تكريم أهالي "قبيلة ميري" بولاية الخرطوم للدكتور/قندول إبراهيم قندول بمناسبة تدشين كتاب: "الفكي علي الميراوي...من صور البطولة في جبال النُّوبة"
مواصلة للاحتفال بذكرى الفكي علي الميراوي، أقامت اللجنة العليا للاحتفال تكريماً شعبيَّاً مشهوداً بميدان الطريقة البرهانيَّة بأمبدة، أم درمان، الخرطوم، في الأسبوع الثاني من سبتمبر ٢٠٢١م، أي بعد المهرجان التاريخي الكبير بقاعة الصداقة بالخرطوم. الجدير بالذكر أنَّ اللجنة التحضيريَّة بإشراف اللجنة العليا، أقامت مأدبة عشاء على شرف الدكتور/قندول إبراهيم قندول أثناء الوقوف للسمات الأخيرة لبرنامج الاحتفال المزمع القيام به في السابع من أغسطس ٢٠٢١م. ولكن لظروف قاهرة تم أجيل المناسبة حتى ٢٨ أغسطس ٢٠٢١م. احتوى حفل التكريم كلمات ضافيَّة من الباشمهندس/سليمان حسن كوكو، رئيس اللجنة العليا، قيادات الإدارة الأهليَّة لشعب ميري بمناطق الخرطوم الثلاث، الخرطوم، الخرطوم بحري وأم درمان. كما اشتملت الاحتفاليَّة كلمات من روابط شباب ميري بالخرطوم. بيد أنَّ "فرقة أسو" للفنون الشعبيَّة، و"فرقة دميك للتراث والفنون" قدَّمتا رقصات شعبيَّة من تراث النُّوبة نالت استحساناً من الجمهور الغفير الذي حضر المناسبة. وقبل ختام التكريم قدَّمت اللجنة المشرفة على التكريم وشاحاً وشهادات شكر وتقدير للدكتور/قندول. أيضاً قامت الإدارة الأهليَّة ومنظمة المجتمع المدني لقبيلة دميك (روفيك) بتقديم وشاح وشهادات شكر وعرفان للدكتور/قندول إبراهيم لمجهوداته الكبيرة لرفع اسم القبيلة، فضلاً عن أعماله الأدبيَّة والثقافيَّة لخدمة النُّوبة خاصة والسُّودان بصفة عامة. وفي الختام ألقى الدكتور/قندول كلمة قصيرة ركَّز فيها على أهمية الوحدة بين مكونات ميري المختلفة بصفة خاصة، والنُّوبة على وجه الخصوص. كما شكر الحضور من مختلف الشعب السُّوداني للاستمتاع لما يقدِّمه النُّوبة من إرث دائم. فإلى نص الكلمة.
نص كلمة الدكتور/قندول في التكريم
بسم الله وبسم الوطن بسم الله الرحمن الرحيم
آبائي وأمهاتي، أخواتي وإخواني، أبنائي وبناتي، الإدارة الأهلية وقيادات ميري بولاية الخرطوم، منظمات المجتمع المدني وروابط ميري المختلفة، أهلي وعشيرتي من كل أبناء ميري الكبرى والنُّوبة بولاية الخرطوم، وكل من جاء مشاركاً بصورة أو أخرى، وأولئك الذين لم تمكِّنهم الظروف على الحضور، أو لم يسمعوا بمناسبة التكريم.
السلام عليكم والرحمة.
