منصة الفيس بوك واحدة من أهم وسائل التواصل الإجتماعي إنتشارا" في نشر الأخبار والمستجدات على كافة الأصعدة ك«الإجتماعية،السياسية،التعليمية،الرياضية....الخ» وتتميز بسرعتها الفائقة في توصيل المحتوى لأصدقاء الصفحة.
جاء الفيس بوك للوجود قبل الواتس أب وتطبيقات أخرى تمتهن ذات المجال مع إختلاف مميزات كل تطبيق عن الآخر والقيود الموضوعة لعمله أي«السياسة التحريرية».
تتميز منصة الفيس بوك عن تطبيق الواتس أب قليلا" من ناحية الخصوصية ال«privacy» بإعتبار وجود قدر كبير من الإنضباط،الجدية،الموضوعية،المهنية،التحفظ الشديد على مناكفة الآخر فيما يخص التضاد الفكري أو الخوض في قضايا الإيمان بأيديولوجيا تنظيم سياسي بعينه أو دحضه مع ممارسة أقصى درجات ضبط النفس«Self-control» عند تناول القضايا والبوستات التي تنشر بواسطة أصدقاء ذاك العالم الإفتراضي عكس قروبات الواتس أب التي تمكنك من معرفة ما يجيش بعوالم وخواطر الأعضاء الإفتراضيين أي بمعنى آخر«تجد كل النضيف/النظيف تحت برلمانات الواتساب أب»!
المراقب لحركة تفاعل الفيس بوك يستطيع قراءة الأفكار في كل منشور جديد يرد لبريد صفحات الأصدقاء ويستطيع الخروج بملاحظات في غاية الدقة دون أن يجرح أحد أو يذمه أو يطعن في ذمته أو عرضه أو يسيء له و يحترم رأي الآخر.
على صعيد آخر تجد الكثير من الفاقد التربوي و مراهقي السياسة والعمل العام من «الْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ» مدفوعي الأجر من قبل مؤسساتهم ذات النزعة العشائرية والنظرة الأحادية الضيقة يقدمون العاطفة على العقل في نقدهم للآخر ويتخصصون في تخوين وشيطنة الآخر ويعملون على إغتيال شخصيته وهي سياسة قديمة ممارسة من أكابر مجرميهم من أجل نتف جناح الآخر المناهض!
كثيرا" ما تجد أقلام مأجورة وعقول متحجرة تساعد في خلق هذه الفتن وتتفنن في إخراجها بطرق سيئة الإخراج.
ظلت تعمل هذه المجموعات قبل فترة طويلة ولكن إشتدت وتيرتها بعد إندلاع حرب الخامس عشر من أبريل 23 بين«القوات المسلحة وقوات الدعم السريع» حيث تخصصت في تصنيف الشعب السوداني ما بين داعم«للجيش،الدعم السريع،تقدم،حياد،قحت،شيوعي،مستقل..الخ» وغيرها من المحاكمات الإفتراضية بل بلغ بها الأمر أن تضع كل السودانيين بين مزودجتين إما«داعم للجش أو للدعم السريع» ولا توجد منطقي وسطى بينهما وكأنها أي المجموعة تملك صكوك غفران من ملكوت السماء والأرض تعطيها الحق للغوص في أعماق قلوب البشر لتحدد لأي الفريقين ينتمي زيد أو عمر من السودانيين!
إذا قدر للإنسان أن يتحدث عن أهم الدروس المستفادة من الحرب لربما قال ظهور مجموعات سياسية إفتراضية منظمة لديها تفويض سماوي لقياس الرأي العام وإجراء المحاكمات الإفتراضية وفق أمزجتها على الهواء المباشر!
سأتناول في الجزء الثاني من المقال«التعليقات السالبة وأثرها على سلوك الأصدقاء وكيفية التخلص منه»
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة