخامسة، ومن ثم ابتعدت عن المنتدى، وظل مكانها شاغرا منذئذ ولا يزال! حاول عدد من أعضاء اللجنة التنفيذية إثناء أميمة عن استقالتها، إذ أنها أحد محركات المنتدى الذين أرسوا فيه قيم: العطاء، والنزاهة، والشفافية، والمساءلة. ولكن محاولتهم باءت بالفشل. كونت اللجنة التنفيذية "لجنة إدارة الأزمة" التي ضمت أعضاء من خارجها، لمقاومة عسف السلطة. إن رأي أميمة بتجنب التصادم مع السلطة، لم يكن رأيا خاطئا، وإنما كان تقديرا مختلفا. بعد بضع سنوات، وفي غياب اميمة، نظم المنتدى فعالية تحت عنوان "تعالوا انقدوا منتدى شروق: فعالية في تشجيع النقد الجاهر" التي اسهم فيها المفكر عبد العزيز حسين الصاوي بكلمة مكتوبة، ارسلها من مغتربه في لندن عاصمة الضباب، وكان فحوى كلامه يتقارب مع راي أميمة، إذ أنه قال "هناك كما هو معلوم جدال حول موضوع العلاقة بين منظمات المجتمع المدني والعمل السياسي. في تقديري الخاص إن هذا الأمر ،فيما يتعلق بالسودان في أوضاعه الحالية، يقتضي الفصل التام بينهما، حتي لو كان التكييف الصحيح لهذه العلاقة هو وجودها"! إن المنتدى الذي كانت فاعليته رقم 1 في يوم 2 يونيو 2007 عنوانها "قراءة في الخطاب السياسي السوداني" - قد توصل أثناء جداله المستميت مع السلطات إلى أن الثقافة ماعون واسع يتضمن السياسة، وأن منظمة المجتمع المدني بالضرورة سياسية ولكنها ليست حزبية؛ وهذا ما أكده - لاحقا - الأستاذ كمال الجزولي في مقاله الموسوم "الجُّرحُ والقَوْس: منظمات المجتمع المدني والفضاء المعنوي للتغيير!" الصادر في نوفمبر 2013 والذي كان محل نقاش في أروقة شروق بعد أسابيع من كتابته. *** إن أميمة إدريس هي أول امرأة، في تاريخ المنتدى، تترأس جلسات منتدى شروق الثقافي، وذلك حين ترأست الفعالية التي عنوانها "دور التمويل الأصغر في تخفيف حدة الفقر"، التي تحدث فيها الدكتور إبراهيم احمد عبد المنطلب، بتاريخ 26 ابريل 2008م. لقد كان رؤساء الجلسات قبلها جميعهم رجال. كما ان أميمة هي ثاني امرأة تقدم ورقة في منتدى شروق تحت عنوان "دور التعليم في التغيير الاجتماعي"، وذلك في يوم 31 مايو 2008م. ولم تسبقها في تقديم الأوراق سوى الدكتورة السيدة الإمام، التي بكّرت بورقة صوفية الابعاد. فضلا عن ذلك فإن أميمة هي أول امراة في شروق تمارس عملا قياديا رفيعا ممارسة فعلية، وقد ملأت مركزها تماما، وذلك عندما تسنمت موقع السكرتارية العامة في الدورة الثالثة، برفقة سعدية محمد أحمد مالك. لقد سبقتهما رقية احمد في موقع نائب الرئيس في الدورة الثانية، وعضوية اللجنة السباعية في الدورة الأولى؛ ولكن، ولظروف أحاطت بها، لم تستطع رقية القيام بدورها القيادي فعليا. *** اشتمل اليوم المفتوح في نهاية الدورة الثانية على ندوة تحت عنوان "واقع ومستقبل الجماعة الثقافية" قالت فيها أميمة إدريس أنّ منتدى شروق طَرَقَ الحجر ليصل إلى ما وصل إليه ، وأنه بدأ بداية صحيحة بأن جمع كل النسيج الاجتماعي بولاية القضارف ، وأكدت على الدور الكبير للمرأة رغم قلة عدد المشاركات ، وزادت: إنّ إيمان أعضاء المنتدى بالفكرة وتوافقهم هو الذي سيصل بالمنتدى إلى غاياته. وأرى أن كلام أميمة هذا يندرج في خانة الوصية! وكانت أميمة ضمن الذين تم تكريمهم في نهاية اليوم المفتوح، لإسهامهم في تحقيق نجاحات منتدى شروق . وقد نصت شهادتها التقديرية على:
بسم الله الرحمن الرحيم منتدى شروق الثقافي
الأستاذة/ أميمة إدريس
لمجهوداتك الضخمة للنهوض بالمنتدى ، ولحرصك المنقطع النظير على استمرارية النشاط ؛ نُهديك هذه الشهادة . والمنتدى إذ يكرمك إنما يكرم نفسه ! شكرا بحجم الحلم والطموح !!
