Post: #1
Title: خطر العنصرية القبلية يهدد السودان مستقبلا كتبه الطيب جاده
Author: الطيب محمد جاده
Date: 10-08-2024, 00:18 AM
00:18 AM October, 07 2024 سودانيز اون لاين الطيب محمد جاده-فرنسا باريس مكتبتى رابط مختصر
في هذه الأيام تعالت نبرة التعالي والتفاخر بالقبيلة بين الشعب السوداني، هذه العنصرية القبلية مهدة العديد من الأوجاع ، سأتناولها لخطورتها ولطول فترة حضانته في جسم الوطن حتي خيل لغير الأطباء وقتها أن الوطن سليم معافى لا يشكوا من غير هذا الصداع الخفيف وهو في الحقيقة يعاني من تلوث دقيق في خلايا تكوينه مما ساعدة في الإصابة بالسرطان القبلي الذي أبتلي به وطننا . القبيلة تنظيم ورابطة اجتماعية تحترم ولكنها بلا عقل وبلا منطق ولا تصلح أداةً لصنع التطور والتقدم والحضارة القبلية أنانية وعنجهية الأحقاد وتدفن الكفاءات والقدرات لو حصرنا القبلية وأعرافها في النواحي الاجتماعية فقط وغلبنا المجتمع المدني وسيادة القانون لكان الحال غير الحال ولما تطاول الأقزام لو قدمنا الكفاءة والخبرة على الولاء والانتماء لاستحى وتراجع الهرج والمرج . للأسف الشديد مازالت العصبية القبلية تعصف بنا يمين وشمال وانها مازالت موجودة فينا جميعا فمتى تزول من أذهاننا هذه الظاهرة الخطيرة التي لا تحمد عقباها و ليس خطأ أن يحفظ الإنسان نسبه وحسبه ولكن الخطأ أن يعتقد أن ذلك هو معيار التفاضل بين البشر أو يتخذ ذلك سبباً للتعالي والتكبر على الآخرين أو التفريق بين عباد الله وتصنيفهم إلى طبقات وفئات تفصل بينهم حواجز النسب وعوازل الحسب. ليس محموداً للإنسان أن يفخر على غيره بما كان من كسب يده فما بالك بما ليس من كسبه ومالا جهد له فيه ؟! ما معرفة الشخص لنسبه إلا نعمة خالصة من الله فهو سبحانه شاء لك أن تولد ابن فلان الفلاني ولوشاء سبحانه أن تولد ابن فلان من الناس لنَفَذَتْ مشيئة الله، إذاً فالنسب نعمة تستحق الشكر لا الفخر ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة حيث قال: ( أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلا فَخْرَ) (أخرجه ابن ماجه)، وقبل ذلك قول الله تعالى: {يأيها النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} فالله سبحانه يقول (لتعارفوا) وليس لتفاخروا وتعاظموا العنصرية والتمييز القبلي هو التخلف الذي يشهده السودان اليوم ، ولو تحررنا من هذا الداء البغيض لكنا كأقرائنا عشاق التقدم والتميز والحضارة ، التقليل من شأن الاخرين او فرض نوع من المعاملة الخاصة للبعض على حساب الاخر هذا الموروث القبلي الزائف لابد ان نتخلص منه ، القبلية هي التي ولدت العنف والاختلال في سكون وهدوء الشعب ، وبالرغم لمحدودية الفكر عند البعض فانه يعامل نفسه بصفة فريدة على انه ينتمي لقبيلة او مدينة معينة غير آخذ في الحسبان ما يتميز به غيره عنه سواء علميا او ثقافيا ، يهدد السودان اليوم سرطان العنصرية القبلية التي أصبحت تُثار بشكل بشع ، وهذه العنصرية سببها أصحاب اللايفات الذين يتحدثون باسم القبيلة كأن لهم تفويض من تلك القبيلة و يساندهم بعض العنصريين من الذين ينظرون أن السودان لهم وحدهم ، فأصبحنا نُمطر صباحا ومساءا بالشتائم والالفاظ الغير أخلاقية بالنزاعات ، هناك قبائل تم تمجيدها ورفعها فوق كافت الشعب وكأنها هي صاحبة السودان وبقيت القبائل لا يحق لهم العيش في السودان ، لماذا هذه الصرخات القبلية والعصبية الجاهلية ؟ لماذا تُثار الآن ؟ لصرف الشعب السوداني عن فكرة تحقيق أحلامه في العيش بسلام ووحدة وتشتيتهم ليسهل التحكم عليهم لفترة زمنية اطول ، أن مشكله هذا الشعب سلم أمره لبعض الجهلة السفهاء . أنقذوا البلاد من سرطان العنصرية القبلية ومن ريح العنصرية الجاهلية ، من أعظم المنكر أن نسعى في هدم السودان بسبب هذه العنصرية القبلية ، عيب علينا أن لم نحث الشعب بالخطر القادم للسودان بسبب العنصرية القبلية ، إن الفاسد في حياته والمحبط في نفسه والذي يشعر بمركَّب النقص هو الذي يكون عنصرياً.
|
|