اندلاع حرب الرابع عشر من ابريل قادت اليها اسباب سياسية واقتصادية تمثلت في اطماع بعض الجهات داخلية وخارجية للسيطرة على السودان وموارده المهولة!!
انحصار الحرب بين فصيليها الرئيسيين كان سيسهم بشكل كبير في ايقافها، الكلام الذي ظللنا نردده كثيرا، ولكن نزوع بعض المستفيدين من اشعالها الى الخطاب التعبوي العنصري ساعد على تبني المكونات المجتمعية لها لاحساسهم انها حرب وجود بالنسبة لهم !!
ماساعد في تفاقم هذا المفهوم هو سلوكيات هذه المليشيات الغير منضبطة اساسا، فممارسات البطش والتنكيل التي ميزتها منذ تكوينها في العهد البائد ليس بشئ جديد تم استحداثه مع هذه الحرب لان عقيدتها بنيت على مفهوم التنكيل بالمواطن البريء، لهذا لم يكن مستبعدا ان تعاديه وتبطش به الان!!
طبيعي ان تنكفي المجتمعات على مكوناتها المحلية سواء عشائرية او جهوية او غيرها في ظل اللادولة، وانقلاب الخامس والعشرون من اكتوبر قد هيأ بيئة جيدة لتنامي هذا الشعور وزادته الحرب اللعينة التي اخذت صبغة عنصرية، وهذه ظروف مواتية لبروز شخصيات انتهازية تتبنى قضايا مجتمعية مطلبية، تسوق لها وتجيرها لمصلحتها الخاصة، ومن المؤكد انها ستجد آذان صاغية في ظل تنامى احساس الخوف الذي تخلفه الحرب!!
اخطأ البرهان المتخبط أيما خطأ يوم سمح بتمويل بعض تلك المليشيات لمساعدته في حربه، فملايين الدولارات التي دفعت لهذه الملايش كان اولى بها تقوية جيشه ولكن البرهان ربيب النظام الذي منهجة تدمير قومية المؤسسات والاستعاضة عنها بمؤسسات موازية مضمونة الولاء لها فقط وليس الوطن، طبيعي ان ينتهج نفس المسلك، واذا صحت الاخبار المتناقلة بسماحه لبعض هذه المليشيات التدرب خارج الحدود فستكون هذه كارثة عليه بلا شك اذ لا يستبعد تعرضها لاستقطاب استخباراتي خارجي توجهها لمحاربة الجيش السوداني!!
الملاحظ لتركيبة هذه الملايش إنها من مجتمعات الهامش وذات صبغة اثنية، والهامش له مراراته مع الانظمة الممتدة وله قضاياه الخاصة، فهي تشكك في قومية الجيش نفسه، لهذا ينبني اقتناعها بفكرة اندماجها في هذه الحرب بمقدار مايحقق مطالبها الخاصة المبنية على رؤيتها هذه!!
عليه!! على أي منبر تفاوضي يسعى لايقاف هذه الحرب ان يستصحب هذه الاشكالات ويولي هذه الجيوش جل اهتمامه ويبحث عن مخرج آمن يؤسس لارضية صلبة تعالج تراكمات الاخطاء التي انتجت مشاكل الهامش عموما،، فقادة هذه الملايش يعرفون جيدا كيف يدغدغون مشاعر مكوناتهم بخطابات تألبهم ضد وطنهم لإستخلاص بعض الحانقين منهم وتجنيدهم في جيوش يستطيعون من خلالها التفاوض على مصالحهم الخاصة، لهذا لزم ان نفصل بين دوافع واطماع قادة هذه المليشيات الشخصية وقضية المنضوين تحت لواءها فهم في الغالب شباب مندفع استقطبهم الخطاب الموجه بعناية!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
حيدر الشيخ هلال
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست