Post: #1
Title: الحوجة إلي تحالف جديد يتجاوز كُل الكُتل الحالية ويُوحد الجميّع لهدف وقف الحرب كتبه نضال عبدالوهاب
Author: نضال عبدالوهاب
Date: 09-10-2024, 11:29 AM
11:29 AM September, 10 2024 سودانيز اون لاين نضال عبدالوهاب-USA مكتبتى رابط مختصر
٧ سبتمبر ٢٠٢٤
المُتتبع لواقع القوي السياسِية الحالي وجميّع التكتلات والتحالفات القائمة يجدها جميّعاً قد فِشلت في هدف وقف الحرب ، أو إحداث إختراق كبير في هذا الإتجاه و لا حتي الوصول لنتائج عملية يُمكن أن تؤدي لوقف الحرب ، خاصة في ظل إصرار طرفي الحرب علي مواصلتها ولتحقيق إنتصارات عسكرية تحسم بها المعركة بينهما. وبرغم وجود عدد من التحالفات السياسِية والكُتل ، كمثال ( تقدّم ، قوي التغيير الجذري ، الكُتلة الديمُقراطية "حركات وأحزاب" ) ، لكنها جميُّعها فشِلت في المُساهمة الفاعلة لوقف الحرب ، ليس بسبب تعنت الطرفين بالدرجة الأولي ، ولكن في إنقسامها سواء مابين أطراف الحرب نفسها أو شُبهة إنحيازها ، أو قفزها علي المراحل وذهابها للحديث إما عن عمليّات سياسِية مُختلف حولها ، أو تبنيها لأجندة إما إقصائية أو تجريمية أو لاتعترف أو تقبل بالآخرين ، وبالتالي النتيجة كانت ولاتزال إنقسام كبير وتباعد في المواقف ، بل ورفض حتي لجلوسها مع بعضها البعض والحوار ، وبالتالي إنعدام حتي مسألة التنسيق فيما بينها ، وكل هذا الواقع أسهم وبقوة في إرتفاع صوت خِطاب الحرب علي ما عداه من أصوات تعمل لوقفها وللسلام ولإيقاف إبادة الشعب السُوداني وتهجيّره ومُعاناته وتغليب مصالح كُل السُودانيّن في ذلك والمُحافظة علي الوطّن نفسه و وحدته وتماسكه من الإنزلاق لحرب أهلية وتمدّيد أمد الحرب أو إستطالتها ، أو تفكيف البلاد وتمزّقها أو إحتلالها ، وكُلها سناريوهات لاقدّر الله غير مُستبعدة في ظل الواقع الحالي وقتامتِه وصُعوبته علي كُل السُودانيّن في مُختلف مناطقهم وأقاليمهم وقبائلهم وإثنياتهم. تاريخياً ظلت كُل التحالفات السياسِية في السُودان توجد لأجل أهداف مُحددة وإتفاق في الأغلب علي الحد الأدني لكثير من القوي السياسِية أحزاب وغيرها ، تختلف فيما بينها في برنامجها ورؤيتها السياسِية ، و لكنها كانت تذهب إلي إتفاق يجمّعها علي هدف ومصلحة أكبر وفي الحد الأدني من التوافق والإتفاق عليها ، ونستطيع القول بكُل يقيّن أن المرحلة الحالية هي أكثر مراحِل السُودان التاريخية للعمل المُشترك التحالُفي علي الحد الأدني وليس الأعلي بأي حال من الأحوال. ولأن في هذا الحد الأدني تلتقي معه مصالِح جميّع السُودانيّن وعلي أسؤا الفروض الغالبية العُظمي منهم ، فوقف إطلاق النار هو هدف يُتيح وقف الحرب ويُمهّد لها ، وهو أيضاً يقود لوقف القتل والإبادة التي يتعرض لها السُودانيين جراء هذه الحرب ، وكذلك وقف تهجيّرهم والتمهيّد لعودتهم وإستقرارهم ، إضافة لإعانة وإغاثة كُل المُتضررين بسبب هذه الحرب ، وهذه الأهداف المُهمة جداً هي التي بلا شك ستفتح الطريق لاحقاً لحوار أوسع للسُودانيين وإتفاقهم علي كيفية حُكم السُودان وأي طريق يؤدي إليها ، كُل هذا يحتاج إلي خطوات لاقفز عليها ، تتحقق بها أولاً المصالح الأكبر للمجموع الأكبر من الشعب والبلد نفسه في إستقراره أولاً وفي وقف نزيف كُل هذه الدماء والموارد والحد من الخسائر والتكلُفة الباهظة بسبب هذه الحرب. عليه فإن الحد الأدني الذي يجمعنا ولكل القوي السياسِية والفاعلة هي الأهداف المُتعلقة بإيقاف الحرب وذكرناها عالياً. ولأنه وتاريخياً أيضاً كانت النقابات والفئيات والشرائح المهنيّة غير المُسيسة ولاتتبع لأي أحزاب هي التي يكون لها رأس الرُمح في عمليات التغيير ، وهي أيضاً ولأنها ليست لها إرتباط بالسُلطة والصراع عليها فقد كانت هي الأساس الذي تبني عليه هذه التحالفات ويللتف الجميّع حولها ، ولأننا نشهد حالياً تجمعات لنقابات وفئيات مهنية لها مُبادرات في إتجاه وقف الحرب وعلي أولوياتها فقط التي ذكرناها وهي التي تُمثل الحد الأدني المطلوب للإتفاق والتوافق عليها ، فالأساس العملي الذي نقترحه هو تحويل هذه المُبادرات لمظلة تحالفية وطنية من جميّع الرافضين للحرب ، وذات ميثاق عمل وطني يذهب بإتجاه تحقيق هذه الأهداف وبالآليات الوطنية ، علي أن يكون الدعم الخارجي في المُساعدات الإنسانية والعمليات الفنية المُرتبطة بعمليات وقف إطلاق النار ومُراقبته وبالتنسيق الكامل مع التحالف السُوداني السياسِي الوطني هذا بما يضمه من كل الفئيات ونضمن به تمثيل السُودانيين كافة ، فلتكن إذاً النقابات والمهنيين ولجان المقاومة والأحزاب السياسِية والحركات والأجسام المطلبية و منظمات المُجتمع المدني والكيانات الإجتماعية والأهلية والشخصيات الوطنية هي التي يتشكل منها ، وبما أنه تحالف لأهداف غير مُرتبطة بالسُلطة ولكنه يضم كُل الرافضين للحرب يمكن أن يُشكل تحالف له ثقله داخلياً وخارجياً ويستطيع تشكيل الضغط المطلوب علي الأطراف المُتحاربة لوقفها. الآليات والحلول الوطنية هي الأجدي لنا وأنسب وأنجع للتوصل لإتفاق لوقف الحرب دون الإرتباط بأي أجندة ضد مصالح السُودان دولةً وشعب ، والبعد عن أي أجّندة ذات طبيعة أو أرتباط بالصرّاع حول السُلطة هي الضمان لفرض إرادة وطنية خالصة لوقف الحرب. أخيراً فإن إصرّارنا علي الذهاب بنفس الخُطوات والآليات والتحالفات والكُتل السابقة لن تحل مُشكلة البلاد الحالية في تقديري ، أو تتوقف الحرب بها ، وعلينا الإنتقال لتحالف جديد وآليات وحلول وطنية خالصة وبعزم وإرادة لوقف هذه الحرب.
|
|