Post: #1
Title: في قبضة الظلام: صحفيون سودانيون بين فكّي الحرب والفدية..!!؟؟ كتبه د. عثمان الوجيه
Author: عثمان الوجيه
Date: 08-28-2024, 11:51 PM
11:51 PM August, 28 2024 سودانيز اون لاين عثمان الوجيه-القاهرة-مصر مكتبتى رابط مختصر
في خضم الحرب الدائرة في السودان، حيث تتناثر الشظايا وتتلاشى آمال السلام، يواجه الصحفيون السودانيون مصيرا قاسيا يحمل في طياته تهديدات بالقتل والاختطاف والفدية، ففي هذا البلد الذي كان يزخر بالحياة والتنوع الثقافي، تحولت الصحافة إلى ساحة صراع جديدة، حيث يسعى الطرفان المتحاربان إلى إسكات الأصوات الحرة وتكميم الأفواه، علاء الدين أبو حربة، اسم جديد يضاف إلى قائمة طويلة من الصحفيين الذين تعرضوا للاختطاف والتعذيب في السودان، ففي عملية خطف بشعة، اقتحمت قوة مسلحة منزله الكائن في منطقة شرق النيل الخاضعة لسيطرة مليشيا الدعم السريع المتمردة، وطلبت فدية مالية طائلة لإطلاق سراحه، هذه الحادثة ليست معزولة، بل هي حلقة في سلسلة طويلة من الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون السودانيون، الذين يحاولون توثيق جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها الأطراف المتحاربة، تواجه الصحفيات والصحفيون في السودان تحديات هائلة، بدءًا من التهديدات بالقتل والاعتقال، وصولًا إلى التضييق على حركتهم وتقييد حرية التعبير، ففي ظل غياب الأمن والاستقرار، أصبح الصحفيون أهدافًا سهلة للأطراف المتحاربة التي تسعى إلى السيطرة على الرواية الإعلامية، وتؤكد التقارير الصادرة عن نقابة الصحفيين السودانيين ومنظمات حقوقية أخرى أن عددًا كبيرًا من الصحفيين تعرضوا للاختطاف والتعذيب والقتل، كما تم توثيق العديد من الحالات التي تعرض فيها الصحفيون للنهب والسرقة وتدمير ممتلكاتهم، وتشير هذه التقارير إلى أن الصحفيين السودانيين يعيشون في حالة من الخوف المستمر، حيث يخشون على حياتهم وحياة عائلاتهم، ويعكس هذا الواقع المأساوي التي يعيشها المجتمع السوداني بأسره، حيث باتت الحريات الأساسية مهددة، وحقوق الإنسان تُنتهك بشكل ممنهج، إن استهداف الصحفيين في السودان هو جريمة ضد الإنسانية، وتعدٍ صارخ على حرية الرأي والتعبير، فالصحافة هي حارسة الديمقراطية، وهي الضمانة الأساسية لشفافية الحكم ومحاسبة المسؤولين، وإن على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته تجاه الشعب السوداني، وأن يضغط على الأطراف المتحاربة لوقف العنف واحترام حقوق الإنسان، بما في ذلك ضمان سلامة الصحفيين وتمكينهم من أداء مهامهم بحرية واستقلالية، كما يجب على المنظمات الدولية المعنية بحماية الصحفيين أن تقدم الدعم اللازم للصحفيين السودانيين، وتعمل على كشف الانتهاكات التي يتعرضون لها وتقديم مرتكبيها للعدالة، وإن صمت العالم إزاء معاناة الشعب السوداني، وخاصة الصحفيين منهم، يشجع على استمرار الانتهاكات ويعمق الجروح، فمن حق الشعب السوداني أن يعيش في سلام وحرية، وأن يتمتع بحقوقه الأساسية، ومن حق الصحفيين أن يؤدوا دورهم في بناء مجتمع ديمقراطي عادل، أو انتظروا "أحبار ملطخة بالدماء لأن الصحافة السودانية تحت نيران الصراع" هنا تحضرني طرفة فليسمح لي القارئ الحصيف بأن اوجزها في هذه المساحة وبهذه العجالة وهي:- "كنتُ أبتعد عن زحام التطبيقات، وأرى في مجموعات التواصل الاجتماعي سجنًا افتراضيًا، ولكن القدر شاء أن أجد نفسي فجأة في قلب حشد من الزملاء والأصدقاء القدامى، كان ذلك عندما أضافني -قبل يومين- الشقيق / عماد أبو شامة إلى مجموعة "الجمهورية الحرة" على تطبيق واتساب، لم أتردد في قبول الدعوة، فقد وجدت نفسي محاطًا بمئات الصحفيين السودانيين، بعضهم لم أره منذ أكثر من عقد، كانت تلك مفاجأة سارة، فقد أعادت إلى ذاكرتي أيامًا مضت، وأيامًا أخرى نسيتها الزمن، تذكرت آخر لقاء لي بأبي شامة نفسه، كان في يوليو 2011، حين كان رئيس تحرير مكلف للمرحومة صحيفة "أجراس الحرية"، ومازال مشهد تسليمي مقالي الأخير محفورًا في ذهني، فقد أبلغوني بإيقاف الصحيفة قبيل انفصال السودان بساعات!! بعد أن انضممت إلى المجموعة، اتصلت بأستاذتي للاطمئنان عليهم وعلى أسرهم في ظل الحرب الدائرة في السودان، سألت أحدهم مازحًا: "هل لو كان السودان آمنًا مستقرًا، لوجدت طريقة للتواصل معكم؟" فكانت إجابتهم مليئة بالحنين إلى الأيام الخوالي، لقد أدركت في تلك اللحظة أن التواصل الاجتماعي ليس مجرد تطبيقات، بل هو جسور تربطنا ببعضنا البعض، وتعيد إلينا ذكريات الماضي، وتساعدنا على مواجهة تحديات الحاضر، وأن الأصدقاء الحقيقيين هم من يقفون بجانبنا في السراء والضراء." True friends are those who stand by us through thick and thin. وعلى قول جدتي:- "دقي يا مزيكا !!". خروج:- "صراع الأشباح في جنيف: مأساة سودانية في ظل مفاوضات عرجاء" ففي قلب القارة السمراء، حيث تهب رياح الصحراء الحارة، دارت رحى صراع مرير مزق أوصال السودان، وفي خضم هذا الصراع الدامي، انعقدت في جنيف محادثات سلام حُملت على عاتقها آمال ملايين المشردين والمعذبين، لكن هذه المحادثات، التي كانت أشبه بمسرحية هزلية، كشفت عن حقيقة مأساوية: أن الأطراف المتنازعة لا ترغب في السلام بقدر ما ترغب في الحفاظ على مصالحها الضيقة، كان المبعوث الأمريكي، كأنه ساحر يلوح بعصاه، يحاول استحضار شبح السلام من بين أنقاض الحرب، وقد وعد بتقديم الدعم الإنساني وحماية المدنيين، لكنه عجز عن إيقاف نزيف الدماء، فالجيش السوداني، متشبثًا بسلطته، رفض الحضور إلى طاولة المفاوضات، تاركًا مليشيا الدعم السريع المتمردة لتتحاور مع نفسها، وفي ظل هذا الغياب المريب، كانت المحادثات تسير ببطء شديد، وكأن الأطراف تتحاور مع مرايا تعكس صورًا مشوهة لأماني الشعب السوداني، فقد تحدث المبعوث الأمريكي عن "التحالف الدبلوماسي" و"فتح المعابر"، لكن هذه الكلمات الرنانة لم تغير شيئًا على أرض الواقع، لقد كانت الحرب في السودان أشبه بصراع الأشباح، حيث يتقاتل الأطراف على السلطة والثروة، متجاهلين معاناة الشعب، وكان الشعب السوداني، وهو الضحية الأولى والأخيرة لهذا الصراع، يراقب هذه المفاوضات بأسى وحسرة، وفي خضم هذا المشهد المأساوي، برز دور المرأة السودانية، التي تحملت وطأة الحرب على كاهلها، فقد كانت هي الضحية الأولى للاغتصاب والعنف الجنسي، وهي التي رفعت صوتها مطالبة بوقف هذه الممارسات الوحشية، إن قصة السودان هي قصة مأساوية، لكنها أيضًا قصة عن صمود الإنسان وعزيمته، فالشعب السوداني، رغم كل ما عاناه، لا يزال يحلم بالحرية والعدالة والسلام، ولكن تحقيق هذا الحلم يتطلب تكاتف الجهود الدولية، والضغط على الأطراف المتنازعة لوقف الحرب والجلوس إلى طاولة المفاوضات بجدية وحسن نية.. #أوقفوا_الحرب ولن أزيد ،، والسلام ختام. [email protected] - Drosmanelwajeeh
|
|