في ذكرّي إنقلابْ ٢٥ أُكتوبر دعَوة لتوسيّع قاعِدة المشُاركة السياسِية وتجدّيد القِياد كتبه نضال عبدا

في ذكرّي إنقلابْ ٢٥ أُكتوبر دعَوة لتوسيّع قاعِدة المشُاركة السياسِية وتجدّيد القِياد كتبه نضال عبدا


10-24-2024, 12:31 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1729769479&rn=0


Post: #1
Title: في ذكرّي إنقلابْ ٢٥ أُكتوبر دعَوة لتوسيّع قاعِدة المشُاركة السياسِية وتجدّيد القِياد كتبه نضال عبدا
Author: نضال عبدالوهاب
Date: 10-24-2024, 12:31 PM

12:31 PM October, 24 2024

سودانيز اون لاين
نضال عبدالوهاب-USA
مكتبتى
رابط مختصر




مع إستمرار الحرب ومايحدث فيها قد تكشّفت للشعب السُوداني ولنا الكثير من القيادات السياسِية الورقية والمصنوعة والمُتحكّمة ، قيادات ظلّت تُجيّد فقط الظهور الإعلامي والتجول والتحدُّث في القنوات والبرامج الإخبارية المُختلفة ، وتُجيّد السفر والتجوال المُستمر بمبررات ودعاوي "أداء مهام" للبلد ، وتُجيّد التسابُق لأجل هذا ، وتُجيّد المُشاركة المُستمرة في "الوِرش" والمؤتمرات الخارجية مدفوعة القيّمة وتهرول لذلك وتحجز مكانها "الدائم فيها" ، مُمارسة السياسة عندهم هي تلك الأشياء ، ودونها لايستطيعون "التنفس" ، ذات هذه المُمارسة يوضع لها عنوان لتبرير "الإقصاء" المُتعمّد هو "حصر العمل في إطار ضيق" ، وبهذا أصبح المُتحكمون في القرار السياسِي وشئون البلد أفراد بعدد أصابع اليدين ، في بلاد تعدادها يُقارب الخمسين مليون سُودانية وسُوداني ، يمتعضون إذا حدثتهم أو عملت ودعوت علي تجديد دماء العمل السياسِي الفاعِل ، يعتقدون أنهم الأوحد ، يُحاربونك بشتي السُبل وأكره الوسائل وأقذرها إن حاولتا "مُزاحمتهم" لأجل أن يكون لك إسهام أو فاعِلية أو مُشاركة في صُنع القرار السياسِي وخلق الحلول ، وهم يعلمون جيّداً ويقيناً أنك تمتلك مقدراتها وأدواتها ، مُنطلقاتهم "ذاتيّة" بحتة للأسف ومصلحتهم مع ذواتهم فقط ، مع مرور الوقت هُم أنفسهم أصبحوا لايرون إلا مجموعتهم "الصغيرة" هذه ، ظلّ بعضهم يُمارس أعلي درجات "النرجسية" والتعالي ورفع "النخرة" ظنّاً منهم أنهم بهذا يُحافظون علي مصالحهم في البقاء طويلاً في مواقع التمثيل عن الآخرين وبلا مُنافسة ، يُمّهِدون طريقاً يسوقهم أو يُعيدهم لسُلطة هُم من "فرّطوا" فيها للأسف ، ولنفوذ هُم من أضاعوه وأضاعوا معه ثورة عظيّمة جاءت بتضحيات ودماء والآم الشعب السُوداني وحملتهم لكراسِي السُلطة ، مجموعة أدمنت ليس الفشّل وحده كما قال "منصور خالد" ولكنها أدمنت معه "موت الضميّر" و "حُب الذات" وتضخيّمها ، بعضهم لايقبل "نُصحاً" ، ويعتقد أن كُل رأي مُخالف لهم هو طعّن فيهم ، وأي إظهار لخطلهم وأخطاؤهم السياسِية والمُتكررة "حسد وغيرة" ضدّهم ، وهذا عندي محض "غباء سياسِي" وجهل وبؤس كبير.
