تحسَّبوا حسابَ عظائم الأمور من أمريكا.. ولا تتراجعوا! كتبه عثمان محمد حسن

تحسَّبوا حسابَ عظائم الأمور من أمريكا.. ولا تتراجعوا! كتبه عثمان محمد حسن


08-02-2024, 00:44 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1722555898&rn=0


Post: #1
Title: تحسَّبوا حسابَ عظائم الأمور من أمريكا.. ولا تتراجعوا! كتبه عثمان محمد حسن
Author: عثمان محمد حسن
Date: 08-02-2024, 00:44 AM

00:44 AM August, 01 2024

سودانيز اون لاين
عثمان محمد حسن-السودان
مكتبتى
رابط مختصر







* عقد مجلس الأمن الدولي جلسة مشاورات مغلقة حول السودان، بناءًا على طلب من ريطانيا، المسؤولة عن ملف السودان في المجلس، حيث دعا الأعضاء إلى ضرورة دعم الجهود المكثفة لإجراء محادثات جنيف، بين القوى السودانية المتحاربة، على أمل التوصل إلى تسوية تعيد السودان إلى السلام والاستقرار..

* هذا يعني أن أمريكا وبريطانيا رغبتا في تدويل مفاوضات جنيف بما يُجبر حكومة السودان على الرضوخ للقرار الأممي..

* ولما كانت أمريكا، هي الداعية للمفاوضات المذكورة، ولما كان توم بيريلو هو المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، فقد عقد بريللو مؤتمراً صحفياً، بمدينة نيروبي، زعم خلاله أن أغلبيةً ساحقةً من الشعب السوداني، "و ضمنهم الداعمون للجيش، يريدون رؤية قادتهم يذهبون لتلك المفاوضات"..

* أراد بيريلو أن يؤكد أن الرغبة السائدة في السودان هي الرغبة في التفاوض، وهو محِقٌ في هذا، من ناحية، لكنه لم يقل الحقيقة الكاملة التي تؤكد أن الأغلبية الغالبة هي التي تدعم الجيش، وهي المطالِبة بتفاوضٍ يتم على أسس موضوعية لا جدال حولها، وليس تفاوضاً (أي كلام)..

* نعم، إن جميع السودانيين يريدون التفاوض وإيقاف الحرب، لكن الغالبية الساحقة من السودانيين لاتدعم الجيش فقط، بل تحارب مع الجيش بالسلاح، و بالكشف عن الذين يتعاونون مع ميليشيا الجنجويد، بل تدافع هذه الأغلبية عن ما يقوم به الجيش ضد الميليشيا الفاجرة و "إن دعا داعي الدفاع" لم نخُُن جيشَ الوطن..

* والواقع يؤكد أن عدداً ضئيلاً من أًسر ميليشيا الجنجويد يقيمون هنا في المناطق الآمنة بأمدرمان، و لا ننكر أن بين أفراد تلك الأسر من يدافعون عن ميليشيا الجنجويد دفاعاً مرتبكاً دائماً، ويتهربون من الحديث عن فظائع الميليشيا التي لا تُحصى.. ويؤكد الواقع، كذلك، أن معظم السودانيين الفارِّين من بيوتهم عقب ظهور طلائع الميليشيا المتوحشة في آفاق مناطقهم، يلجأون، سراعاً إلى حضن الجيش.. وهذا وحده يكفي كاعتراف صادر من كل من فرَّ من مخالب الميليشيا المتوحشة، إعترافاً ضمنياً، بأن الجيش هو الكيان الحامي لحمى جميع أفراد الشعب السوداني قاطبةً، غضَّ النظر عن الانتماءات السياسية لمن يلجأون إليه، أي أنه جيش الشعب السوداني قلباً وقالباً..

* و البون شاسع بين الداعمين للجيش وبين الداعمين لميليشيا الجنجويد عند الحديث عن المفاوضات.. فالداعمون للجنجويد يريدون تفاوضاً مطلقاً، بدون شروط.. يريدون تفاوضاً تواصل خلاله ميليشيا الجنجويد الاستمتاع بكل ما نهبته من ممتلكات و بكل ما احتلته من بيوت وبكل المرافق العامة.. إنهم يريدون أن تستمتع بكل ذلك بينما المفاوضات تمضي وفق مشيئة أمريكا والإمارات، وكأن ما كان لم يكن!

* يريدون استمرار ذلك ونحن بعيدون عن بيوتنا والجوع ينهش بطوننا، وأمريكا تلفت نظر العالم إلى الكوارث المحيطة بنا، وتتباكى في مجلس الأمن، وتتظاهر بتعاطفها معنا و تطالب، نفاقاً، بحقنا في الحياة..

* من يصدق دموع التماسيح التي تبذلها أمريكا ناعيةً الإنسان والإنسانية الضائعة في السودان؟ من يصدقها وهي أمريكا التي فقدت مصداقيتها أمام العالم كله، وبصورةِ أظهرت قوتها الغاشمة وعنجهيتها اللامبالية بالإنسان ولا بأي حقوق للإنسان؟!

* أمريكا، الدولة التي دعت قادتنا إلى مفاوضات جنيف، هي أمريكا نفسها التي فقدت مصداقيتها في مجال الإنسانية وحقوق لإنسان وتعرَّت أمام العالم، تماماً، بتبنِّيها حجج اسرائيل التي تدافع عن أراضٍ احتلتها وترفع شعار (الدفاع عن النفس) من داخل تلك الأراضي المحتلة.. و ما كانت إسرائيل لَتفعل أفاعيلها، لو لم تكن مطمئنة من أن أمريكا سوف تتبنى سرديتها وحججها حول (الدفاع عن النفس) وتنشرها في العالم..

* وأؤكد لكم أن أمريكا سوف تتبنى حجة ميليشيا الجنجويد في (الدفاع عن النفس)، على نحوٍ ما، والبقاء باستمرار في بيوتنا وأراضينا المحتلة والإبادة الجماعية.. ولا فرق بين احتلال وإبادة جماعية ترتكبها إسرائيل في فلسطين وبين ما تفعله ميليشيا الجنجويد في السودان..

* إنها أمريكا! أمريكا التي تشارك إسرائيل في عمليات الإبادة الجماعية الجارية في حق الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، على مدى عشرة شهور، وعندما قدّم مدعي عام محكمة الجنايات الدولية دعوى محاكمة نتنياهوه وآخرين، ثارت ثائرتها، وهددت بمعاقبة اعضاء المحكمة الجنائية جميعهم ومنعهم من دخول أمريكا، وبحجز ممتلكاتهم، وهي التي سبق أن نفذت تلك التهديدات على المدعي العام السابقة، فاتو بن سودا، الجنوب أفريقية..

* و. لا ينبغي أن يغيب عن البال أن أمريكا تحدت العالم كله يوم أعلنت أن ما قامت به إسرائيل في قطاع غزة لا يرقى لجريمة الابادة الجماعية، وذلك رداً على ما صدر من محكمة العدل الدولية من قرار إدانة للدولة الصهيونية بإرتكاب تلك الجريمة الشنيعة.. ولم تكتفِ بذلك بل هددت المحكمة الدولية بعظائم الأمور.

* تدافع عن إسرائيل، طوال الوقت، وإسرائيل السادرةتسدر في الظلم والتعدي على جيرانها، طوال الوقت.. تلك هي العقيدة الأمريكية الثابتة.. ويمكننا القول بأن نُصرة كل ظالمٍ ترتبط مصالح أمريكا بظلمه
عقيدة راسخة في السياسة الخارجية الأمريكية، وهذا هو حالها مع دولة الإمارات وإصرارها على وجوب تواجد تلك الدولة في مفاوضات جنيف كمراقب، بالرغم من علمها أن الإمارات مصدر كل ما يحدث في السودان من كوارث ومآسي إنسانية، وتعلم أمريكا يقيناً أن الإمارات هي راعية ميليشيا الجنجويد، وهي الداعمة للميليشيا بأحدث الأسلحة الأمريكية و أحدث وسائل الاعلام المزيف..

* إنها أمريكا التي تدعو جيش الشعب السوداني للتفاوض مع ميليشيا الجنجويد الفاجرة في جنيف دون شروط.. وسوف تضع على رأس أجندتها أن يكون التفاوض بدون شرط..

* إنها أمريكا، القوية جداً، مادياً، والساقطة جداً، أخلاقياً، قلتُ لكم! و وسائل الاعلام الأمريكية، هي "الطائر المحكي والآخر الصدى"، عالمياً.. لذا فإن منصات الإعلام العالمية تنقل السردية الأمريكية للأحداث أكثر من أي منصات أخرى، بما يجعل سردياتها الأقوى وصولاً ًللمتلقين..

* و علينا نحن في السودان أن نتوقع (عظائم الأمور) من أمريكا، وهي تصب جام غضبها على ما سوف تكثف من مزاعمٍ حول إعاقة الجيش السوداني لإغاثة الجوعى والمرضى والملهوفين في السودان، وأن دوافع الإعاقة دوافع سياسية بحتة ضد الديمقراطية، وأن من يقف وراءها هم الإسلاميون بقيادة على كرتي..

* علينا أن تتوقع ذلك، و هذا التَوقُّع يتطلب عملاً كبيراً جداً من القائمين على أمر الإعلام السياسي في السودان، وعلى وزارة الخارجية، إذ عليهما أن يسبقا الاحداث بوأد ما هو متوقع حدوثه قبل حدوثه، و ألا تركن الوزارتان، بل وألا تركن الحكومة كلها للاعتماد على ردود الأفعال، كما ظلت تفعل كل مرة، و عليها أن تبادر بالكشف للشعب السوداني عما يدور بينها و بين الأمركان والإماراتيين حتى لا يتفاجأ الشعب بسماع ما جرى وما يجري في السودان من وسائل الاعلام الخارجية، كما حدث من لغط حول المهاتفة التي دارت بين البرهان ومحمد بن زايد قبل أيام..