هل مطبخ جنيف تمهيد لعملية قيصرية في تقسيم السودان ؟ كتبه محمد ادم فاشر

هل مطبخ جنيف تمهيد لعملية قيصرية في تقسيم السودان ؟ كتبه محمد ادم فاشر


08-24-2024, 11:45 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1724539512&rn=0


Post: #1
Title: هل مطبخ جنيف تمهيد لعملية قيصرية في تقسيم السودان ؟ كتبه محمد ادم فاشر
Author: محمد ادم فاشر
Date: 08-24-2024, 11:45 PM

11:45 PM August, 24 2024

سودانيز اون لاين
محمد ادم فاشر-USA
مكتبتى
رابط مختصر



١/ لقد تعب المجتمع الدولي من مصائب السودان .الدولة الفاشلة والعاجزة التي تصدر اللاجئين منذ ست عقود من دون التوقف حتيصار اثنان من كل تسعة لاجئين في العالم منهم سوداني وارهقت انشطة وميزانيات المنظمات الطوعية والاممية في اطعام جموع اللاجئينالتي تصل عددهم سكان دول بحالها .وكل يوم في تزايد مستمر علاوة علي ضحايا المجاعات والفيضانات والأوبئة وضحايا الحروب المحليةداخل البلاد الذين تحاصرهم انعدام الامن.
،٢ / فدولة السودان فاشلة بكل المعايير .وضعت قدرات المجتمع الدولي امام اختبار حقيقي وكذلك مصداقية المجتمع الاقليمي والدوليعندما تشاهد الانتهاكات الفظيعة للقانون الانساني وابادات جماعية من دون توقف وتكون عاجزة حتي محاسبة الذين يتفاخرون بابادة البشر علنا .
ومصائب السودان ارهقت قدرات كل دول الجوار في استقبال السودانين الفارين من بلدهم منذ ١٩٥٥ واستمرت اوضاع بعض اللاجئينفي دول الجوار لاكثر من ثلاث او اربعة عقود علي التواصل 'وهم تحت عناية المجتمع الدولي اطعامهم وعلاجهم حتي عجزت هذه المنظماتفي التعامل مع القضايا السودانية حتي الحرجة منها . مثلما شاهدنا الكارثة الانسانية في غرب اثيوبيا غضت المنظمات الانسانية الطرف بسبب العجز ،في انقاذ مصير اللاجئين السودانين العالقين بدون مأوي ولا طعام والسكوت حتي الي مصير مجهول الذي ينتظرونه . ما
ومثله عجزت المنظمات التعامل مع القادمين الجدد بقايا كارثة الجنينة حتي يضطروا العودة سيرا علي الاقدام مئات كليومترات الي حيثاتوا . بدعوي الموت بالرصاص افضل من الموت جوعا .
٣/ ومع ذلك فشلت كل الجهود الدولية في احتواء الازمات المتلاحقة بدون التوقف بوقف الحرب ولترتيب مع الدولة المركزية لمعالجة الكوارثالانسانية علي مدي ست عقود كاملة بالتنسيق مع الامم المتحدة والمؤسف كل الاتفاقيات بين الفرقاء تنتهي بالفشل والعودة الي مربعالحرب مجددا باسوأ منها . بدون حتي معرفة الاسباب الحقيقية للحرب واحيانا الحكومة الواحدة تبتدع سببا جديدا لتستمر في الحرب منها الحرب الحالية بدأت بدون معرفة السبب واستمرت دعوة الكرامة والدين معا وتحولت الي حرب التحرير .
ومجموعات تحارب عقدين من الزمان بدعوي الظلم وتغير قناعاتها في مؤتمر صحفي .وتبدأ منه رحلة عكسية في الحرب.
٤/ وهكذا لم يبق امام اي مهتم بالقضية السودانية سوي التفكير في التكوين اكثر من دولة وان ما انتهي اليه الجنيف بداية لفكرة لم تظهرنتائجها. ولكن الدهشة في القلق المصري لهذا الطبيخ المرتقب ولكن المؤكد ستكون هناك مفاجآت.
٥/ وقد كانت ثورة الشباب في ديسمبر فرصة لتصحيح كثير من المفاهيم والاوضاع السياسية المخلة منذ تأسيس الدولة السودانية التيصاحبت تناقضات انشطة الرق التي لم تجتهد الدولة الوليدة لمعالجة اثارها مما كانت السبب في انتاج نظام اجتماعي طبقي ممعن فيالطبقية وانعكست اثارها في البناء السياسي .وفضلا عن تناقضات القرن الماضي التي صاحبت الصراعات الدموية والتي انتهتبانقلاب اجتماعي بالتعاون مع الاستعمار الثلاثي التركي والمصري والانجليزي في ان واحد تكونت عليها المؤسسات الحالية للسلطة فيالسودان علي ارثها منها الجيش ، وحاولت الحفاظ علي نفسها بالعنف.
فان ثورة ديسمبر كانت فرصة لعودة البلاد الي منصة التأسيس لتستمر الحرية والسلام والعدالة ولكن الدولة العميقة اجهضت تلك الثورةالعظيمة والتي كانت الفرصة الاخيرة لصيانة وحدة السودان .
٦/ومن هنا برز شعور بعض السودانين التعبير عن العزوف عن وحدة السودان التي تجمع قوميات متباينة دينيا ، المتصارعة عرقيا،متناحرة سياسيا، و بشكل دائم ، ويرون لماذا لم يحدث التقسيم اذا كان ذلك احدي الحلول الجزرية مثلما حدث لجنوب السودان .
٧/ وهذه القناعة الان وصلت الي المجتمع الدولي الذي كان يري ضرورة الحفاظ علي الحدود الموروثة للدول. ولكن الحالة السودانية يستدعيالتفكير في المعالجات غير العادية ومنها فكرة انشاء اكثر من دولة لا يرفضها الفطرة السليمة طالما ليس غرضها الحفاظ علي حياةالمواطنين وكرامتهم فقط .وبل انقاذ صورة المهترئة للمجتمع الدولي والمتعبة للمجتمع الاقليمية العاجزة سياسيا واقتصاديا لمواجههالاوضاع السودانية المتصاعدة دوما .
٧/ فالاخوة المصريين اول الشهود علي الساحة السياسية بوجودهم المكثف في القضايا السودانية يريدون استباق الترتيبات الدولية بفرضالتقسيم يوافق تطلعاتهم في السودان وبدأوا منذ وقت مبكر للعمل علي تقسيم السودان وكلفوا وكلائهم في تنفيذ تصورهم وبمساعدتهمتم تدمير البنية التحية بالكامل وخلق العداء الاثني لتضطر بعض الثنيات لتحتمي بمصر ووصولا الي سناريو الاخير هو اضعاف القدرةالقتالية لمنسوبي اهل غرب السودان والجنوب و يقود ذلك الي اعلان دولة جديدة في الشمال والوسط ولربما دولة اخري في الشرق ان لمتكن دولة النهر والبحر كما هو مخطط لها من الدوائر المصرية بعد تمهيد قصير . التي تريد اضافة شمال كردفان وذلك لا يكون الاباستهلاك الغرابة فيما بينهم بالحرب او علي الاقل ان لا يتفقوا لمحاربة الانفصالين الجدد.
٧/ اما اكثر الشعوب السودانية والمجتمع والذي اكثر واقعية تري ان الصراعات في السودان لا يوجد لها اسباب حقيقية غير طموحاتافراد وتنظيمات سياسية وتدخلات دول الجوار والمقصود بها مصر والدول الخليجية اخيرا والتدخلات الناعمة من الدول الغربية ،لتأسيسمصالحهم الاقتصادية عليها ،عبر وكلاء من السودانين ليكونوا حكاما ليحققوا تطلعاتهم عبرهم كما يفعلها مصر عبر سبعة عقود الماضيةالي درجة فرض بعض الوزراء منها التجارة والثقافة والاعلام بواسطتها .ليفرضوا علي السودانين انماط العلاقات التجارية واستهلاكالثقافة المصريةً بدلا من انتاج ثقافتهم وهي احدي الخطط طويلة الامد لمحاربة الدولة القطرية في السودان .
٩/ ولذلك ان المعالجة ليست تقسيم جديد لان تقسيم الاول لم يعالج المشكلة السودانية فليس هناك جدوي من تكراره لان تداخل الشعوبالسودانية وخاصة المتبقي من السودان يصعب فرزه وبناء دول علي واقع اثني او ديني لان تكلفتها من انتاج الحروب اكبر بكثير من البقاءالسودان موحد .
١٠/ فان تصور ثوار ديسمبر في البناء الفيدرالي قريبة من الكنفدرالية مع المعالجات الضرورية في المؤسسات المركزية لتناسب التنوع فيظل نظام ديموقراطي .في تقديري هو الافضل علي الاطلاق .وان الاتفاق الاطاري بداية جيدة لطموحات الشباب لان من دونها استمرارالحروب وتقود المجتمع الدولي الي اجراء عملية قيصرية وتقسيم السودان الي عدة دول قد تزيد اصابع اليد الواحدة او لربما التفكير فيرسم حدود قطرية جديدة في افريقيا بناء علي الخرط الاثنية والدينية .
١١/ ومن الخطأ بناء تصور بان الاتفاق الاطاري نشاط سياسي لتنظيمات سياسية محددة بل تصور سياسي مطروح كل الشعوبالسودانية والمطلوب منهم ان يتفقوا متي ،وكيف ،وطريقة ،تنفيذه ،وعلي الجميع ان يقتدوا بموقف المؤتمر الشعبي في الخوف علي مصيرالسودان .، Sent from my iPhone