Post: #1
Title: الجرتق لسوا في زمن اغتصاب الحراير كتبه عواطف عبداللطيف
Author: عواطف عبداللطيف
Date: 09-26-2024, 03:53 AM
03:53 AM September, 25 2024 سودانيز اون لاين عواطف عبداللطيف-قطر مكتبتى رابط مختصر
" سوا " رابطة المرأة السودانية بقطر انطلقت بقوة منذ تأسيسها ومن اكثر الروابط اللامعة والناشطة والتي التف حولها الكثيرون بل طافت بسمعتها الرصينة اقليميا وخليجيا وعالميا وهي جسم فاعل ومنغرس وسط هموم واهتمامات الجالية وندعمها بقوة بحكم اهتمامنا بالعمل المجتمعي والإنساني الثقافي والأدبي .. وقبل الخوض في انزلاق سوًا بعد هذا العمر الزاخر بميادين العمل المجتمعي والإنساني انتهز السانحة للترحم علي طيبة الذكر " د منار عثمان " والتي غادرت الفانية و" سوا " كيان ناضج فكرا وتطبيقا ..
بالأمس ضجت مواقع التواصل بدعوة ماسخة عنوانا وتوقيتا ..اندلقت من الحبيبة التي لم ألتقيها إلا مرة واحدة خلال زيارة لمجلس طيب الذكر الصادق المهدي جاء بالدعوة
" يشرفني حضوركم الندوة التي تقيمها رابطة المرأة السودانية في ٧:٣٠ مساء الجمعة ٢٧ سبتمبر بالمركز الثقافي السوداني بالدوحة بعنوان (مقدمة لفهم الجرتق وتوثيق صناعته) رباح الصادق المهدي .
حقيقي لجم قلمي أن يدفق أحباره التي كادت أن لا تغادر ألوان الدم المسكوب من جراحات الوطن واوجاع أهلنا الغبش الميامين .. و لان المقام ليس مقام فرح ولا صاحبة الدعوة الإعلامية والناشطة من اسرة المهدي " رباح " ولا كيان سوا بتاريخه الذي عاصرناه منذ انطلاقتها الاولي يماثل ذلك .. والاستاذة رباح المهدي التقيتها مرة واحدة في فعالية بدارهم العامرة .. فهي فارسة مفوهة طلقة اللسان ولا تحتاج مني لكثير كلمات لتجلية مناحي سواحها وأحبارها خبرا وفهما ..
لكن اوجاع المواطن الاغبش وحراير السودان التي تستحق مجاهداتها موجعة حد الوجع .. والجرتق وصناعة الحق هو الفرح والضريرة وعطر الصندل الفواح الذي تهشم واندلق تحت ارجل من دنسوا أرض النيلين التاريخ والحضارة ..
اذكر في سنوات مؤغلة في القدم نزل لدولة قطر طيب الذكر الصادق المهدي والحبيبة مريم قادمين من أسمرا بعد الصلح الذي انعقد وحكومة الإنقاذ اتصلت بمريم للترحاب ولم اكن التقيتها قبلا وطلبت ان التقيها وكوكبة من صديقاتي القطريات و تحلقنا حولها بالقاعة الكبرى بفندق كونتننتال حيث ادفقت كثير حديث عن رحلة كفاحها في سلك العسكرية وهي الطبيب المداوي وادارة معي الحوار الماتع الصديقة الدبلوماسية فاطمة البيلي وما ان ودعنا صديقاتي دلفنا ثلاثتنا للمهدي فبادر الزعيم عمر نور الدائم " عواطف دي أمموها " فرد الحبيب هي مؤاممة جاهزة .. وما زلت احتفظ بمسودة رسالة شكر من مريم لكوكبة الحاضرات للحوار عن سيرة آل المهدي الناصعة واللاتي ظللنا علي تواصل معها لمدة طويلة ..
أترك أثرا .. كم أنا حزينة أن تنزلق " سوا " وهي تحت ادارة الناشطة عفاف حامد وكوكبتها لتحتفي " جرتقا او صناعة الحق كتراث " رغم أهميته ولكن ليس وقته والنواح بين الأطفال الجوعي وفاقدي الرعاية الصحية وقد جف الحليب من ثدي امهاتهن وصراخهم صم آذاننا .. وحراير اغتصبن أمام ازواجهن وأمهاتهن افقدنا القدرة علي ملء أجفاننا نوما عميقا ..
وهناك قاب قوسين بدارفور الجريحة لا ماء ولا كهرباء ورصاص يتدفق كالمطر وسبول عارمة تتزمجر بنواحي آخر وبلاد مضيفة لنا قطر الخير أزير طائراتها بالمساعدات الغذائية والدوائية لا تخبوا فما بالنا وكأننا نتعمد أن نماثل المثل الشعبي " الناس في شنو والحسانية في شنو " لنتحدث عن الضريرة والحريرة .
ماذا لو تبنت سوا الحديث عبر صاحبة الدعوة المفوهة " رباح " عن ما جاء بخطاب صاحب الـسمو امير قطر بالأمم المتحدة بالأمس او كيف يستطيع المستنيرين إجلاء هذه الغمة بدلا أن ينغمسوا في " الحق والجرتق " .
اه اه يا وطن ..
عواطف عبداللطيف
[email protected]
|
|