لمحة من تاريخ الأحزاب السياسية السودانية قبل الاستقلال -و معلومات عن الحزبان الكبيران#

لمحة من تاريخ الأحزاب السياسية السودانية قبل الاستقلال -و معلومات عن الحزبان الكبيران#


09-02-2024, 07:40 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1725302409&rn=0


Post: #1
Title: لمحة من تاريخ الأحزاب السياسية السودانية قبل الاستقلال -و معلومات عن الحزبان الكبيران#
Author: زهير ابو الزهراء
Date: 09-02-2024, 07:40 PM

07:40 PM September, 02 2024

سودانيز اون لاين
زهير ابو الزهراء-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





تاريخ الأحزاب السياسية في السودان قبل الاستقلال يشكل جزءًا مهمًا من تاريخ الحركة الوطنية السودانية. خلال تلك الفترة، بدأت القوى السياسية في السودان تتشكل كرد فعل على السياسات الاستعمارية البريطانية المصرية، ومطالب الاستقلال والحكم الذاتي. فيما يلي لمحة عن أهم الأحزاب والحركات السياسية التي ظهرت في تلك الفترة
حزب الاتحاد السوداني
تأسيسه أسس عام 1921، ويعتبر من أوائل التنظيمات السياسية السودانية.
الخلفية كان يقوده مجموعة من المثقفين السودانيين الذين سعوا لمقاومة الاحتلال البريطاني والمصري، والمطالبة بإدارة سودانية وطنية.
الأهداف دعا الحزب إلى إنهاء الاحتلال المصري البريطاني وتحقيق الحكم الذاتي للسودان.
جمعية اللواء الأبيض
تأسيسه تأسست في عام 1924.
الخلفية: تكونت الجمعية من مجموعة من الضباط السودانيين في الجيش المصري بقيادة علي عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ.
الأهداف رفعت الجمعية شعارات الاستقلال الكامل للسودان من الحكم الثنائي (البريطاني المصري)، ودعت إلى الوحدة مع مصر في إطار دولة مستقلة.
الأحداث البارزة قادت الجمعية أول حركة احتجاج مسلحة ضد الاستعمار في عام 1924، والتي انتهت بالقمع العسكري، ولكنها ساهمت في إيقاظ الوعي الوطني.
. نادي الخريجين
تأسيسه تأسس في الثلاثينيات.
الخلفية أنشأه الخريجون السودانيون من المدارس والمعاهد العليا. كان النادي بمثابة تجمع ثقافي واجتماعي لكنه سرعان ما تحول إلى منصة للنشاط السياسي.
الأهداف سعى إلى تعزيز الوعي الوطني ومقاومة الاستعمار من خلال النشاطات الثقافية والاجتماعية والسياسية. وكان النادي نواة للعديد من الأحزاب السياسية اللاحقة.
التأثير أسهم نادي الخريجين بشكل كبير في نشر الأفكار الوطنية وتمهيد الطريق أمام تأسيس الأحزاب السياسية الكبيرة مثل حزب الأمة والحزب الوطني الاتحادي.
حزب الأشقاء
تأسيسه تأسس في الأربعينيات من القرن العشرين.
الخلفية تكون من مجموعة من السياسيين والمثقفين الذين كانوا ينادون بالوحدة مع مصر كسبيل لتحقيق الاستقلال عن بريطانيا.
الأهداف دعم الاتحاد مع مصر والسعي إلى استقلال السودان من خلال هذه الوحدة.
التطور اندمج حزب الأشقاء لاحقًا مع أحزاب أخرى لتشكيل الحزب الوطني الاتحادي.
حزب الأمة
تأسيسه تأسس رسميًا عام 1945.
الخلفية نشأ من حركة الأنصار، أتباع الإمام محمد أحمد المهدي، وكان يقوده عبد الرحمن المهدي.
الأهداف: كان الحزب يدعو إلى الاستقلال الكامل للسودان دون أي شكل من أشكال الوحدة مع مصر، وكان يرى أن السودان يجب أن يكون دولة مستقلة تمامًا.
التأثير أصبح حزب الأمة من أكبر الأحزاب السودانية، ولعب دورًا مهمًا في الحركة الوطنية السودانية.
الحزب الجمهوري الاشتراكي
تأسيسه تأسس في الأربعينيات.
الخلفية جاء كرد فعل على سيطرة الأحزاب الطائفية والدينية على المشهد السياسي.
الأهداف سعى الحزب إلى تأسيس نظام حكم جمهوري علماني في السودان بعيدًا عن النفوذ الديني.
التأثير رغم عدم تحقيقه نجاحات كبيرة، إلا أنه أسهم في نشر الفكر الجمهوري والعلماني في السودان.
الحزب الوطني الاتحادي
تأسيسه تأسس عام 1952.
الخلفية نشأ من اندماج عدة أحزاب صغيرة وحركات سياسية، بما في ذلك حزب الأشقاء، وكان يقوده إسماعيل الأزهري.
الأهداف في البداية، دعا الحزب إلى الوحدة مع مصر كخطوة لتحقيق الاستقلال، لكنه لاحقًا تبنى موقف الاستقلال الكامل للسودان.
التأثير قاد الحزب الوطني الاتحادي الحكومة التي أعلنت استقلال السودان في 1956 تحت قيادة إسماعيل الأزهري.
الحزب الشيوعي السوداني
تأسيسه تأسس في نهاية الأربعينيات.
الخلفية نشأ كفرع من الحركة الشيوعية الدولية، وكان يضم مجموعة من المثقفين والعمال السودانيين.
الأهداف كان يدعو إلى الاشتراكية وتحقيق العدالة الاجتماعية، ومناهضة الاستعمار والتحرر الوطني.
التأثير رغم تعرضه للقمع، لعب الحزب دورًا بارزًا في الحركة العمالية والطلابية في السودان.
الإخوان المسلمون
تأسيسه ظهرت حركة الإخوان المسلمين في السودان في الأربعينيات.
الخلفية كانت امتدادًا لحركة الإخوان المسلمين التي تأسست في مصر.
الأهداف ركزت الحركة على الدعوة الإسلامية والتأكيد على تطبيق الشريعة الإسلامية في السودان.
التأثير لعبت دورًا هامًا في تشكيل الهوية الإسلامية والسياسية في السودان، وأسهمت في تأسيس أحزاب إسلامية لاحقًا.
قبل الاستقلال، كانت الأحزاب السياسية في السودان تتميز بتنوع أيديولوجياتها وأهدافها، حيث كانت تعبر عن طموحات وتطلعات مختلفة للمجتمع السوداني في مواجهة الاستعمار البريطاني المصري. وقد أسهمت هذه الأحزاب في تشكيل الوعي الوطني وقادت النضال من أجل الاستقلال، الذي تحقق في الأول من يناير 1956.
حزب الأمة والحزب الوطني الاتحادي هما من أبرز الأحزاب السياسية في تاريخ السودان الحديث، ولكل منهما تاريخ وثقافة سياسية مميزة. فيما يلي تفصيل للفروق الواضحة بينهما من حيث النشأة، الأيديولوجيا، القاعدة الشعبية، والمواقف السياسية.

