في خضمّ عاصفة التغيير التي هزّت أركان السودان، وفي ذكرى ثورة الحادي والعشرين من أكتوبر، يطلّ علينا سؤالٌ جوهريٌّ يرنّ في أعماق كلّ وطنيٍّ: هل نحن مقدرون على كسر دورة الفشل التي أضحت سمةً بارزةً في تاريخنا المعاصر؟ أم أننا ما زلنا نراوح مكاننا، نُعيد إنتاج الأخطاء نفسها، ونغرق في مستنقع الصراعات والحروب الأهلية؟ لطالما كان السودان أرضاً خصبةً للثورات والانتفاضات، إلا أن ثمار هذه الثورات ظلت حبيسة أحلام الشعوب، فقد شهدت البلاد تجارب حكمٍ متنوعة، من العسكر إلى المدنيين، ومن الحزب الواحد إلى التعددية الحزبية، إلا أن النتيجة كانت واحدة: الفشل في تحقيق التنمية المستدامة، وبناء دولة المؤسسات والقانون، لقد دفعت الثورة السودانية ثمناً باهظاً من الدماء والتضحيات، إلا أن النخب الحاكمة فشلت في ترجمة هذه التضحيات إلى واقع ملموس، فقد عادت البلاد إلى المربع الأول، واندلعت حرب أهلية جديدة، زادت من معاناة الشعب السوداني، فما هي الأسباب: ١/ الفساد المستشري: لقد استشرى الفساد في مفاصل الدولة السودانية، وأصبح عائقاً كبيراً أمام التنمية والتقدم، ٢/ الصراعات الحزبية: انقسمت القوى السياسية السودانية إلى تيارات متصارعة، مما شلّ العمل السياسي وحول الانتباه عن القضايا المصيرية، ٣/ غياب الرؤية الاستراتيجية: افتقرت النخب الحاكمة إلى رؤية واضحة لمستقبل السودان، مما أدى إلى اتخاذ قرارات ارتجالية وقصيرة النظر، ٤/ التدخلات الخارجية: لعبت القوى الخارجية دوراً كبيراً في تأجيج الصراعات الداخلية في السودان، وسعت إلى تحقيق مصالحها الضيقة على حساب مصلحة الشعب السوداني، فما هي الحلول: أ/ بناء دولة المؤسسات: يجب بناء دولة المؤسسات والقانون، التي تحكمها قواعد واضحة، وتضمن المساواة والعدالة بين جميع المواطنين، ب/ مكافحة الفساد: يجب مكافحة الفساد بكل حزم، ومحاسبة الفاسدين، وإعادة الأموال المنهوبة إلى خزينة الدولة، ج/ وحدة الصف الوطني: يجب تحقيق الوحدة الوطنية، وتجاوز الخلافات الحزبية والعرقية والمذهبية، من أجل بناء السودان الجديد، د/ التعاون الإقليمي والدولي: يجب على السودان التعاون مع الدول الإقليمية والدولية، من أجل تحقيق السلام والاستقرار والتنمية، فلنتفق: إنّ المستقبل يظل مشرقاً للشعب السوداني، شريطة أن يتوحد الشعب السوداني، ويتجاوز خلافاته، ويعمل معاً من أجل بناء دولة ديمقراطية عادلة ومزدهرة، فالسودان بلد غني بالموارد البشرية والطبيعية، ولا يستحق إلا الأفضل.. هنا تحضرني طرفة فليسمح لي القارئ الحصيف بأن اوجزها في هذه المساحة وبهذه العجالة وهي: "ذكرى أكتوبر في ظلال الحرب: بين الحنين والألم وفي صمت الحزن نحتفي: ذكرى أكتوبر في السودان المُمزق" قارئي الحصيف، أقف أمامكم اليوم وأنا أحمل في قلبي مزيجًا من الحنين والألم، من الفرح والحزن، إنها ذكرى أكتوبر المجيدة، ذكرى ثورة أضاءت سماء السودان بنور الأمل، وألهبت قلوب الشباب بحب الوطن، ولكننا نحتفل بها اليوم في ظروف استثنائية، في وقتٍ يشهد فيه وطننا الحبيب حربًا طاحنة دمرت كل شيء جميل، مرّ ستون عامًا على تلك الثورة المباركة، التي كانت فجرًا جديدًا لسوداننا، والتي أطاحت بنظام ديكتاتوري، وفتحت آفاقًا جديدة للأمل والتغيير، ولكن، يا للأسف، سرعان ما غُطيت تلك الأفاق بغيوم الظلم والاستبداد، وتكررت المآسي، وتجددت الجراح، اليوم، ونحن نحتفل بهذه الذكرى، تشتعل النيران في كل أنحاء السودان، الحرب الدائرة منذ أبريل الماضي لم تترك حجرًا على حجر، وشردت الملايين من أهلنا، ودمرت البنية التحتية، وأزهقت أرواح الأبرياء، أعلم أن الكثير منكم يشعرون باليأس والإحباط، وأنهم فقدوا الأمل في مستقبل أفضل لسوداننا، ولكنني أقول