الاقتباس خارج السياق أداة للتضليل كتبه عبد المنعم هلال

الاقتباس خارج السياق أداة للتضليل كتبه عبد المنعم هلال


10-24-2024, 08:37 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1729798652&rn=0


Post: #1
Title: الاقتباس خارج السياق أداة للتضليل كتبه عبد المنعم هلال
Author: عبد المنعم هلال
Date: 10-24-2024, 08:37 PM

08:37 PM October, 24 2024

سودانيز اون لاين
عبد المنعم هلال-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



هلال وظلال




استغلال الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة ووضعها في غير سياقها واتباع فتاوى شيوخ الغفلة في المواضيع السياسية يعد من أخطر الظواهر التي تهدد وحدة المجتمعات وتماسكها خاصة حينما يتحول الدين إلى أداة في يد الأطراف المتصارعة لتصفية حسابات سياسية أو أيديولوجية هذا الأسلوب يقوم على استخدام آيات القتال والجهاد لتكفير الخصوم وتخوينهم وإخراجهم عن الملة مما يفتح الباب واسعاً لنشر الفتن وتفتيت النسيج الاجتماعي.
إن النصوص الدينية هي رسائل إلهية جاءت لهداية البشرية ونشر العدل والسلام وليس لتوظيفها في التناحر السياسي أو التمييز بين أفراد المجتمع على أساس حزبي أو جهوي للأسف هناك من يقدمون أنفسهم على أنهم حماة الدين والوطن مستغلين هذه النصوص لتبرير مواقفهم السياسية وإقصاء غيرهم ووصف كل من يخالفهم بالرأي بالخيانة أو العمالة مما يؤدي إلى تقسيم المجتمع إلى (مؤمنين وكفار) (وطنيين وعملاء).
هذه الظاهرة لم تظهر فجأة بل هي نتيجة لغياب الوعي الديني السليم وسوء فهم النصوص الإسلامية بالإضافة إلى توجيه الخطاب الديني من قبل بعض الأئمة والسياسيين لخدمة أجندات حزبية أو شخصية وهو ما يؤدي إلى تقديم رؤية مشوهة عن الدين الإسلامي واستخدامه كمظلة لتبرير الأفعال السياسية والدفاع عن مصالح الفئات المتنفذة على حساب المجتمع.
الدين الإسلامي بنصوصه وتعاليمه أكبر وأسمى من أن يستغل لتحقيق مصالح ضيقة أو لخدمة الانقسامات. إن الجهاد في الإسلام مرتبط بشروط دقيقة ومحددة وهو مفهوم يهدف إلى دفع الظلم وتحقيق العدالة وليس وسيلة لتصفية حسابات سياسية أو لتكفير الآخرين كما أن الترويج لفكرة أن مجموعة معينة هي الحامية الوحيدة للدين والوطن هو محاولة لتضليل الناس وإيهامهم بأن الإسلام مقصور على فئة دون أخرى إن هذه الأساليب لا تخدم إلا مصالح المتشددين والمتعصبين وتساهم في تعميق الخلافات وتغذية الكراهية من الضروري أن يقف المجتمع ضد هذه الظاهرة الخطيرة وأن يعمل على نشر الوعي بالدين الصحيح المبني على التسامح والحوار والاحترام المتبادل كذلك يجب أن يُفهم الدين كوسيلة لبناء المجتمعات وتقوية أواصر المحبة والتعاون بين أفراده لا أداة للتفريق والفتنة.
إن مواجهة هذه الظاهرة تتطلب توعية مستمرة من قبل العلماء والمثقفين والإعلاميين حول خطورة استغلال النصوص الدينية لأغراض سياسية وتفكيك الخطاب الذي يعتمد على التخوين والتكفير والتركيز على القيم الإسلامية التي تدعو إلى الوحدة والسلم والعدل والمحبة.