أولاً النشأة والتأسيس لحزب الأمة
تأسيسه تأسس حزب الأمة عام 1945.
الخلفية التاريخية نشأ الحزب كامتداد للحركة المهدية التي قادها الإمام محمد أحمد المهدي في القرن التاسع عشر ضد الاستعمار التركي المصري. تمثل الحزب في البداية كمنصة سياسية للطائفة الأنصارية التي تتبع المهدية.
المؤسسون الرئيسيون: من أبرز مؤسسيه عبد الرحمن المهدي، نجل الإمام المهدي، والذي لعب دورًا رئيسيًا في تشكيل هوية الحزب ومواقفه السياسية.
الحزب الوطني الاتحادي قبله كان أسمه حزب الاشقاء ولم أجد غير القليل من المعلومات عنه
تأسيسه: تأسس الحزب الوطني الاتحادي عام 1952.
الخلفية التاريخية نشأ الحزب من اندماج عدة حركات وأحزاب سياسية صغيرة كانت تسعى لتحقيق استقلال السودان من خلال الوحدة مع مصر. كان يمثل في البداية الطائفة الختمية وبعض النخب الحضرية.
المؤسسون الرئيسيون و من أبرز مؤسسيه إسماعيل الأزهري، الذي أصبح أول رئيس وزراء للسودان بعد الاستقلال.
ثانياً الأيديولوجيا والمبادئ الأساسية
حزب الأمة
الهوية الدينية و يستند إلى المبادئ الإسلامية المستمدة من الفكر المهدوي، مع تأكيد على التفسير الإصلاحي للإسلام.
القومية والوطنية يركز على الهوية الوطنية السودانية المستقلة، ويدعو إلى سيادة السودان الكاملة دون ارتباطات خارجية.
الديمقراطية يؤمن بالديمقراطية التعددية وضرورة المشاركة الشعبية في الحكم.
التنمية الاجتماعية والاقتصادية: يدعو إلى تنمية متوازنة تشمل جميع مناطق السودان، مع التركيز على العدالة الاجتماعية.
الحزب الوطني الاتحادي
الهوية الدينية يرتبط بالطائفة الختمية، مع تبني نهج إسلامي تقليدي أكثر محافظة.
الوحدة مع مصر في بداياته، كان الحزب يدعو إلى وحدة السودان مع مصر كوسيلة لتحقيق الاستقلال والازدهار، لكنه عدل عن هذا الموقف لاحقًا بعد تحقيق الاستقلال.
الديمقراطية يؤمن أيضًا بالديمقراطية البرلمانية وضرورة تمثيل كافة فئات المجتمع في الحكم.
التنمية والتحديث يدعو إلى تحديث البنية التحتية وتعزيز التعليم والصحة كوسائل لتحقيق التنمية الوطنية.
ثالثاً القاعدة الشعبية والدعم الاجتماعي
حزب الأمة
الطائفة الداعمة يعتمد بشكل أساسي على دعم الأنصار، وهم أتباع الحركة المهدية.
المناطق الجغرافية يتمتع بنفوذ قوي في مناطق غرب السودان، وخاصة في إقليم دارفور وكردفان.
التركيبة الاجتماعية يحظى بتأييد واسع بين القبائل الريفية والمجتمعات الزراعية والرعوية.
الحزب الوطني الاتحادي
الطائفة الداعمة يعتمد على دعم الختمية، وهي طائفة صوفية لها تأثير كبير في السودان.
المناطق الجغرافية يتمتع بنفوذ قوي في مناطق شمال وشرق السودان، بما في ذلك مدن مثل كسلا وسنار.
