عنف في أروقة البرلمان التركي ..!!؟؟ كتبه د. عثمان الوجيه

عنف في أروقة البرلمان التركي ..!!؟؟ كتبه د. عثمان الوجيه


08-20-2024, 02:36 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1724117790&rn=0


Post: #1
Title: عنف في أروقة البرلمان التركي ..!!؟؟ كتبه د. عثمان الوجيه
Author: عثمان الوجيه
Date: 08-20-2024, 02:36 AM

02:36 AM August, 19 2024

سودانيز اون لاين
عثمان الوجيه-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر



-
في مشهدٍ مأساويٍّ يبعث على الأسى والحزن، تحولت قبة البرلمان التركي، المعقل الديمقراطي وصوت الشعب، إلى ساحةٍ للعنف والصراخ، في يوم الجمعة الماضي، اندلعت مشاجرة عنيفة بين النواب، خلفت جروحًا عميقة في جسد الديمقراطية، وأثارت موجة من الغضب والاستنكار، حيث بدأت الأحداث المؤسفة عندما قام النائب ألباي أوزالان، من حزب العدالة والتنمية الحاكم، بتوجيه لكمةٍ غادرةٍ إلى النائب المعارض أحمد سيك، وذلك أثناء انتقاد الأخير لسياسات الحكومة تجاه النائب المعتقل جان أتالاي، لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل سرعان ما تحول المشهد إلى فوضى عارمة، حيث تدخل نواب آخرون، واندلعت اشتباكات عنيفة بين العشرات منهم استمرت لمدة نصف ساعة، لم يسلم أحد من وطأة العنف، فقد أصيب ما لا يقل عن نائبين معارضين بجروح طفيفة، بعد أن تلقيا لكماتٍ عنيفةٍ على أعينهما، كما تعرض النائب المعارض أحمد سيك لاعتداءات متكررة من قبل نواب الحزب الحاكم، حتى بعد سقوطه أرضًا، وقد تلطخت أرضية البرلمان ببقع الدماء، شاهدةً على وحشية المشهد، أثار هذا الحدث المؤسف موجة من الغضب والاستنكار في الأوساط السياسية والشعبية، حيث عبر رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، عن خجله الشديد مما حدث، ودعا إلى اجتماع طارئ لقادة الأحزاب السياسية، كما ندد الحزب الموالي للأكراد بشدة بهذا الاعتداء، واعتبره دليلًا على أن حزب العدالة والتنمية لا يحترم القانون ولا قرارات المحكمة الدستورية، تجدر الإشارة إلى أن هذه الأحداث المؤسفة جاءت في سياق قضية النائب المعارض جان أتالاي، الذي تم انتخابه في مايو 2023 من زنزانته، ثم تجريده من ولايته البرلمانية في يناير، وقد حُكم على أتالاي بالسجن 18 عامًا بتهمة السعي لإطاحة الحكومة، وهو ما ينفيه تمامًا، إن ما حدث في البرلمان التركي هو بمثابة نكسة للديمقراطية، ويشكل تهديدًا خطيرًا على دولة القانون والمؤسسات، فهل ستتمكن تركيا من تجاوز هذه الأزمة، والعودة إلى مسار الديمقراطية والحوار؟ أم أن هذا الحدث سيفتح الباب أمام مزيد من العنف والتدهور؟ هنا تحضرني طرفة فليسمح لي القارئ الحصيف بأن اوجزها في هذه المساحة وبهذه العجالة وهي:- قبل عقدين ونصف، هجرت مسقط رأسي، أبو زبد، متجهًا إلى العاصمة الخرطوم طلبًا للعلم والمعرفة، كانت البقعة ملاذي الآمن، حيث وجدت نفسي أتنفس هواء الحرية، في تلك الفترة، بلغني أن أستاذتي قد فازت بمقعد في المجلس الوطني، مُمثلةً منطتنا، تلك الانتخابات كانت مسخرة سياسية، إذ كان الحزب الحاكم يفرض مرشحيه بالقوة، متبعًا أسلوبًا مبتدعًا أطلقوا عليه "الإجماع السكوتي"، وبمحض الصدفة، التقيت بأستاذتي في أحد شوارع أم درمان، وسألتها مازحًا عن غياب الحراسة الشخصية عنها، فردت بحكمة بالغة أنها ممثلة للشعب، ومنتخبة منه، وليس لها ما تخافه، ثم أضافت أن الحراسة الشخصية تخصص للأشخاص الذين يتقلدون مناصب حساسة، مثل الوزراء والولاة، وعندما سألتها عن إمكانية حدوث مشاجرات داخل قبة البرلمان، أجابتني بحزم بأن البرلمان ليس ساحة للمشاحنات والصراعات، وأن أي نائب يتورط في مثل هذه التصرفات يكون قد أضاع مستقبله السياسي، إذ لا يمكن لشخص غير مسؤول أن يمثل الشعب.. Parliament is not an arena for quarrels and conflicts, and any representative who gets involved in such behavior has lost his political future, as an irresponsible person cannot represent the people وعلى قول جدتي:- "دقي يا مزيكا !!".
خروج:- "في ظلال الحرب وأشعة الأمل !!" ففي خضمّ جحيم الحرب التي تلتهم الأخضر واليابس في السودان، أطلّ فجرٌ جديدٌ يحمل في طياته بارقة أمل، فقد أشار يوسف عزت، المستشار السياسي السابق لقائد مليشيا الدعم السريع المتمردة، إلى وجود بوادر تقدم في محادثات جنيف لوقف العدائيات وفتح مسارات للإغاثة، تلك الأنباء حملت في طياتها بشرى طال انتظارها، فبعد أكثر من خمسة عشر شهراً من الصراع الدامي الذي شرد الملايين ودمر البنية التحتية، بدأت تتسلل إلى نفوس السودانيين نسمات من التفاؤل، وتساءل عزت في تغريدة له: "أليس من حقنا أن نطمح إلى سلام عادل ودائم؟ أليس من واجبنا أن ندعم كل جهد يبذل من أجل تحقيق هذا الهدف النبيل؟" ودعا عزت السودانيين إلى التكاتف والعمل يداً واحدة لدعم مسار السلام، مؤكداً أن تحقيق الديمقراطية الحقيقية لا يمكن أن يتم عبر التمويل الأجنبي، وأن بناء حكومة قوية مستقرة لا يتم بالاعتماد على السلاح والتدخلات الخارجية، ومع ذلك، فإن طريق السلام لا يخلو من التحديات والعقبات، فالجيش السوداني قد رفض المشاركة في بعض الجولات التفاوضية احتجاجاً على وجود أحد الدول الداعمة لمليشيا الدعم السريع، وهذا يدل على عمق الخلافات بين الطرفين ومدى تعقيد الأزمة السودانية، ويبقى السؤال: هل ستنجح هذه الجهود في تحقيق وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء هذا الصراع المدمّر؟ أم أن الحرب ستستمر في حصد المزيد من الأرواح وتدمير البلاد؟ إن التاريخ يشهد بأن الحروب الطويلة والمعقدة تحتاج إلى صبر وتفاوض طويل، وأن السلام لا يتحقق إلا بالتنازلات المتبادلة وبناء الثقة بين الأطراف المتنازعة، وعلى الرغم من كل التحديات، فإن الأمل لا يزال يحدو الشعب السوداني في أن يشهد يوماً ما عودة السلام والاستقرار إلى بلاده.. #أوقفوا_الحرب ولن أزيد ،، والسلام ختام.