تجديد دماء وشرايين العمل السياسِي في السُودان في هذه المرحلة لوقف الحرب ومابعدها من الضروري والهام ، وفك إحتكارية العمل القيادي مطلوب وبشدّة ، لايُمكننا سجن بلادنا وشعبها رهن قيادات أخذت فرصتها بالكامل وفشلت في إحداث التغيير المطلوب ، وفشلت في مُجمل النتائج ، لا يُمكن "التفرج" عليهم والإكتفاء بلعب دور المُستسلم لهذا الواقع والمشهد "الشائه" والمعوج وبلادنا تضيّع وشعبها يُباد ويُطارد ويُشرّد ، لايُمكن إنتظار الأفضل في ظل وجود "مجموعة" صغيرة هي "المُهيمنة" و "المُتحكِمة" في أمر المُشاركة وصُنع القرار السياسِي في بلادنا وإتجاهات الحلول وإنتاجها ، ليس مطلوباً في المرحلة القادمة "قيادات" سياسِية ورقية و"مصنوعة" و"مُكرّرة" ، من ظلوا يُمارسون السياسة بهذا الفهم أو العقليّات التي تقف خلفهم وتستقوي بهم عليهم المُراجعة أو الإبتعاد ، فالشعب السُوداني وبلادنا ليست حقلاً لتجارب هؤلاء وتحمُّل تبعات فشلهم وإخفاقاتهم ونتائجها ، وليس علي الشعب إنتظار الأسؤا دائماً ، فالمسيّرة لاتمضي دون تجديد أو فك للإحتكارية ، ولن يسلم السُودان وتتحسن بئية العمل والمناخ السياسِي العام فيه في ظّل إستمرار نهج الإقصاء هذا ومحدودية المُشاركة ، وأكبر كذبة يُمارسها هؤلاء المُمسكون و "المُكنكشون" والمُحتكرون للعمل القيادي هي ما يقولون بها "كذبا" و "نفاقاً" بوحدة القوي المدنية والثورية ، و بتوسيع قاعدة المُشاركة وفك حلقة الإطار الضيّق والمُشاورات مع الآخرين حتي وإن إختلفوا معهم في أمور البلد وقضاياها وطريق وإتجاهات الحلول لأزماتها.
في ذكري إنقلاب ٢٥ إكتوبر والذي مهّد لحرب ال ١٥ من أبريل الحالية نرفع صوتنا عالياً برفض مُمارسة هذه "الأقلية" داخل القوي المدنية لأمر المُشاركة السياسِية وصُنع القرارات السياسِية ، ونقف ضد إحتكارية العمل القيادي فيها وحصره علي "مجموعة صغيّرة" و أشخاص مُحدّدون ظلوا يتسيدون المشهد مُنذ "٦ سنوات عجافاً" ولايزالون يرفضون إعطاء الفرصة لغيرهم وهم من فشلوا حقاً في أداء المطلوب ، بل وساهموا بشكل كبير جداً في هذا الواقع الحالي بكل مآسيه ، و علي من يقول بأن علي الآخرين أن يتقدّموا الصفوف نقول لهم أنه للأسف هنالك "مافيا" حقيقية ظلت مُرتبطة بتمرير أمر من يُشارك أو لايُشارك ومن يحق له أن يُمارس واجبات العمل القيادي في بلادنا ، و من يتم إقصاؤه و مُحاربته ، وظلّ أغلب من فيها مُرتبطاً بشبكةوحلقات مصالح إما داخليّاً أو خارجيّاً ، يقمعّون ويبعدون أي مُبادر وقوي وذو مقدرات حقيقية عن أي دور قيادي ، وأصبح العمل القيادي ومُداورته تغلِب عليه طابع "الشُّلليات" و "التكتُلات" و طريقة "أصحاب أصحاب" وفقه "الحُب والكُره" ، بعيداً عن أي تقديم أو تغليب لمصالح بلادنا والشعب السُوداني.
لن ينصلح حال بلادنا وتقف الحرب فيها ، ونستعيّد عافيتها وإسترداد مسارها الثوري والإنتقال الديمُّقراطي في ظل هذا الواقع المُشوه والخاطئ ، ولن تكون هنالك أي وحدة أو توسيّع لقاعدة المُشاركة داخل القوي المدنية في حال إستمرار هذا النهج الإقصائي و الإحتكاري للقرار السياسِي والعمل القيادي الفاعِل والمُثمِر.