الخير يخص و يعم و الشر كذلك بقلم المهندس أحمد نورين دينق

الخير يخص و يعم و الشر كذلك بقلم المهندس أحمد نورين دينق


09-26-2024, 06:27 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1727371670&rn=0


Post: #1
Title: الخير يخص و يعم و الشر كذلك بقلم المهندس أحمد نورين دينق
Author: أحمد نورين دينق
Date: 09-26-2024, 06:27 PM

06:27 PM September, 26 2024

سودانيز اون لاين
أحمد نورين دينق-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



أن تمر مرور الكرام على الأشياء و أنت تقع في فئة أهل الثقافة و الفكر ، فذاك معناه ضعف الفاعلية و التأثير ؛ فهذه الفئة منوط بها صياغة الحاضر ، و رسم ملامح المستقبل لمجتمعاتها ، و صون الأخلاق بحفظ القيم ، فلا بد لفئة أهل الثقافة و الفكر من حضور متزن يمكنهم من إنجاز مهامهم الثقيلة في مجتمعاتهم .. فمنذ فترة المراحل التعليمية الأولى ، إسترعى إنتباهي مقولة : الحياة مدرسة . فكنت أحس في قرارة نفسي ، بأن شيئاً ما غير مكتمل في هذه المقولة ، و بعد مرور بضع سنوات ، وجدت أن هذه المقولة معممة تعميماً ضارا ، لأن الحقيقة تثبت بأن المستفيدين من مدرسة الحياة ليس كل البشر الموجودين على قيد الحياة ، إنما جزء يسير من هذه الفئة ؛ ذلك الجزء الذي يأخذ العبرة من أحداثها ؛ فأضفت قيدا لهذه المقولة لتكون أكثر دقة فصارت : ( الحياة مدرسة لمن يعتبر ) . اليوم نناقش مقولة : ( الخير يعم و الشر يخص ) .. هذه المقولة أيضًا تحتاج إلى وقفة تأمل ، فهي تظهر و تنتشر في بعض المناسبات الاجتماعية ، كالنجاح المهني و الأعراس ، ففي مناسبات النجاح المختلفة ، فإن حلوى النجاح تصل العديد من أفراد المجتمع ، بينما حلوى الرسوب لا تصل ! و قس مثل ذلك في مناسبات الأعراس! فلعل ذلك هو السبب و الباعث للمقولة.. و لكن في إعتقادي ، أن هذه المقولة لا تمثل الحقيقة بكل الوجوه ؛ فالطبيب إذا نجح في عمله أفاد المجتمع بصورة مباشرة في شكل المعافاة ، و إستفاد هو من ناحية العائد المادي ؛ فالخير هنا يعم المجتمع و يخص الطبيب ، و الراسب مهنياً بسبب فشل المجتمع في توفير سبل كسب العيش الكريم له يتحول إلى مجرم ، فهب أنه نجح في سرقة البنك المركزي ، فأثر جرمه سيعم المجتمع و يخص الراسب مهنياً عقوبة إذا تم القبض عليه ؛ و هكذا نجد أن الصحيح أن نقول : ( الخير يعم و يخص و الشر كذلك) .. إن المرحلة الحرجة التي تمر بها الأمة السودانية تقتقضي مراجعة المفاهيم و التي تكرس أحيانا لمواقف لا تتوافق مع الحقائق على الأرض ؛ لأن الموقف الرمادي للهوية الوطنية هي من أهم أسباب خوض الحرب الحالية .