Post: #1
Title: أمة لا تسترشد بالأهداف لا تنشيء نهضة بقلم المهندس أحمد نورين دينق
Author: أحمد نورين دينق
Date: 10-20-2024, 02:06 PM
02:06 PM October, 20 2024 سودانيز اون لاين أحمد نورين دينق-السودان مكتبتى رابط مختصر
النهضة لا تقوم خبط عشواء ، بل بجهود رجال و نساء الأمة المخلصين ، و يمثل وضوح الرؤية لحال الأمة بعد النهضة هو الحافز الذي يحدو الكل تجاه العمل و النشاط ، و الرؤية لا تتضح أيضاً إلا بوضوح الأهداف أو الغايات .. مع أن تجربة الإسلاميين في السودان إدبان نظام الإنقاذ شابها الكثير من الظلم و القهر حتى شانتها ، إلاّ أنها كانت تحمل فيما تحمل أهداف و غايات واضحة لمن تابع مسيرة حكوماتها المتعاقبة ، فقد وضعت الإنقاذ مسألة إستخراج النفط كهدف ، و إستطاعت إنجازه ، و الإعتماد على التصنيع العسكري في الداخل كهدف و قطعت فيه شوطا كبيرا ، و نشر الدين الاسلامي في الداخل والخارج كهدف ، و قطعت فيه شوطا كبيرا ، فهذه الأهداف و الغايات الواضحة كانت تصب في الرؤية المستقبلية للأمة السودانية لو لم ترد نظام الإنقاذ عن الظلم و المحاباة التي تورطت فيها ، فأثارت حفيظة الشعب السوداني فأزالته بثورة شعبية.. و الرؤية للحكم ضرورة ملحة في السلم و الحرب ، لأنها الركن الذي يرتكز عليها سياسات الحكومة ، فحكومة بدون رؤية ، كطبيب بدون ذخيرة علمية ، يعالج كيفما إتفق ، فما هي الأهداف المناسبة للحكومة السودانية الحالية لبناء سياساتها في فترة الحرب الحالية ؟ في إعتقادي يجب أن يكون الهدف الأول هو القضاء على نظام المليشيات و خاصة في دارفور و شمال كردفان ؛ و الهدف الثاني: إرجاع السكان الأصليين الذين تم تهجيرهم قسراً بواسطة المليشيات خلال العقود الثلاثة الماضية إلي أماكنهم و حواكيرهم الأصلية إذ لا فائدة للحرب إذا لم تسترد الحكومة مناطق سكان دارفور المسلوبة ، فهذه أقوى عربون صداقة تقدمها حكومة الحرب لسكان دارفور الأصليين ، و الهدف الثالث من هذه الحرب معالجة السياسات السالبة ؛ و هي كثيرة ، تشمل : إحتضان المليشيات و إنشائها و رعايتها ، و تشمل ، إنشاء معسكرات الجيش بالقرب من المدن المكتظة بالسكان ، فلا بد من إخراج المعسكرات لمساحات جديدة و إستراتيجية بعيدة عن سكنى المواطن و السودان بلد واسع ، و الهدف الرابع: إنسحاب الجيش من المعترك السياسي نهائياً ، لأن من أهم أسباب الحرب الحالية ، إحتراف الجيش مهنة السياسة على حساب مهنته الأساسية ، فصارت المؤسسة العسكرية مشغولة بالعمل العام أكثر من عمله الاصلي ، بل وكل جزء من عمله الاصلي لمليشيا الدعم السريع ألا وهي مهمة سلاح المشاة ، فكانت مليشيا الدعم السريع هي سلاح المشاة للمؤسسة العسكرية طوال العقدين الماضيين ، مما ساهم في ضعف المؤسسة العسكرية في هذا الجانب ، و ظهر الضعف جليا في سير المعارك في بداية الحرب ، فكانت المليشيا تحرز في الانتصارات في معظم المحاور ، إلى أن دخل المستنفرين و من بعدهم القوات المشتركة في المعركة ، و بعدها إستعادت المؤسسة العسكرية زمام المبادرة ، فيجب أن يستجيب قادة الجيش لمطلب الشعب في نهاية الحرب بأن يعودوا لدورهم الأصيل و الشرعي دستوريا و دولياً في حماية الدستور و الحدود ، و يتركوا الأحزاب يتمرسوا في الحقل السياسي ، و في النهاية ، ستظهر أحزاب مؤهلة لملء الفراغ السياسي في البلاد .. من فوائد وضوح الرؤية أن تدخل الأطراف الإقليمية يكون مفيدا في حالة وضوح الرؤية السياسية ، فإستمرار أمد الحرب لزمن طويل لا يخدم مصلحة دول الجوار ، و بالتحديد : مصر و جنوب السودان و تشاد ، فهذه الدول تستضيف الجزء الأكبر من المواطنين السودانيين ، فهم ضررهم مباشر من إستمرار الصراع لأمد بعيد ، و لكن الإتحاد الإفريقي ممثل في مجلس الامن و السلم الإفريقي ، لا يقدر المسألة التقدير المطلوب ، فلو كان مدركاً لهذه المخاطر ، لكان قد أكمل تنسيقه مع الأسرة الدولية ، على أن تمول هذه الأطراف عملية عسكرية محدودة ، يكون مسرحها دارفور من أجل تنظيفها من المليشيات و إرجاع السكان الأصليين إلى أماكنهم ، و نسبة لكون الجيش المصري الافضل من ناحية التسليح ، فيمكن أن يكون هو المرشح الأوفر حظا لمساعدة الجيش السوداني و القوات المشتركة السودانية و المستنفرين لتنظيف دارفور من المليشيات في زمن قياسي و إرجاع السكان الأصليين إلى أماكنهم في أقرب وقت و كسر شوكة المليشيات فيها بصورة كبيرة ، من أجل إرجاع دارفور لحظيرة الإنتاج و ماكنة مهمة من ماكنات الإقتصاد الوطني ، و من أجل قفل باب الصراع ، ينبغي أن تواصل حكومة الحرب الحالية في السودان إلى أن تضع الحرب أوزارها بتحقيق هذه الأهداف الأربعة التي يمكنها أن تؤسس بصورة جلية لسودان ما بعد الحرب .
|
|