Post: #1
Title: فزَّاعَة الكيزان! كتبه محمد حسن مصطفى
Author: محمد حسن مصطفى
Date: 08-23-2024, 09:18 AM
09:18 AM August, 23 2024 سودانيز اون لاين محمد حسن مصطفى-السودان مكتبتى رابط مختصر
على "سدنة الأنظمة" التي تسقط فينا واجب أن يعترفوا في التاريخ و يُسجلُّوا له و فيه "مراجعات" عن حقائق و شهادات ما اقترفوه طوال سنوات حكمهم لنا إن خيراً أو شرَّاً. ليس دفاعاً عن أنفسهم و أنظمتهم أو "كفارة لهم" و تكفيراً عن جرائمهم بل لأنَّ من غير شهاداتهم تلك سيظلُّون هم "شمَّاعَات" يُعلِّقُ اللاحقين لهم و بعدهم فشلهم و حمقهم عليها! و لنا أمثلة سبقتنا في العراق و اليمن و ليبيا و مصر حيث أُسقطت أنظمة و حتى اليوم لم يقم أحد من شيوخها أو القادة فيها و "منظريها" بالكتابة للتاريخ عن الحقائق الخفيّة من الإنجازات و المؤامرات و الجرائم فيها! *
و عند السودان نقف؛ حدث ما حدث و كخلاصه: سقط الكيزان و جاءت جموع "قحت" لتحكم السودان في شراكة "ارتضتها" مع عسكر الجيش و مليشيات الدعم التابعة للجيش بحليفة الجيش -وقتها- و الكل يعلم حتى قحت نفسها "أنهم -العسكر و مليشياتهم-" من بقايا النظام و لجنته الأمنيَّة و سدنته و صنعه! ثم تم سجن قادة الإنقاذ و الإخوان و ملاحقة من تخارج أو تخفى أو تهرَّب من عدالة الثورة منهم. و مضت الأيام و ماكينة "لجنة إزالة التمكين" مسعورة تُطارد الكيزان و أشباههم بينما كان "يغفل" الجميع أو "يتغافل" عن حكاية الوثيقة الدستوريّة و طلاسم مصير قيادة الجيش بعد انتهى مدتهم قادة في مجلس السيادة و عقدة دمج المليشيات و الحركات حتى وقع الإنقلاب عليها الأول ثم الثاني. لتمزَّق فتشتعل الحرب بين الجيش و الجنجويد و تهرب قيادات قحت مُحوِّلة نفسها إلى "تقدم"! *
الجميع -الجميع- يعلم بقصة الكيزان و تاريخهم و أفعالهم في البلد كلها فلسنا في حاجة للتوقف كل مرة و "الرديح" عنهم ثم العودة إلى فك لعنة سحرهم و "عمائلهم" حتى نتحرك فنتحرر. اليوم السودان يحترق في حرب الجميع شركاء فيها من كيزان و قحت و قادة جيش و مليشيات و حركات بينما الشعب يُستباح و يُقتَّل و يُشرَّد. حرب كان يمكن تفاديها لو كان في قيادة الدولة ما قبل الثورة و بعدها "رجال دولة حق"؛ ثم مازال البعض يتقاذف الإتهامات و يردد موشحات اسطوانة الكيزان كي يستغفلنا! *
الواقع هو ما نشهده على الأرض. و إن كان من فعل الكيزان أو الشيطان فالمهم هو أن "حرب الشركاء" لابد أن تقف. و لابد من أن يُحاسب كل من شارك في حكومة الشركاء من عسكر و حركات و مليشيات و قوى و تسبب بتعمد أو من إهمال في تقتيل و تشريد شعبه. فكما ذاك هو مصير قيادت الكيزان بوعد الثورو لزاماً أن ينفذ على الجميع و كل من أجرم ما بعد الثورة ليأتي قادة الجيش في المقدمة. فأمانة الحكم خاصة بعد انتزاعه غصباً من نظام الكيزان بانتصار "ثورة الشهداء" تقتضي الوفاء لها بالعدالة و القصاص من كل من باعها أو خانها أو فرَّط و أهمل فيها. أما إضاعة الزمن مُتعلِّقين في شماعات "سيرة الكيزان" و النفي و الإثبات فالواجب محاسبة كل من يُشغل الناس معه في ذلك لأن دماء الأبرياء و أعراضهم تهدر و مازالت و الحقيقة جليَّة كالشمس واضحة. و نعم لا مكان لمن انتهكوا حرمات الشعب السوداني و هتكوا دمائه و أعراضه لا في الحياة و لا الممات بيننا. و من يظن أن السلام هو الخضوع و الإستسلام لتلك المليشيات و تناسي استباحتها للسودان و شعبه مُقارناً تاريخ الكيزان و حكمهم للجيش فعليه أن ينظر في حقيقة نفسه أولاً ثم "فليَدعُ نادِيَهُ".
محمد حسن مصطفى
|
|