التركيبة الاجتماعية يحظى بتأييد بين النخب الحضرية، والتجار، والمثقفين، بالإضافة إلى المزارعين في بعض المناطق.
رابعاً المواقف السياسية والتاريخية
الاستقلال والعلاقات مع مصر
حزب الأمة كان يدعو إلى الاستقلال الكامل للسودان دون أي شكل من أشكال الوحدة مع مصر.
الحزب الوطني الاتحادي: في بداياته، كان يدعو إلى الوحدة مع مصر كخطوة لتحقيق الاستقلال، لكنه تبنى موقف الاستقلال الكامل لاحقًا.
المشاركة في الحكم
حزب الأمة
تولى السلطة عدة مرات عبر التاريخ السوداني الحديث.
من أبرز قادته في الحكم الصادق المهدي، الذي شغل منصب رئيس الوزراء في فترات مختلفة.
الحزب الوطني الاتحادي
قاد الحكومة الأولى بعد الاستقلال عام 1956 برئاسة إسماعيل الأزهري.
شارك في حكومات ائتلافية مختلفة خلال الفترات الديمقراطية في السودان.
المواقف من الانقلابات العسكرية
حزب الأمة عانى من اضطهاد خلال الأنظمة العسكرية، وخاصة خلال حكم جعفر نميري وعمر البشير، وكان معارضًا قويًا للحكم العسكري.
الحزب الوطني الاتحادي: تعرض أيضًا للاضطهاد خلال فترات الحكم العسكري، لكنه في بعض الأحيان اتخذ مواقف أكثر تصالحية أو شارك في حكومات انتقالية تحت الحكم العسكري.
القضايا الاجتماعية والاقتصادية
حزب الأمة يركز على الإصلاح الزراعي ودعم المجتمعات الريفية، بالإضافة إلى تعزيز العدالة الاجتماعية وتوفير الخدمات الأساسية.
الحزب الوطني الاتحادي: يركز على التنمية الاقتصادية الشاملة، وتحديث البنية التحتية، وتعزيز التعليم والصحة كوسائل للنهوض بالبلاد.
خامساً التطورات الحديثة والتحديات المعاصرة
حزب الأمة
التحديات
وفاة زعيمه التاريخي الصادق المهدي في 2020، مما أثار تساؤلات حول القيادة المستقبلية للحزب.
التحديات الداخلية المتعلقة بالتنظيم والتجديد الفكري لمواكبة التغيرات في الساحة السياسية السودانية.
الدور الحالي
يشارك في العملية السياسية الانتقالية في السودان بعد سقوط نظام البشير، ويسعى لتعزيز الديمقراطية والاستقرار.
الحزب الوطني الاتحادي
التحديات
تعرض لانقسامات داخلية متعددة، مما أضعف تأثيره على الساحة السياسية.
الحاجة إلى إعادة بناء القاعدة الشعبية والتأقلم مع التغيرات السياسية والاجتماعية في البلاد.
الدور الحالي
يسعى للمشاركة في العملية السياسية الانتقالية، ومحاولة استعادة مكانته كأحد الأحزاب الرئيسية في السودان.
على الرغم من أن حزب الأمة والحزب الوطني الاتحادي يشتركان في العديد من الأهداف، مثل تعزيز الديمقراطية وتحقيق التنمية الوطنية، إلا أن هناك فروقًا واضحة بينهما من حيث النشأة، الأيديولوجيا، القاعدة الشعبية، والمواقف السياسية. لعب كلا الحزبين دورًا حاسمًا في تاريخ السودان الحديث، ولا يزالان يسعيان للمساهمة في تشكيل مستقبل البلاد وسط التحديات والتغيرات المستمرة.