لكم: لا تيأسوا، فالشعب السوداني شعب عظيم، وصبره طويل، وعزيمته لا تلين، قد لا نستطيع الاحتفال بهذه الذكرى كما يجب، وقد لا نرفع أعلامنا عالياً في سماء الوطن، ولكننا سنحتفل بها في قلوبنا وفي صلاتنا، وسنذكر أجيالنا القادمة بما قدمه أبطال هذه الثورة من تضحيات، وإذا كان الحزن قد سيطر على قلوبنا في الداخل، فإن بعض الجاليات السودانية في الخارج قد احتفلت بهذه الذكرى، معبرة عن حبها لوطنها، وعن أملها في عودته قويًا متحدًا، هذا الاحتفال هو بمثابة شمعة أمل في ظلمات هذه الحرب، وهو دليل على أن روح السودان لا يمكن كسرها، أدعو الله العظيم أن يرفع عنا هذا البلاء، وأن يعجل بنصرنا على أعدائنا، وأن يجمع شملنا في وطن واحد، موحد، قوي، مزدهر، ختامًا، أقول لكم: كل عام وأنتم بخير، وكل عام وسوداننا حراً عزيزًا، لا تنسوا أن تشاركوني رأيكم وتعليقاتكم على هذه الكلمات.. Don't forget to share your opinion and comments on these words وعلى قول جدتي: "دقي يا مزيكا !!". خروج: "أطفال النيل بين مطرقة الحرب وسندان الإغلاق وفي مأزق التعليم: سودانيون في مصر بين الأمل واليأس" ففي خضمّ الحرب التي مزقت السودان، وجد آلاف السودانيين أنفسهم لاجئين في دول الجوار، بحثًا عن ملاذ آمن، ومن بين هؤلاء، كان هناك أطفال يحملون أحلاماً كبيرة، وأملًا في استكمال تعليمهم، إلا أن هذا الأمل سرعان ما تحول إلى كابوس، عندما بدأت السلطات المصرية بإغلاق المدارس السودانية، مُعلقةً بذلك مستقبل آلاف الطلاب السودانيين، ففي مصر، التي فتحت أبوابها لاستقبال اللاجئين السودانيين، واجه هؤلاء الأطفال تحديات جديدة، فبعد أن فروا من ويلات الحرب، وجدوا أنفسهم أمام تحدٍ آخر، وهو حرمانهم من حقهم في التعليم، فقرار إغلاق المدارس السودانية، وإن كان مبررًا من الناحية القانونية، إلا أنه ألقى بظلاله الكئيبة على حياة هؤلاء الطلاب وأسرهم، نموذج: السيدة السودانية، "أم خالد"، التي فقدت زوجها في الحرب، وتعاني من مرض السرطان، تجسد معاناة آلاف الأسر السودانية، فبعد أن فقدت كل ما تملك، وجدت نفسها أمام تحدٍ جديد، وهو تأمين مستقبل أبنائها التعليمي، فكيف لها أن تفعل ذلك وهي لا تعمل، ولا تملك المال الكافي لتسجيل أبنائها في مدارس خاصة؟ فما هي الأسباب: ١/ الحرب في السودان: أدت الحرب إلى نزوح أعداد كبيرة من السودانيين، مما زاد من الضغط على الموارد التعليمية في الدول المستضيفة، ٢/ الاشتراطات القانونية: فرضت السلطات المصرية شروطًا صارمة على المدارس السودانية، مما صعب من عملية الحصول على التراخيص اللازمة، ٣/ عدم الاستقرار الإداري: أدى عدم الاستقرار الإداري في السودان إلى تأخر صدور القرارات الرسمية بشأن التقويم الدراسي للمدارس السودانية في الخارج، وما هي الحلول: أ/ تسهيل الإجراءات: على السلطات المصرية تسهيل الإجراءات اللازمة للحصول على التراخيص اللازمة لفتح المدارس السودانية، مع مراعاة الظروف الاستثنائية التي يمر بها السودانيون، ب/ توفير الدعم المالي: يجب توفير الدعم المالي للمدارس السودانية، لمساعدتها على تلبية الاشتراطات القانونية، ج/ التعاون الإقليمي والدولي: يجب على المجتمع الدولي والمنظمات الدولية تقديم الدعم اللازم للسودان، لمساعدته على تجاوز هذه الأزمة، وختاما: إن حرمان الأطفال من التعليم هو جريمة ضد الإنسانية، وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته تجاه هؤلاء الأطفال، وأن يعمل على توفير فرص تعليمية لهم، حتى يتمكنوا من بناء مستقبل أفضل لأنفسهم ولبلادهم.. #أوقفوا_الحرب ولن أزيد ،، والسلام ختام. [email protected] - @drosmanelwajeeh
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة