صدي الوطن كتبه ادم ابكر عيسي

صدي الوطن كتبه ادم ابكر عيسي


08-27-2024, 04:27 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1724729265&rn=0


Post: #1
Title: صدي الوطن كتبه ادم ابكر عيسي
Author: ادم ابكر عيسي
Date: 08-27-2024, 04:27 AM

04:27 AM August, 26 2024

سودانيز اون لاين
ادم ابكر عيسي-السودان
مكتبتى
رابط مختصر






إن ما يحدث في السودان اليوم يعكس أزمة عميقة في الضمير الوطني، حيث تتجلى ممارسات الكيل بمكيالين من قبل بعض المكونات السياسية التي تدعي الانتماء للثورة وتبني قيم التقدم والمدنية. في الوقت الذي يعاني فيه الشعب السوداني من انتهاكات حقوق الإنسان، لا تزال هذه القوى تتحدث باسم الشعب، متجاهلة المعاناة التي يعيشها المواطنون تحت وطأة المليشيات.

إن استخدام هذه المليشيات كوسيلة للوصول إلى السلطة هو أمر مقلق، حيث يبدو أن البعض يعتقد أن الركوع للمنظمات الدولية والدول الخارجية هو الطريق الأسهل لتحقيق أهدافهم السياسية، رغم أن هذه الدول قد لا تسعى لتحقيق ازدهار حقيقي للسودان، بل تفضل بقاءه ضعيفًا وهشًا.

قوة أي دولة تكمن في جيشها الذي يمثل خط الدفاع عن الدستور والمؤسسات. لا يمكن استبدال هذا الجيش بمليشيات لا تتبع نظامًا أو قانونًا، بل تعمل وفق مصالح ضيقة وتوريث قيادات معينة. إن مفهوم المليشيات هنا يتجاوز الإطار المؤسسي والقانوني، ليصبح أداة للهيمنة والتحكم.

الشعارات التي تُرفع لتبرير فظائع هذه المليشيات ما هي إلا دعاوى كاذبة. فالممارسات التي ارتكبتها هذه القوات قد وصلت إلى مسامع المجتمع الدولي،ورصدت الضمير الإنساني الحي تلك الانتهاكات المحاسبة للأفراد والجماعات سوف تطال أن قصر الزمن أو طال أمام محكمة الجنايات الدولية أو أمام محاكم وطنية
. لكن مع ذلك، يبدو أن المال هو العامل الحاسم الذي ينسف كل المبادئ والشعارات.

في النهاية، ستنتصر إرادة الشعب السوداني على كل محاولات القمع والهيمنة. إن الشعب الذي يصطف للدفاع عن كرامته وعرضه لن يُركع بسهولة، وسيستمر في النضال من أجل تحقيق العدالة والحرية.
الشعب السوداني اليوم يقف بشجاعة إلى جانب جيشه، مدركا تمامًا أن هناك قوى تحاول استغلال الديمقراطية كستار لتحقيق أجندتها الخاصة. لقد شهد المواطنون أفعالا مقلقة من بعض القيادات السياسية التي تدافع عن المليشيات تحت ذريعة الديمقراطية، بينما تتجاهل الفظائع التي ترتكبها هذه المليشيات بحق الشعب.

من المؤسف أن نشهد انتقائية في الإدانة، حيث يتم التركيز على استخدام الجيش للطيران، بينما تُغضّ الطرف عن الجرائم التي ترتكبها المليشيات، مثل قصف المستشفيات واحتلال المرافق الحيوية ونهب ممتلكات المواطنين. هذا التناقض يعكس عدم الالتزام الحقيقي بقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان.

إن الشعب السوداني يدرك تمامًا أن أي محاولة لإدانة المليشيات ستواجه مقاومة من القوى الإقليمية والدولية التي تسعى لزرع الفوضى لتحقيق مصالحها. لكن الإرادة الشعبية ستظل قوية، ولن تسمح بتهميش صوت الحق والعدالة، ولن تقبل هذه القوى في المستقبل إلا أن تكون في مزبلة التاريخ.

#السودان_اولا
#السودان_موحد
ا