هجرة النبي ميلاد أمة وبناء دولة كتبه عبدالرحمن محمـــد فضــل

هجرة النبي ميلاد أمة وبناء دولة كتبه عبدالرحمن محمـــد فضــل


09-15-2024, 02:26 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1726406804&rn=0


Post: #1
Title: هجرة النبي ميلاد أمة وبناء دولة كتبه عبدالرحمن محمـــد فضــل
Author: عبدالرحمن محمد فضل
Date: 09-15-2024, 02:26 PM

02:26 PM September, 15 2024

سودانيز اون لاين
عبدالرحمن محمد فضل-السعودية
مكتبتى
رابط مختصر




عمود ظِلَال القمــــــر

[email protected]



في هذه الايام يستعد كثير من المسلمين للاحتفال بمايسمي بالمولد الشريف وهنالك اختلاف بين مذاهب الاسلام حول هذا الاحتفال ومشروعيته او اعتباره بدعة ولم يقوم اصحاب النبي والتابعين من بعدهم بالاحتفال بمولده حيث اتناول في في هذا جانب اخر ولا اخوض في هذا الخلاف انما اود ان اشير الي هجرة النبي التي غيرت وجه التاريخ وكانت الهجرة هي ميلاد امة وبناء دولة لهذا نجد رغم شدة تعلق المسلمين بنبيهم وحرصهم الشديد على تتبع سائر أموره، إلا أنهم حين اختاروا التاريخ لأنفسهم لم يختاروا تاريخ مولده ولا بعثته ولا وفاته، بل اختاروا تاريخ هجرته، ذلك أن الهجرة هي مولد الأمة، وهي انبعاث الأمة، وفي ظني ان هذا هو التحقق العملي لرسالة نبينا محمد عليه افضل الصلاة والسلام فإنما ولد النبي وبعث ليقيم الإسلام، ويخرج أمة ويؤسس دولة! فالهجرة هي اللحظة العظمى في تاريخ الإسلام، فما قبلها هو خلاف ما بعدها، إنها لحظة الإنتقال الكبير من الدعوة إلى الدولة، من الضعف إلى القوة، من الإضطهاد إلى التمكين ولولا الهجرة لما قامت دولة الإسلام، ولا نهضت حضارته، ولا أشرقت شمسه على العالمين الهجرة هي اللحظة التي تقف شامخة في ناصية التاريخ الانساني وتعلن ميلاد امة وبناء دولة قوية راسخة في منصة العدل والدعوة الي العدل وامرة بالكفر بالطاغوت والايمان بالله وحده والمسير الي الله وفق دينه وشرعة الهجرة لقد تثبت أن الإسلام ليس مجرد دعوة، وأن النبي ليس مجرد داعية، بل الإسلام دولة والنبي زعيمها وقاضيها ومفتيها، وبالهجرة يظهر أن النبي ليس مجرد خطيب، وإنما هو مقاتل ومنفذ للشريعة، فهو يقيم الحدود ويطبق العقوبات، ويفصل في المنازعات وبالهجرة يتجلى أن النبي ﷺ ليس مجرد صالح بل هو مصلح! وليس مجرد مصلح بالبيان والكتابة والفصاحة والنداء، بل هو مصلح بالعمل والتأسيس وإقامة السياسة والأمن والحرب والإقتصاد وسائر وجوه الحياة، الهجرة هي اللحظة التي إذا توقف أمامها المسلمون اليوم، وتأملوا في دروسها ومعانيها لظهر لهم أن كثيرا مما يفعلونه من سياساتهم في الدعوة والحركة إنما تحتاج إلى وقفات ومراجعات وربما تجعل المتفكرين اعادة النظر كرة في الاسلام والرسالة التي اتي بها النبي صلى الله عليه وسلم وبين الاسلام الذي في واقع الناس اليوم والذي لايكاد يعرفون عنه شيئا و لايطبق في حياة وسلوكيات وتعاملات الناس حتي اصبح الاسلام غريبا كما بدأ.