Post: #1
Title: تحركات الجيش الاخيرة تعليق على مقال كتبه عمر احمد على
Author: عمر عبد الله محمد علي
Date: 10-08-2024, 00:21 AM
00:21 AM October, 07 2024 سودانيز اون لاين عمر عبد الله محمد علي-USA مكتبتى رابط مختصر
[email protected]
نشر الاستاذ عمار الباقر مقالا بعنوان "تعليقا على تحركات الجيش الاخير ما هو الثمن؟ و ما هو المخطط؟" فى جريدة مداميك الالكترونية. احتوى المقال على قراء جديدة لمسببات الحرب و دوافعها و خرج بمجموعة من الاستنتاجات. فقد اورد كاتب المقال ان من اهداف حرب الرابع من ابريل 2023 هو قطع الطريق نهائياً عن أي حلم بإقامة دولة سودانية حديثة قائمة علي مبدأ العدالة الاجتماعية ومنحازة للفقراء والمسحوقين الذين هم السواد الأعظم لهذا الشعب، ومن ثم إقامة دولة تابعة لقوي الشر الرأسمالي العالمي والاقليمي علي انقاض ذلك الحلم. و لتحقيق هذا الهدف يجب سحق مجموعتين: المجموعة الأولى هي القوى الثورية التي تعاظم نفوذها على مستوى الشارع بحيث اصبحت مهدداً لأي مشروع تسوية يضع البلاد في طريق التبعية. لا خلاف حول ذلك فكل المراقبين يتفقون فى ان هدف هذه الحرب هو الانقضاض على ثورة ديسمبر و تصفيتها. اما المجموعة الثانية هي مجموعة الاسلامين المسيطرين على الجيش وبقية المؤسسات الامنية وبقية مؤسسات الدولة بمختلف قطاعاتها والتي وبسيطرتها تلك قد تحولت إلى عائق كبير أمام بزوغ وتخلق المشروع السياسي الجديد القائم على الشراكة بين مختلف القوى المؤيدة لمشروع التبعية من مجموعات الرأسمالية الطفيلية وأحزاب الهبوط الناعم وطبقة كبار الضباط الفاسدين. هذه الجزئية تتناقض مع كل قراءات و استنتاجات و رؤى المهتمين بالشأن السوداني بما فيهم الكيزان انفسهم بل حتى مقالات سابقة نشرها كاتب المقال. فهذه الحرب الغرض الاساسى منها اعادة سيطرة الاسلاميين بشكل كامل و اطلاق يد اجهزتهم الامنية و تصفية كل وجود للقوى السياسية المناوئة لهم بما فيها قوى الهبوط الناعم. الجزئية تنطوى على تناقض اخر اكثر ايلاما و اثارة للدهشة و هو ان الاسلاميين يقفون حجر عثرة فى وجه إقامة دولة تابعة لقوي الشر الرأسمالي العالمي والاقليمي. فتصفيتهم ضرورة لاقامة دولة راسمالية تابعة. تاريخ الاسلاميين قائم على خيانة قوى التحرر الوطنى و القوى الاسلامية المتطرفة فقد قاموا بتسليم كارلوس الى فرنسا و المئات من الاسلاميين الى امريكا و وفروا معلومات مفصلة عن الجماعات الاسلامية المتطرفة بعد 11 سبتمبر للغرب و امريكا. اما على المستوى الاقتصادى فقد قاموا بتنفيذ روشتة البنك الدولى بالكامل و دون نقصان و التاسيس لنظام السوق الحر فصفوا مؤسساءت القطاع العام و انسحبت الدولة من تقديم الخدمات و تم فرض القطاع الخاص فى كل مناحى الحياة (اللهم الا اذا كان تعريف جديد للتبعية). اما على المستوى الاقليمى فقد كان الجيش السودانى طوع بنان الامريكان و الغرب فى تغيير الانظمة فى الدول المجاورة (منقستو، دبى،..) و شاركت قواتهم فى عاصفة الصحراء مدافعيين عن السعودية و الامارات. لوهلة ظننت ان كاتب المقال اسلامى معتوه يفترض الغباء فى القارىء و فى الشعب السودانى فالى جانب الهراء الذى اوردناه عاليا تحدث كاتب المقال عن ارتفاع أعداد الضحايا الذين قضوا في هذه العملية من عناصر الحركة الاسلامية ومن المجموعات الثورية ذات التفكير الثوري البدائي، لا توجد احصائية بذلك كما ان بعض الضباط الذين روجت الحركة الاسلامية الى انهم استشهدوا فى منطقة حجر