تحية شكر وتقدير واحترام. في مثل هذه المناسبات يعجز الإنسان عن التعبير عما يحمل من الشعور بالسعادة وهو بين أهله. حقيقة لقد أعطت كلماتكم الطيبة معنىً آخر لهذا التكريم. فالتكريم ليس لي بقدر ما هو تذكار بحق وحقيقة لأولئك الأبطال الثوار الذين سبقونا، وأعمالهم الجليلة، وتضحياتهم الكبيرة لينعم أبناء هذا السُّودان عامة، وإنسان جبال النُّوبة، خاصة، بما تذخر به من خيرات وأمن وسلام للكل دون تمييز. اللجنة المنظِّمة، إذا كان لي ما أضيفه لكلماتكم الضافية وإلى سجل نضالات الأجداد والأباء فلتكن تلك الإضافة، إني أدعوكم جميعاً إلى الوحدة والترابط بينكم، كأبناء ميري خاصة والنُّوبة على وجه العموم. ولا يخفى عليَّ ولا يغيب عني صعوبة الوحدة نتيجة لعوامل كثيرة من العضويَّة أي الطبيعة ومنها المجتمعيَّة أو البيئة المحيطة بالإنسان وتأثُّره بها.
أهلي وعشيرتي، إنَّ التشتت والتفكك قد بدأ ينخر في عظامنا وأجسادنا ونفوسنا، كنوبة. فالعظام التي نقف ونمشي عليها لا تقوينا فقط، بل هي أيضاً مصنع الدم الذي يجري في عروقنا. فبدونها لا نستطيع أداء أية وظيفة حياتيَّة أو فعل أي شيء. إذن، الوحدة واجبة، فلا أقول الوحدة الكاملة، ولكن الاتفاق الكامل على المشترك الأهم، وترك الشيء الثانوي الذي يمكننا التعايش معه دون ضر أو ضرار للآخر.
الحضور الكريم، في الأيام القليلة الفائتة، وفي قاعة الصداقة بالخرطوم شاهد أهل السُّودان كله ولمدى يوم كامل تظاهرة نوباويَّة على شاشات التلفزيون السُّودان الرئيسي والرسمي حدثاً تاريخيَّاً فريداً، كان الأول من نوعه حيث أفرد تلفزيون السُّودان ولأول مرة، زمناً طويلاً كهذا للنُّوبة. اعتقد أن ذلك لم يكن من صنعنا نحن، بل صنعه رجل عظيم، وهو الفكي علي الميراوي، من صلب قبيلة ميري النُّوباويَّة التي ظلت ترفد السُّودان بالأبطال والثوار، ذكرنا منهم أربعة، الشهيد/الفكي علي نفسه، والشهيد/علي عبد اللطيف، والشهيد/عطرون عطية، والشهيد/يوسف كوة مكي. لم يكن ما قاموا به من أحداث مجرَّد صدفة عابرة. بل كان عملاً منظَّماً ومخطَّطاً له تخطيطاً جيداً. ثم كان من وراء الخطة "وحدة وتضامن" من الكل، الشيوخ، والكنداكات والشباب (شباب ميري الأقوياء) لبلوغ الهدف المنشود، فكان ما كان. فبفضل وحدتهم على الكلمة احتفلنا يومذاك، فتغنى النُّوبة ولبسوا "السُكسك"، ورقصوا "الكمبلا" و"الكيسة" خارج القاعة، وقيل الشعر والمدح، والكلمات داخلها، وعلت الزغاريد. أهلي وعشيرتي، لم تكتمل فرحتنا بعد، رغم ما قدَّمتموه بقاعة الصداقة في ذلك اليوم المشهود، وما شاركت به اليوم "فرقة دميك للتراث والفنون" من رقصة "الكونج" مساهمة منها في هذا التكريم المتواضع الذي حضره نفرٌ غفير من السُّودانيين. وكما رقص شخصي الضعيف على أنغام "الكونج" التي أرجعتني إلى تلك الليالي المقمرة التي كنا نلعب ونرقص فيها. فلذلك اعتبر التكريم والاحتفال في حد ذاته، تكريماً لكل شعب النُّوبة. فما ألبستموني إياه من وشاح، وسلَّمتموني من شهادات تقديريَّة أهديها للأبطال الشهداء، لأنَّ لو لا لولا هم ما كان الاحتفال ولا التكريم. فهم يستحقون كل خير. فوفقكم الله وأطاب باقي أمسيتكم والسلام عليكم ورحمة الله.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة