المثقف السوداني ما بين قلق الدرويش ومتاهة البحث عن القوة في الصراع الماثل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-15-2025, 06:22 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-23-2024, 02:39 PM

زهير ابو الزهراء
<aزهير ابو الزهراء
تاريخ التسجيل: 08-23-2021
مجموع المشاركات: 11797

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المثقف السوداني ما بين قلق الدرويش ومتاهة البحث عن القوة في الصراع الماثل

    02:39 PM October, 23 2024

    سودانيز اون لاين
    زهير ابو الزهراء-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر






    في سياق الصراعات السياسية والاجتماعية المتلاحقة التي شهدها السودان خلال العقود الأخيرة، يجسد المثقف السوداني حالة من التوتر والقلق الداخلي الممزوج بالغموض. هذا الوضع يشبه ما يمكن تسميته "قلق الدرويش"، حيث يجد المثقف نفسه في رحلة بحث دائمة عن الحقيقة في عالم تملؤه التناقضات والمآسي. من جهة، تراه متمسكًا بمثله العليا التي كونها من خلال قراءات وتجارب فكرية، ومن جهة أخرى، يواجه واقعا سياسيا معقدا تتنازع فيه القوى المختلفة لتحقيق مصالحها الخاصة. وبين هاتين الحالتين، يبدو المثقف وكأنه في "متاهة البحث عن القوة".
    المثقف السوداني بين القيم وضغوط الواقع
    مثل الدرويش، يتأرجح المثقف السوداني بين المثالية التي يسعى لتحقيقها والضغوط الواقعية التي يواجهها. غير أن هذا التأرجح لا يظهر فقط في مواقفه الشخصية، بل ينعكس أيضًا في كتاباته وتحليلاته السياسية. كثير من الكتابات السودانية الحديثة تحمل طابعًا من الغموض، حيث يلجأ بعض المثقفين إلى تعقيد الطرح التحليلي بصورة قد تجعل أفكارهم بعيدة عن فهم العامة. قد يكون هذا الغموض محاولة لإضفاء عمق على رؤيتهم، لكنه يؤدي في النهاية إلى خلق فجوة بينهم وبين الشعب.
    المدارس الفكرية تباين في الرؤى وتحديات الانتماء
    في المشهد الثقافي السوداني، نجد أن المدارس الفكرية تتعدد وتختلف من حيث الرؤى والمبادئ. هناك التيارات الماركسية والإسلامية والقومية والليبرالية، وكل منها يقدم مقاربة مميزة للصراع السياسي والاجتماعي في السودان. هذا التنوع الفكري، على الرغم من ثرائه، يساهم في تعقيد المشهد، حيث أن بعض المثقفين يجدون أنفسهم غير قادرين على اتخاذ مواقف ثابتة وواضحة. ينشأ عن ذلك تأرجح في الانتماء وضعف في الاستمرارية.

    الإسلاميون تبرز المدرسة الإسلامية كتيار رئيسي في السياسة السودانية، وقد كان لها دور بارز خلال حقبة البشير. مشروع "النهضة الإسلامية" لم يكن خاليًا من التحديات، حيث واجه انتقادات حادة بسبب التورط في الصراعات المسلحة والانخراط في مصالح شخصية.

    اليساريون يتمتعون بتاريخ طويل من المقاومة ضد الاستبداد، لكن خطابهم يبدو موجهًا نحو النخب ولا يصل بسهولة إلى الطبقات الشعبية. مع ذلك، ما زالوا يسعون لتقديم أنفسهم كبديل في وجه القوى التقليدية.

    القوميون أصحاب الرؤى القومية يعانون من غياب تنظيم فعال وغموض في الطرح، ما يجعلهم يواجهون صعوبة في تقديم رؤية واضحة حول السودان في سياق التوجهات الإقليمية، سواء كانت عربية أو أفريقية.

    العلمانيون يسعون لفصل الدين عن الدولة، لكن خطاباتهم موجهة للفئات الحضرية والمثقفة، بينما يجدون تحديًا في إقناع القطاعات الريفية والمجتمعات التي تربط بين الهوية الدينية والسياسية.

    الفجوة بين المثقف والجماهير
    أحد أكبر التحديات التي يواجهها المثقف السوداني هو غيابه عن التواصل المباشر مع الشعب. بدلاً من الانخراط في الحراك الجماهيري والنقاشات المجتمعية اليومية، يظل المثقفون منغمسين في نقاشات نظرية وفكرية بعيدة عن اهتمامات الناس العادية. يتسبب هذا العزل الفكري في إضعاف تأثير المثقف في العملية السياسية، حيث يظل دوره محصورًا بين دوائر النخبة دون التأثير الفعلي في الشارع السوداني.
    خطورة التأرجح وضعف الحضور السياسي
    التأرجح الفكري والغموض الذي يسود الخطابات الفكرية للمثقفين السودانيين ينعكس بشكل خطير على دورهم السياسي. فبدلاً من أن يكونوا جزءًا من عملية التغيير الفعلي، يقتصر دورهم على مراقبة الأحداث وتحليلها دون تقديم حلول واقعية وملموسة. هذا الوضع يفتح المجال أمام القوى المسلحة والمليشيات للسيطرة على المشهد، ويترك المثقف في موقع المتفرج، بدلاً من أن يكون المحرك للتغيير.
    نحو خطاب أوضح وتواصل أعمق مع الشعب
    لتجاوز هذا الوضع، يحتاج المثقف السوداني إلى إعادة النظر في دوره وفي كيفية تواصله مع الناس. يجب أن يكون الخطاب الموجه للجمهور أبسط وأكثر وضوحًا، مع تقديم حلول ملموسة للقضايا الحياتية التي تواجه الناس، مثل الفقر والبطالة وانعدام الأمن. كما يجب أن يتفاعل المثقف مع الحراك اليومي ليكون جزءًا من الحل، بدلاً من أن يظل منعزلًا عن الواقع العملي.
    و المثقف السوداني يقف اليوم في مفترق طرق بين الاستمرار في تأرجحه الفكري أو أن يصبح فاعلًا في التغيير الاجتماعي والسياسي. غيابه عن الجماهير ليس فقط خطرًا على دوره، ولكنه قد يساهم في تكريس المزيد من الأزمات السياسية والاجتماعية في السودان. إنه وقت إعادة التفكير في دوره وموقعه من أجل مستقبل أكثر استقرارًا وعدالة.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de