اخيراً اختلف اللصان – حركات دارفور وجيش الفلول كتبه إسماعيل عبد الله

اخيراً اختلف اللصان – حركات دارفور وجيش الفلول كتبه إسماعيل عبد الله


10-21-2024, 11:38 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1729507088&rn=0


Post: #1
Title: اخيراً اختلف اللصان – حركات دارفور وجيش الفلول كتبه إسماعيل عبد الله
Author: اسماعيل عبد الله
Date: 10-21-2024, 11:38 AM

11:38 AM October, 21 2024

سودانيز اون لاين
اسماعيل عبد الله-الامارات
مكتبتى
رابط مختصر




المثل يقول الكلب لا يقدر على تغيير طريقة الجلوس على ذيله، ومثل آخر منطوقه: أن ذيل الكلب لا ينعدل مهما تطاولت به السنون، فهنالك تطابق كامل بين جيش الفلول وحركات دارفور في المسلك والتوجه والتركيبة، كلا الطرفين يجتمعان حول التكوين الإثني والقبلي المقيت، ويعتمدان على أكل أموال الناس والدولة بالباطل من أجل تحقيق أهداف ذاتية ضيّقة، فجيش الفلول ومنذ نشأته الأولى عمل على نهب ثروات البلاد واحتكارها واستثمارها، في إطار دوائر نخبوية وعائلية وأسرية وجهوية صارخة، وكذلك الحال بالنسبة لحركات دارفور، التي نهبت ثروات المواطنين وقتلتهم على أساس العرق والقبيلة واستثمرت في الحروب، وعملت كمرتزقة مدفوعة الأجر عابرة للحدود قاتلت في ليبيا وتشاد وجنوب السودان، بناءً على الكسب المالي من أطراف هذه المعارك التي راح ضحيتها عدد لا يستهان به من الشباب، وجيش الفلول اشتهر بتجارة الخشب والعاج وسن الفيل إبّان حربه ضد سكان جنوب السودان، وذات التجارة الحرام مارستها حركات دارفور بالسطو على ثروات البلاد الحيوانية، ونهب الماشية بقوة السلاح من ملكية الرعاة أصحاب الحق الأصيل، ثم بيعها في أسواق الدول المجاورة، فالمشتركات ماثلة بين مليشيات الحركات المسلحة وجيش الفلول المؤسس قبل قرن على يد المستعمر، وقد شهدنا هذا التزاوج المنفعي والاقتصادي الفاسد في الحكومة الانتقالية في نسختها الثانية، المكوّنة بعد دخول حركات دارفور في شراكة مع جيش الفلول عبر بوابة اتفاقية جوبا المشؤومة، وشهد العالم حجم الفساد العظيم لوزارة المعادن والشركة السودانية للموارد المعدنية، وأزكمت الأنوف روائح الفساد الكبير الذي طال الوزارة، وانسحب نفس الفساد على وزارة المالية وحكومة إقليم دارفور.
اليوم وكما درجت العادة تقوم حركات دارفور بتدشين مشروع ابتزاز قيادة جيش الفول، الممسك ببقايا سلطة هاربة ونازحة لبورتسودان، وتفرض شروطها لاستمرار دعمها للفلول وجيشهم في الحرب، بعد أن أنهك الجيش الفلولي الخاسر وصار يعتمد عليها بنسبة مائة بالمائة، في سد ثغور الجبهات المهددة باجتياح قوات الدعم السريع، وهذه الحركات متمرسة في مزاولة النشاط التجاري في أسواق النخاسة، وتعي تماماً متى تنقض على فريستها بعد أن يرهقها العنت وتتعبها المشقة، وكما تلاحظون عندما شن فلول النظام البائد حربهم الغادرة على قوات الدعم السريع، اتخذت حركات دارفور موقفاً محايداً ليس حباً في الوطن، بل لكي تترصد هفوات ونقاط ضعف الفريقين المتحاربين، ومن ثم تتسلق الشجرة المتدلية الثمار، وقد كان، فوجدت ضالتها في جيش فلولي منهك وتعبان، يبحث عن الإمساك بقشة تخرجه من بين أمواج متلاطمة لبحر حرب دخلها دون أن يحسب لها حساب، فخضع لمساومتها بأن دفع لها ملايين الدولارات، هذا بعد أن لفظها الدعم السريع ولم يستجب لابتزازها، لأنه كان وما يزال عالي الكعب، وبعد أن تمكنت حركات دارفور من مفاصل ما تبقى من جيش مهلهل متهالك، تعرض لهزائم متتالية طيلة عام ونصف العام، وضع الفلول ومشروع حربهم غير المشروعة في محك حرج، الخروج منه مثل الخروج من الحمام بعد دخوله، لقد استهان قادة جيش الفلول بخبث ومكر أمراء حرب دارفور الذين أثروا ثراءً فاحشاً، بالاستثمار في حرب أشعلوها وسط ديارهم وبين أهاليهم الذين لجئوا بالملايين إلى دول الجوار، فأمير الحرب لا يهمه الوطن ولا يكترث لأم ولا لولد، طالما أن الحرب ستنزل على جيبه الدنانير والدراهم والريالات والدولارات، لم يضع قادة جيش الفلول هذا التحول والانقلاب في حسبانهم، عندما قال جنرالات حركات دارفور أنهم في خندق واحد مع جيش الفلول في حرب (الكرامة).
اختلاف لصوص جيش الفلول وزعماء مافيا حركات دارفور المسلحة، يصب في مصلحة المشروع الكبير لقوات الدعم السريع، ويؤكد تأكيداً لا يقبل الشك على أن مشعلي حرب منتصف أبريل ومرتزقتهم، لا يملكون مسوغاً أخلاقياً واحداً للحديث عن الوطن، فهم مجرّد ورثة لنظام الفساد والاستبداد الإخواني، الذي غش السودانيين وخدعهم بتطبيق شرع الله، الشرع الذي أكمل رسالته سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام في ثلاثة وعشرين عاماً، بينما قضى كهنة وزنادقة وحاخامات الحركة الإخوانية الشيطانية خمسة وثلاثين عاماً، سفكوا فيها الدماء وهتكوا الأعراض وشرّدوا السودانيين من ديارهم، وجعلوهم هائمين على وجوههم ببلاد (الكفار) الذين آووهم ونصروهم وأنزلوا السكينة في قلوبهم، فتحالف اللصوص والقتلة والمجرمين المتحصنين بميناء السودان الأول في حقيقته تحالف هش، مثل هشاشة وهوان بيت العنكبوت، ولن يصمد أمام طوفان التحرير القادم تحت حماية أسنة رماح قوات الدعم لسريع، وكما قال أيقونة النضال والتحرر الوطني نلسون ما نديلا: الفاسدون لا يبنون أوطانهم وإنّما يبنون أنفسهم، وقد شهدنا على هذا السلوك الفاسد الذي نبّه له مانديلا في إقليم دارفور، متمثلاً في شخص حاكم الإقليم المزعوم والفاسد الأكبر، ذلكم الحاكم المزعوم الذي سطا على أصول البعثة الأممية المشتركة - اليوناميد، كما كشفت لنا المصادر أيضاً عبر توثيقات صوتية مبذولة في الميديا، جريمة العصر لمدير الشركة السودانية للموارد المعدنية، فهؤلاء اللصوص لا يؤمنون بقضية، وإنّما يجتمعون لسرقة مقدرات الوطن ونهبها على طول البلاد وعرضها، كما أن التناقض والاختلاف يعتبر مظهر أساسي من المظاهر الواضحة في تعاطيهم مع كرسي السلطة الذي هو الآن على شفا الانهيار التام والكامل.

إسماعيل عبد الله
[email protected]