اليوم المفتوح 14/3/2009 المكتب التنفيذي دورة 2008 ـ 2009 م *** ولا عجب في ان تكون لأميمة هذه المساهمة الباذخة؛ فهي سليلة بيت تربوي من طراز فريد. إذ أن أبوها الأستاذ إدريس محمد إبراهيم أحد رموز التعليم، الذي جابوا مدارس السودان شرقا وغربا شمالا وجنوبا، وترقى في مدارجه حتى صار مديرا للتعليم بمحلية القلابات الكبرى. وأمها مربية الأجيال آمنة حامد خليل، التي تتلمذ على يديها رهط من الناس لا يزالون يحفظون لها الجميل. اقتصر هذا المقال على جانب من مساهمة اميمة في شروق، ولم يسع لتناَول دور أميمة في حيها وعلاقتها بجيرانها، ولا لأدائها الوظيفي في الإدارة الاقتصادية بوزارة المالية وعلاقتها بزملائها، ولا لتدرجها في مراحل التعليم حتى تخرجها في جامعة الأحفاد، وحصولها على درجة الماجستير من بعد. ولكن اثرها على كل من زاملوها ظهر ليلة 14 اكتوبر 2024م، عند سماع فاجعة رحيلها الأليم، حيث تقاطر الناس من كل حدب وصوب، زرافات ووحدانا، إلى منزلها بحي كرفس بمدينة القضارف، يعزون أسرتها ويعزون انفسهم. رحمها الله رحمة واسعة بقدر ما اعطت وبأضعاف عطائها. *** كان اخر تواصل تلفوني لي معها قبل نحو ثلاثة أشهر. جددت أميمة في هذه المكالمة وعدا بزيارتي، برفقة الأستاذ إبراهيم علي أبكر؛ وهو الوعد الذي لن يتحقق أبداً! أثر الفراشة لا يُرى لو لم تمعن النظر، ولكن لو أمعنته ربما ترى أميمة في لوحة بابكر بدري الوقورة في مقر شروق، أو تراها في الوثائق المرتبة واستمارات العضوية المتسلسلة، في النظافة والنظام، في الصمت حين يكون الصمت من ذهب، وفي الصوت إن عز الكلام، في الإخلاص وحفظ الجميل، في العزيمة حين يشمر الأعضاء عن ساعد جدهم، أو تراها في العطاء بلا مقابل. وكأنما محمود درويش قد عناها حين أنشد .. أَثر الفراشة لا يُرَى أَثر الفراشة لا يزولُ
هو جاذبيّةُ غامضٍ يستدرج المعنى، ويرحلُ حين يتَّضحُ السبيلُ
هو خفَّةُ الأبديِّ في اليوميّ أشواقٌ إلى أَعلى وإشراقٌ جميلُ
هو شامَةٌ في الضوء تومئ حين يرشدنا الى الكلماتِ باطننا الدليلُ
هو مثل أُغنية تحاولُ أن تقول، وتكتفي بالاقتباس من الظلالِ ولا تقولُ…
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
جعفر خضر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست