الشيخة المياسة حينما تحدثت كتبته عواطف عبداللطيف

08:31 PM September, 21 2024

سودانيز اون لاين
عواطف عبداللطيف-قطر
مكتبتى
رابط مختصر

من وقت لاخر لا أخفي أعجابي الشديد بسمو الشيخة موزا بنت ناصر المسند ربما لمعايشتي عن قرب لمسيرة قفزت بدولة صغيرة الحجم جغرافيا عظيمة الاثر والإنجازات يشهد بها العالم

وأمسية الجمعة ٢٠ /٩ / ٢٠٢٤م استمتعت لحوار هاديء وراكز تستشف منه المصداقية وقوة العزيمة والجرأة والثقة بالنفس والتبحر علما وأدبا اجرته الإعلامية علا الفارس مع الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني رئيسة مجلس أمناء متاحف قطر عبر منصتها لشبكة الجزيرة ورغم الأوجاع التي نكابدها اليوم فمثل هذه الإطلالات الشفيفة لا تخرج الشخص من دائرة الاحباط فقط بل تحرك بداخله مكامن العطاء وكأني بهذه " المياسة " والتي ربما لم تغادر الأربعين من عمرها قد غسلت شيء من هذه الأوجاع وجعلتني اتابع اللقاء بمتعة لدرجة الانبهار مما حرضني لأنقل اضاءات منه حيث ذكرت إنها كانت تتمنى أن تكون وزيرة خارجية وتارة أزاحت الستارة عن طفولتها ودراستها وعلاقتها المميزة بالأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ووالدتها الشيخة موزا وتشابهها وشقيقها صاحب السمو أمير دولة قطر.

‎وكيف عاشت طفولة بريئة لزوجين محبين ساهم ولدها تعزيز تعلقها بالبيئة القطرية وبرحلات البر وحب الفروسية وركوب الخيل والسفر، ومدي حرص الاسرة أن تعيش هي وأشقاؤها حياة بسيطة بعيدا عن الأطر الرسمية "البروتوكولات" مما عزز خصلة التواضع لدى أفراد العائلة المنسجمة بعضها بعضا ولكلا مهامه بما يحرك قطار هذه الدولة للامام وبثبات نوعي انعكست في دواليب العمل ..

وسردت المياسة رحلتها العملية بعد التخرج من جامعة ديوك بالولايات المتحدة الأمريكية ، لتلتحق بالسلك الدبلوماسي ولتتخذ مسارا آخر بميادين الثقافة والإبداع وتطرقت لأهمية المتاحف والاستثمار فيها ودور صاحب السمو الشيخ تميم دعمه لها ومتابعته لتألقها بشكل شخصي حيث وصلت متاحف قطر التي تأسست العام 2005 لعدد مقدر " متحف الفن الإسلامي، وحديقة متحف الفن الإسلامي، و العربي للفن الحديث، ومتحف قطر الوطني، وجاليري متاحف قطر– الرواق، وجاليري متاحف قطر– كتارا، و3-2-1 متحف قطر الأولمبي والرياضي."

‎ لتعرج بنا المياسة لحياتها العائلية وكيف حققت التوازن بين مهامها وارتباطاتها المتعددة في العمل الثقافي والمجتمعي ، ودورها كأم وزوج وكيف تلاقحت علاقتها وزوجها بانسجام ومحبة لعشقه المتجذر للثقافة والفنون ..

‎وسلطت المياسة اضاءات حول انشائها لمنظمة " أيادي الخير نحو آسيا " الغير حكومية والتي استوحتها من رغبة متأصلة لمساعدة ضحايا الكوارث الطبيعية بتوفير تعليم جيد لأطفال قارة أسيا اللذين كادوا يكونوا فاقدا تربويا وتعليميا ..

الحديث في مجمله شيق ورصين وغير تدفق بأريحية غير مصطنعة لاسرة أميرية حاكمة تحقق نجاحات بانسجام أسري مجتمعي وانساني وتوزع الأدوار بتراتبية وعناية عنوانها التواضع والمجاهدة والشفافية والترابط الأسري والمجتمعي والإنساني .. وهذا ليس بغريب عن من ترعرعوا باياديهم الأمير الوالد ووالدتهم اميرة الانارة والاستنارة الشيخة موزا المسند التي رسخت لكيف تكون النساء فاعلات وشعلة للعطاء الإنساني .

عواطف عبداللطيف

[email protected]