العسل ضمن متحرك الجيش لتحرير المصفاة قد قضوا نحبهم فى الاسبوع الاول للحرب و قد تم نشر صورهم من قبل تكبير الكوم و نسب نصر حققه صغار الضباط فى الجيش السودانى للاسلاميين. حتى من شارك من ضباط هئية العمليات فى تلك المعركة فدافعه الاساسى هو حماية منطقته و الثار لاهله معروف ان كرتى قد ضم اعداد كبيرة من ابناء تلك المناطق لهيئة العمليات و كان يسمون على سبيل الفكاهة بابناء الحجارة الكريمة. لكن بالبحث فى الميديا و الوسائط اكتشفت انه قيادى فى الحزب الشيوعى لكن لفت نظرى مقال فى سودانيز اولاين القى الضوء على شخصية الكاتب و بين انه شخصية مثيرة للجدل و تدور حوله العديد من علامات الاستفهام. لا شك ان الحزب الشيوعى شأنه شأن كل القوى السياسية تعرض للاختراق من الحركة الاسلامية و اجهزة امنها فقد نشر فتحى الضو العديد من تقارير جهاز الامن التى اعدها اعضاء فى الحزب الشيوعى كما ان الحركة الاسلامية اخترقت الحزب الشيوعى فى قطاع الطلاب فى اعلى مستوياته و جندت المسوؤل التنظيمى لمكتب الطلاب المركزى و داهمت اجتماع موسع لمكتب الطلاب المركزى و قيادات فروع الحزب الشيوعى فى الجامعات فى العام 1995 مما يعنى ان جزء كبير من تلك القيادات يشغلون الان مواقع متقدمة فى قيادة الحزب الشيوعى. المقال صور موضوع الصراع بين الاسلاميين و قيادة الجيش على انه حقيقة ماثلة و امر واقع لا مفر كما اجتهد فى حشر اسم على عثمان محمد طه بين سطور المقال. لا شك ان الاسلاميين يدركون ان الشعب السودانى لن يقبل بهم و لا محاولتهم لغسل و تلميع جهاز الامن و هيئات العمليات و كتائب الظل و خير دليل على ذلك ما حدث فى كسلا، لذا لا بد ان يجدوا واجهه او فرية يتخفوا خلافها فمثلما تخفوا وراء اللجنة الامنية فى ثورة ديسمبر و حاولوا خداع الشعب السودانى و اخفاء حقيقة انقلاب الانقاذ بسجن زعيمهم الترابى فأنهم لا شك سيعملون على خداع الجماهير بأن هناك صراع بين قيادة الجيش و الحركة الاسلامية و ان الاسلاميين احد ضحايا هذه الحرب اللعينة و ان قوى الاستكبار لا زالت خلفهم. ان كان هناك صراع فهو ليس بين قيادة الجيش و الاسلاميين لكن بين قيادات الاسلاميين انفسهم فثلما استعان على عثمان بعمر البشير لازاحة الترابى فأن على كرتى لن يتورع عن التحالف مع البرهان لابعاد على عثمان و التامر على احمد هارون و عوض الجاز خاصة بعد ان نفض مهندس الحرب يده من مجموعات الامن الشعبى المتشددة و ارسل نسيبه كمال عبدالمعروف لاقناع الضباط الاسلاميين بضرورة ايقاف الحرب حتى لو لم تحقق الحركة الاسلامية ما تصبو اليه من اشعال الحرب بشكل كامل. العطا، البرهان و على كرتى و العديد من قيادات الجيش و الضباط الاسلاميين و ضباط هيئة العمليات و جهاز الامن من المنطقة الواقعة جنوب شندى الامر الذى يسهل امر وصولهم لتفاهمات تطيح بامال على عثمان كما ان ادراج كرتى فى قوائم الاوفاك يهدد مصالحه الاقتصادية و سبب قوى و مقنع بالنسبة له للانحناء للعاصفة و بيع على عثمان و عوض الجاز. بالمقابل نجد ان احمد هارون المطلوب من المحكمة الدولية و الحكومة الامريكية لا يرى لنفسه مخرج غير مواصلة الحرب اما شيخ على و عوض الجاز فيخشوا من انكشاف امرهم و ملاحقتهم و فتح الملفات القديمة و الجديدة لذا سيعملوا على مواصلة الحرب و عدم تقديم اى تنازلات ولو شكلية. لكن فى النهاية تبقى الحقيقة انه لا يوجد خلاف او صراع بين الاسلاميين و الجيش و ان اى محاولة للترويج لذلك فهى لذر الرماد فى العيون.
.
|
|